عن عودة «الأيام» وأشياء اخرى

> صلاح السقلدي:

>
خمسة أعوام بالوفاء والتمام هي مدة الاحتجاب القسري لهذه الصحيفة المتميزة “الأيام”.خمسة أعوام عجاف على الساحة الإعلامية الجنوبية، طال شرر نار القهر وشظايا التعسف والغبن - ولايزال - كل أرجاء الجنوب ومعظم مكوناته وأطيافه المختلفة، استهدفت في تلك الأعوام كل الأصوات والأقلام المدافعة عن الجنوب وقضيته الوطنية، تماما مثلما استهدفت فيها كل وسائل الإعلام ووسائط الاتصالات على قلتها وصعوبة تواجدها.
كان لصحيفة “الأيام” وحارسها المعتقل حتى اللحظة ظلما وضيما أحمد عمر المرقشي النصيب الأوفر من المعاناة. وبرغم مرارة ما حصل ويحصل فقد مثل عودة الإصدار من جديد لهذه الصحيفة ومضة رجاء وبارقة أمل تطوي معها صفحة عناء وألم، ستكون ذروتها بإذن الله تعالى هو ذلك اليوم الذي سيتحرر فيه المعتقل المرقشي من سجنه الموحش هناك في صنعاء.
- سنظل نكرر رفع أصواتنا ونسجل لفت أنظار الناس بالعاصمة عدن إلى أن مستقبل مؤسسة المياه يوشك أن يكون في خبر كان أن بقي الحال على ما هو عليه يراوح موقعه اللامبالي بخطورة وضع هذه المؤسسة الحيوية، التي تتعرض لعملية تدمير على نار هادئة ليلحق مصيرها بمصير مؤسسة الكهرباء المظلم، فهذه المؤسسة أي مؤسسة المياه هي من المؤسسات القليلة التي حسب علمي لا تذهب مواردها إلى هناك بالمركز الصنعاني المقدس،وهذا ما يجعل ذلك المركز المهيمن غير مبال بتحصيل أموال الاستهلاك الشهري من المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة في ذات الوقت الذي وجد هذا التراخي نوعا من الرضاء السلبي من قبل المستهلك، مما يعني فيما يعنيه أن الوضع المالي لهذه المؤسسة إلى مهاوي الإفلاس، وهذا سينعكس بالتالي على حالة الخدمة وسوء الشبكة وسيجعل خصخصتها أمرا لا مناص منه، وهو ما يراد له أن يكون بالمحصلة النهائية، وستكون البوزة جنبا إلى جنب مع الماطور، هما ثنائي غريب على هذه المدينة المكلومة. وعلى ما تقدم ذكره نكرر صرختنا للجميع ألا يدعو شيطنة اليد السوداء تعمل عملها بهذا المرفق الحيوي الهام وأن يرتقوا إلى مستوى خطورة الوضع حيال هذه الخدمة الحيوية.
- وبذات القدر الذي تستهدف فيه مؤسسة المياه مثلها مثل مؤسسات الدولة في عدن وباقي حواضر الجنوب يستهدف موضع الأمن بشكل أكثر توحشا وتغولا،ً فالأمن العام الشرطة الشعبية يراد لها أن تظل في حالتها المتردية من التهميش والإهمال منذ عام 1994 م، لا لشيء غير أن أفرادها وضباطها هم من أبناء المحافظات ولا يدينون باي ولاء لحزب او لقبيلة. فهذا الإقصاء والتهميش لهذه المؤسسة الأمنية الخطيرة أتى لمصلحة جهات أمنية أسيرة حسابات سياسية وحزبية متداخلة، وهي بذات الوقت أقل معرفة وخبرة بوضع وطبيعة وطبائع سكان المحافظات التي تتواجد فيها عنوة وتتصرف بطرق استفزازية قمعية تعمل على تردي الوضع الأمني المتردي أصلاً.
وعلى ذلك نقول أن الركون على هذه الأجهزة الأمنية في تثبيت الأمن في ظل وجود الشرطة الشعبية الأمن العام على الهامش يعد تقاعسا واضحا أن لم يجعل المواطن في عدن وباقي المحافظات من نفسه رجل أمن يتسلح بالحرص على عدم فلتان الأمور نحو هوة سحيقة يراد لنا أن نخر في قرارتها السوداء.
فغياب الأمن يجعل من الصعوبة بمكان تحقيق الأهداف الوطنية والسياسية المشروعة، ويجعل ذلك الوضع الخطير بيئة مناسبة لخلط الأوراق والإمعان بنهب الجنوب وقهره إلى ما لا نهاية. ومع ذلك سنظل نردد مع جبران خليل جبران: في قلب كل شتاء ربيع نابض ووراء كل ليل فجر باسم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى