آمال وأحلام تعترضها مصاعب وهموم!!..أبناء الريف في المدينة.. غربة في داخل الوطن

> استطلاع/ الخضر عبدالله

> هموم حياتية وصعوبات تقف في طريق هذه الشريحة، بعد أن اضطرتهم الظروف إلى ترك قراهم نزوحاَ إلى المدن، بفعل تدني فرص العمل وانحسارها، أو من أجل إكمال التعليم، حيث تتركز الخدمات التعليمية خاصة ما بعد الثانوية العامة في عواصم المحافظات والمدن الرئيسية.. مشكلة السكن وغيره من التحديات، لم تستطع ان تقف عائقاَ امام تطلعاتهم .. وصحيفة "الأيام" أفردت مساحة لهذه الفئة عبر هذا الاستطلاع ليبوحوا بما يختلج في ثنايا صدورهم.
أديب أحمد أسعد، خريج معهد عالي - 28 عاماَ، من أبناء الراهدة بتعز، قال" :جئت إلى المدينة بحثاَ عن العمل حيث صعب علي الحصول على وظيفة في منطقتي، وطبعاَ هنا في مدينة عدن فرص العمل ممكنة لكن البعد عن الأهل صعب، وقاسي أن تكون بعيداَ عن أسرتك وأهلك لكنه ضرورة الحياة، وأنا أعمل في مخبز للروتي براتب ضئيل والاحتيجات اليومية تأخذ قسطاَ كبيراَ من راتبي لكننا نحمد الله على كل حال".
ويضيف أديب: "نعتمد على أنفسنا في كل شيء نغسل ملابسنا بأيدينا وننام فوق سطح المكان الذي نعمل فيه، فغياب فرص العمل في الريف دفعت بنا وكثيرين من أمثالي إلى زحمة المدن.. وأملي الوحيد هو الحصول على وظيفة لأستقر من حالة السفر الدائمة".
سمير محمد القباطي، يعمل في مغسلة ثياب بعدن، تحدث قائلا: "مصدر رزقي لا يؤمن أبسط مقومات الاستقرار في المدينة.. العمل عندنا يوم لك ويومين عليك وكهرباء وماء وإيجارات وخليها على الله".
ويواصل سمير: "واقع الحياة الصعب يحول دون مقدرتنا على الأدخار لدى أعمل ليل نهار فكل شيء غالي من المشرب والمأكل، وبعد أن أكملت دراستي لم أحصل على وظيفة ولا يزال أملي قائماَ في الحصول على الوظيفة التي أعلم مسبقا أنها لن تأتي على طبق من ذهب فهي بحاجة إلى فلوس وإلى أن تأتي سأضل محروما من أسرتي وأهلي".
رفعت سلطان، 24 عاماَ من أبناء ردفان، يقول: "الهم الكبير الذي يشغل تفكيري دائماَ هو بعدي عن الأسرة وهذا ولد لي حالة من عدم الاستقرار، وأنا أعيش في (عزبة) لكنها لا توفر لي الاستقرار والخلود إلى النفس ولا تتيح لي مجالاَ للقراءة والاستذكار، وهذا طبعاَ لم يمنعي من الصمود ومواجهة هذه المشكلات التي أحياناَ تأتي دفعة واحدة على الرغم من دعم والدي لي في دراستي.. حاليا وضعي أصبح اليوم في تحسن بعد ان عانيت السكن في بداية دراستي الجامعية".
وديع محمد سعيد من أبناء القبيطة يصف معاناته قائلا: "أعمل في مخبز من أجل لقمة العيش وتوفير مصاريفي وقد تنقلت بين كثير من المحافظات طلبا للرزق وأخيرا انتقلت إلى مدينة عدن وأجد كل ترحيب من أبناء المحافظة المعروفين بكرم أخلاقهم.. وكل همي هو تجنب مد اليد للآخرين وتوفير مصاريف الأهل والأسرة وإرسالها لهم إلى منطقتنا الريفية".

أما محمود صالح، من أبناء أب خريج حاسوب، يقول: "عملت بصنعاء وكذلك هنا بعدن وأعيش في عزبة نتقاسم إيجارها أنا وزملائي فيما بيننا، والقاسم المشترك بيننا نحن أبناء الريف هو البحث عن فرصة عمل ونتحمل في سبيل العيش الشريف صعوبة وشظف العيش والبعض منا لا يمتلك أي معرفة أو مستوى تعليم عالي وبذلك يمر بظروف صعبة وقاسية وأحياناَ قد لا تجد ما يسد رمقك.. منذ عام وأنا لم أسافر إلى القرية والسبب هو قلة الراتب الذي أتقاضاه فالسفر بحاجة إلى مبالغ كبيرة من ناحية أخرى".
ويختتم بقوله: "القاسم المشترك بيننا نحن أبناء الريف هو الكد والمثابرة وتحمل الصعاب وتجاوز كل العقبات فالمعاناة كلها رغم تعاظمها تصنع منا المبدعين، لكن أحياناَ قد يصاب الكثيرون بصدمات نفسية عندما لا يجدون وظائف فرص عمل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى