> - كلية الحقوق..غياب للتطبيق العملي، وتسرب أكثر من ثلاثة ألف طالب من قاعات الدراسة - طلاب يتعرضون للعقوبات بسبب انتماءاتهم الفكرية والسياسية تشير إحصائيات للطلبة الملتحقين بكلية الحقوق في جامعة عدن إلى نسبة تسرب كارثية تصل إلى النصف بالمقارنة بين أعداد الملتحقين والخريجين خلال الأربعة الأعوام الماضية.
هذا المؤشر يكشف مآلات واقع التعليم العالي، ومؤسسات التكوين العلمي المتمثلة في الجامعات والكليات التابعة لها، وهو محصلة إهمال وتسيب وانفلات وغياب للمعاييرالعلمية المتبعة في جامعاتنا الحكومية .
الكلية التي تأسست في الخامس والعشرين من أكتوبرعام 1978م،وكانت نواتها معهد الحقوق الذي كان يتبع وزارة العدل والأوقاف في حينه،حيث مرت بمراحل متعددة قبل انتقالها إلى الحرم الجامعي بمدينة الشعب، ذلك المبنى المعني بتخريج دفعات من المحامين ورجال القانون؛ أصبح طلاب العلم والقانون داخل أروقته يبحثون عن حقوقهم التعليمية الضائعة .
في المبنى المعماري الشامخ الذي انشئ كأول كلية منذ الوحدة بين كليات جامعة عدن. تلمست "الأيام " عن كثب معاناة الطلاب والتنقل بين ممرات القاعات في الكلية ونقلت همومهم المصحوبة بسخط كبير ضمن زياراتها وتغطياتها لملف التعليم العالي انطلاقا من الحرص على بناء جيل قادر على تحمل مسؤولياته ومتسلح بالمعرفة الحقيقية المؤهلة لبناء المستقبل .
* إهمال وانعدام الصيانة
معاناة الطلاب لم تتوقف عند مطالبهم بإصلاح دورات المياه والاهتمام بالنظافة داخل حرم الكلية، بل تمتد إلى الحصيلة التعليمية ومعاناتهم من أساتذه يقولون أنهم عاجزين عن توصيل المعلومة والمنهاج الدراسي بالشكل المطلوب.
في البداية كان لقاؤنا بالطالب صبحي عبدالله الذي تحدث بالقول :"الكلية لاتتوفر فيها صيانة منذ وقت طويل، والحمامات متهالكة وغير صالحة للاستخدام الآدمي، وصنابير مياه الشرب البارد عاطلة ومنعدمة وهذا يكلف الطالب نفقات أخرى سيما مع موقع الكلية البعيد .

ويضيف صبحي في حديثه للصحيفة : "مقاعد القاعات متهالكة أو منتهية الصلاحية وإلى اليوم لم تقم إدارة الكلية بتغييرها،وعمال الصيانة في الكلية لايقومون بصيانة التجهيزات ولم يقوموا بشيء منذ أربع سنوات دراسية قضيتها طالبا داخل الكلية .
ويواصل حديثه :" إن الطلاب هنا يعانون من بعض الدكاترة وأعضاء الهيئة التعليمية وعجزهم في توصيل المعلومات إلى الطلاب بالشكل المطلوب وأن الكلية يوجد فيها مسجد يتبع طلاب كليتي الحقوق والاقتصاد، لكنه يواجه إهمالا، وأكوام الرمل الترابي تزحف إلى داخله وكما ترى لايوجد فيه حمامات . .
وطالب صبحي عمادة الكلية بصيانة الحمامات وتوفير المياه إليها إلى جانب إصلاح برادات مياه الشرب، وقال: "نحن في مدينة ومنطقة صحراوية ومناخها حار، والماء في الكلية أهم وأبسط حقوق الطالب داخل الكلية
من جهته تحدث الطالب محمد سلطان شاكيا : " نعاني من التميز والعنصرية من قبل الأساتذة واحتكارهم المساقات التعليمية من كتب ومراجع يقومون بإصدارها وبيعها على الطلاب وهذا يشكل عبئاً ثقيلا على ميزانيتنا، وإذا لم يقم الطالب بشراء المراجع بأسعارها المكلفة يتعرض للتهديد والتعسف في الدرجات".
وأضاف :"هناك دكاترة هدفهم الربح فقط ، وليس ايصال المساق العلمي والمعلومات، وذكر محمد أن حمامات الكلية غير صالحة للاستعمال وخصوصًا حمامات الطالبات التي لاتوجد فيها أبواب وقال:" إن حراسة الكلية تسمح للطلاب من أبناء وأقارب المسؤولين بإدخال سياراتهم إلى حرم الكلية، فيما تقوم بمنع الطلاب البسطاء من الدخول بسياراتهم وتركها خارج الحرم .
وناشد محمد زملائه الطلاب عبر الصحيفة للوقوف يد بيد لمطالبة إدارة الكلية بتحسين وضعها، وتوفيرمياه صالحة للشرب وتأهيل وبناء حمامات جديدة للطلاب والطالبات.
* أجواء حارة وكثافة طلابية
الطالب محمد عبدالحميد العبادي ذكر :" إن قاعات الدراسة وضعها سيىء خلال الصيف ولاتصلح للدراسة والمحاضرات وقال " قاعات الدراسة في الكلية لا يوجد فيها مكيفات ولامكرفونات ولا سماعات صوت أثناء المحاضرات مع كثافة الطلاب في القاعات.

وأضاف بعض الدكاترة في الكلية لهم سلطة ونفوذ يمارسون استغلال ضعف الطلاب وماوصفه (عدم التفاهم معهم ) من أجل مراجعة المحاضرات وتعاملهم سيء للغاية مع الطلاب والطالبات .
ويختتم محمد سرد معاناته وزملائه في الكلية :" إدارة الكلية أهملت نظافة الكلية، والتصحر يزحف إلى فناء الكلية وحرمها والأشجار بعضها هلكت والأخرى معرضة للهلاك؛ بسبب الإهمال والقمامة منتشرة بالممرات وأمام بوابة الكلية.
*وضع متردي
بسام أحمد ثابت من جهته يصف الوضع في الكلية بالمتردي وقال :"الوضع الحالي المتردي في كلية الحقوق متعمد مقابل استثماره من قبل إدارة الكلية
وأضاف في مستهل حديثه أن قاعات الدراسة في حالة يرثى لها من مكيفات عاطلة وعند تشغيلها تسبب ضوضاء داخل القاعة، حيث لانسمع المحاضرات ومايقوله المحاضر .
وقال:" إن ادارة الكلية مقصرة بحق الطلاب ولاتعبر شيء عنهم فممرات الكلية وقاعات الدراسة ممتلئة بالأتربة والقمامة والمخلفات القرطاسية والبلاستيكية وأنها لم تقم بمنع الطلاب المتعاطين لأوراق "التمبل "والشمة داخل الكلية وما تحدثه هذه الآفات من تلويث بين الأروقة والممرات، وحتى داخل القاعات وإهمالها متابعة عمال النظافة، وأشار إن الكلية لم تقم بتوفير المياه من مشروع المضخة التابعة لجامعة عدن التي توجد خلف كلية الهندسة بمبررات عدم توفر مادة الديزل وعدم صيانة الأنابيب المخصصة والتي تعرضت للتلف نتيجة الإهمال.
* متسولون داخل القاعات
من جانب آخر الطالب رفعت فضل الجعدي قال:" نتفاجأ بعد دخولنا إلى قاعة
المحاضرات بدخول الكثير من المتسولين إلى قاعات المحاضرة أثناء تواجد الدكتور، ونشعر بالخجل من دخول المتسولين إلى قاعة المحاضرات ورفعهم أصواتهم على المحاضر"، وأضاف :إدارة الكلية التي تحمل اسم القانون لم تقم بإلزام الطلاب الانضباط بلوائح الكلية".
عماد الشعيبي قال: "إن طلابا تعرضوا لظلم في الدرجات وأوقفت ملفاتهم ويجري تأجيل مواد الامتحان إلى الأعوام القادمة، ووضع الكلية الذي نعيشه مزري وغير لائق "، وأضاف "إن طلابا جرى معاقبتهم بسبب أفكارهم وانتمائاتهم السياسية، ويتعرضون للفصل من أجل إثنائهم عن ممارسة حقهم في التعبير الذي كفله القانون"، وقال: "منذ دراستنا إلى اليوم مهددون بالفصل".

وأشار الشعيبي إلى أن طلاب الحقوق منذ بداية الدراسة حتى التخرج يفتقدون الجوانب التطبيقية وصياغة الدعاوى القضائية أمام المحاكم.
وقال "هناك تقصير كبير في الجانب التطبيقي للطلاب وأن الدراسة كلها نظري".
* تسرب نصف الطلاب!
إحصائيات للطلبة الملتحقين بكلية الحقوق والخريجين منها المنشورة على موقع الكلية تفيد بوجود تسرب كبير بين صفوف الطلاب يصل إلى النصف خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.
وتحويل الكلية للنظام الدراسي من النظام السنوي إلى النظام الفصلي خلف إشكالية للكلية، وأوجد بعض الإرباكات، خاصة وأن المساقات التي تدرس في الكلية مترابطة ولا يمكن فصلها أو تقسيمها أو تجزئتها إلى فصلين.
مؤشرات
رقم الدفعة عام الالتحاق عدد الطلبة الملتحقين عام التخرج عدد الطلبة المتخرجين
32 2010/2011 425 2013/2014 0
31 2008/2009 386 2011/2012 163
30 2007/2008 509 2010/2011 238
29 2006/2007 399 2009/2010 193
28 2005/2006 320 2008/2009 169
إجمالي عدد الطلبة الملتحقين 7826
إجمالي عدد الطلبة المتخرجين 4689