ما يحتاجه هادي ؟

> آزال مجاهد:

>
لطالما انتقدنا الرئيس هادي، وسياسة الرئيس هادي، وشخصية الرئيس هادي،لأسباب لازلت على يقين بأن معظمها إن لم تكن جميعها منطقية.. أو بالأحرى من باب “جابها لنفسه”.
استمعت لخطاب الرئيس هادي قبل أكثر من أسبوعين، ظهر الرئيس فيه كما بدا لي وحيداً فعلاً وهو يواجه كل هذا الكم الوفير من المصائب، التي خالفت عادتها، حينما كانت لا تأتي فُرَادَى، فأصبحت تأتي كما هي الآن ثلاثية الأبعاد والتأثير والنتائج! تماشيا مع التطور العكسي الذي عشناه، ولا زلنا نعايشه منذ بدايات حقبة "الاستغلال"، وليس كما يسمونها استقلال هذا الوطن شمالا وجنوبا.ً. شرقا وغربا.ً
ليس من المنطقي أن تسمع رئيس بلدك يتحدث بلغة مماثلة، وتستمر في قراءة الأمور على نحو مماثل كما كان عليه الحال قبل نحو أربع سنوات ماضيات. في عهد الرئيس صالح، كنت تستشعر وأنت تقرأ وتشاهد الأفعال وردودها على الساحة الوطنية بأنك أمام “دولة” تقف صفا واحدا أمام العديد من القضايا المؤثرة على لُحمة وتماسك أبناء هذا الشعب، ومنها بكل تأكيد تلك القضايا المتعلقة بالإرهاب،
والوقوف في وجه الجماعات الإرهابية المختلفة المسميات والتوجهات وكذلك الأفعال.. هادي يقف وحيدا في وقت ليس مثاليا إطلاقا للفُرجة. يحتاج الرئيس هادي اليوم أن يشعر بالتفافة شعبية من حوله، على أن تكون تلك الالتفافة جماعية، طوعية، بعيدة عن التطلب والتكلف، وكذا التحجج بصعوبة الأوضاع الراهنة التي نعيشها كمواطنين غير غافلين عن أخطاء “الرئيس” الكبيرة في حين، والكارثية في أحايين كثيرة.
يحتاج هادي من أجل كل أولئك الجنود الذين يتساقطون على أيدي من يريدون الذهاب بنا جميعا - وليس هادي بمفرده - نحو واقع هو أشد سوادا وعتمة من واقعنا الذي نعيشه حاضرا على الأرض، التي لم تعد تتسع لمزيد من الدماء، بقدر اتساعها فعليا لرثائيات قاطنيها، يحتاج إلى حملة شعبية حقيقية غير مناطقية هدفها الوطن،وليس الفرد أو الجماعة.
كأن نبتكر شعارا موحدا،ً نصرخ به جميعنا في عدن كما في صعدة، تماما كما في سيحوت وشقرة وصنعاء وتعز..شعارا جامعا يستمد قوته من قوة عزيمتنا جميعا،ً ونحن نقف خلف هادي في سنواته الأولى “حرب ضد الإرهاب”.. إنها حرب حقيقية أفقدت الرجل رباطة جأشه حتى ظهر علينا بتلك الصورة التي ظهر عليها في أبرز خطاب له كما وصفه الكثير من المحللين السياسيين العرب والأجانب،قبل المحليين.
ليكن شعارنا على الأقل خلال هذه اللحظات التي تحصد مزيدا من أرواح جنودنا البواسل في كل شبر من بلادي “كل الأيادي معاك ياهادي”، في حربنا جميعنا ضد الإرهاب المنظم غالبا.ً. إنها لحظات فارقة حقا.ًوردة على كل قبر وإلى كل روح فاضت لبارئها بفعل تقاعسنا جميعا سلطة+ شعب عن لعب أدوار مؤثرة في بلاد اعتادت أن تبدو “متأثرة” منذ أن عزمت على مداواة جراح ماضيها البعيد، ومآسٍ وعثرات عهدها الجديد.
[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى