المايسترو توفيق عبده حسن نجم فريق نادي الشبيبة المتحدة (الواي)

> حاوره / فضل الجونة

> توفيق عبده حسن، نجم خط وسط فريق نادي الشبيبة المتحدة الواي في الزمن الكروي الجميل والعصر الذهبي للكرة اليمنية.. صال وجال في الملاعب، وقدم زهرة شبابه وعصارة جهوده لخدمة الرياضة سنوات طويلة، حيث لعب إلى جانب العديد من النجوم الذين عاصرهم في ذلك الزمن الجميل، أطلق عليه حينها لقب (المايسترو) لقيادته الفريق من منطقة العمليات باقتدار ومهارة عالية .. "الأيام الرياضي" التقت هذا النجم وحاورته.. وإليكم هذه الخلاصة على لسان ضيفنا الكريم:
- اسمي توفيق عبده حسين من مواليد 25/2/1947م في عدن.. عملت في سلك التدريس منذ العام 1966م حتى ديسمبر 2000م، حيث تم إحالتي إلى التقاعد.. وأنا متزوج والحمدلله.
* لعبت في بداية حياتي الكروية بالتحديد مابين عامي 1962 - 1963م مع فريق الشيخ عثمان الذي كان معروفا بفريق (أحمد حيدره) وهو من فرق الدرجة الثانية، وقد ضمني إليه اللاعب القدير علي المنصوري الذي رآني وأنا أتفرج على إحدى المباريات، فجاء إليَّ وطلب مني المشاركة في المباراة لوجود نقص فيها لأحد اللاعبين، وهكذا دفع بي إلى الملعب، لألعب في مركز الهجوم، وفعلاً لعبت حافي القدمين.
* انتقلت بعد ذلك في بداية العام 1964م إلى نادي الشبيبة المتحدة (الواي)، وكان حينها فريقي المفضل، وقد ضمني حينها إلى الفريق الأخ الكبير سيف شبوطي الذي أعجب بلعبي.. وكانت أول مبارة لي مع الواي ضد فريق نادي الشعب من مدينة التواهي الذي فزنا عليه بنتيجة 1/2، وقد برزت في هذه المباراة، وحدث من تواصل معي بعدها بعض لاعبي نادي الشعب من مدينة التواهي وبعض المشجعين من أجل أن ألعب معهم نظرا لموقع سكني الذي يقع في نفس الشارع الذي كان يسكنه نجم فريق الشعب سالم زغير في مدنية التواهي.. لكنني بقيت مع فريقي (الواي) الذي كنت لاعبا أساسيا فيه .. وكانت تشكيلة الفريق لا تخلو من الأسماء البارزة، فمثلاً في خط الدفاع صالح العريجة، جواد محسن، أحمد صالح القيراط، عيدروس، محمد علي بالو، خالد قاسم، علي سكران، وسالم حسون.. وفي خط الوسط كنت مع اللاعب الفنان عمر محسن الملقب بـ (أبو فاس).. في خط الهجوم مثلاً عبد العزيز فارع، نجيب سعيد نعمان، محمود عبيد، خالد سالمين، سعيد خميس، ناصر هادي، محسن كليب، عمر علي سعيد وفاروق الصومالي.. والحراس: السيد محمود، محمود محسن والكوكي.. وكان يقود الفريق بالتناوب كل من: أحمد القيراط وعبد العزيز فارع.. وأيضا كانا يقومان بمهمة التدريب، وفي إحدى الفترات كان هناك مدربا سودانيا لا أتذكر اسمه.. كما كان يدربنا الأخ عبد الله مبارك من حضرموت .
* كان مقر نادينا فوق صيدلية الشبوطي الكائنة في الشارع الرئيسي بالشيخ عثمان وهو عبارة عن 3 غرف: واحدة للاجتماعات .. والأخرى للجلوس ولممارسة
ألعاب الدمنة والكيرم ولعب الورق، فيما كانت الغرفة الثالثة الكبيرة تستخدم كصالة لتنس الطاولة.. وقد تعاقب على رئاسة النادي الكثير من الشخصيات أتذكر منهم النقابي البارز والشاعر الوطني المرحوم إدريس حنبلة، والأخ العزيز سيف شبوطي.. وكانت هناك عدة لجان: للدعاية والنشر، واللجنة الرياضية، واللجنة الثقافية، وكانت تنظم بين الحين والآخر الندوات والمحاضرات الثقافية والسياسية.
* أحسن المباريات التي لعبتها كانت ضد فريق نادي الحسيني على كأس أيدوكس وقد كسبناها بـ 1/3، ولأن الكأس كان كبيراً فقد وضعت أخي الصغير وعمره أربع سنوات داخله.. أما أسوأ مباراة لي فكانت ضد فريق من لحج، وحينها وقعت في خطأ كبير عندما مررت الكرة إلى حارس مرمانا وهو لا يتوقعها فدخلت مرمانا وسط حسرة وألم زملائي في الفريق.. علماً بان آخر مباراة لعبتها في مشواري كانت ضد فريق نادي شباب التواهي في عام 1972م عندما زار عدن الفريق الصيني حينها.
كانت هناك في الزمن الجميل عدة فرق مستواها ممتاز، وتقدم عروضاً جميلة ولكن أفضلها على الإطلاق: الحسيني، الشباب الرياضي، شباب التواهي، الجزيرة، الواي والهلال.. وكان مثلي الأعلى في الملاعب اللاعب الكبير (عمر عوذلي).
* مستوى فرق زمان لا يمكن مقارنته بمستوى فرق اليوم، فالمقارنة صعبة وظالمة، لأن لاعب الأمس كان يعشق الكرة ويقدم أحسن ما لديه ويضحي لمصلحة ناديه ومشجعيه الذين كانوا يتجشمون عناء الوصول إلى المعلب تحت لهيب الشمس ويخرجون وهم راضون عمّا قدمه فريقهم حتى وإن كان مهزوماً، باختصار جيلنا يختلف كثيراً عن جيل اليوم والمقارنة ظالمة للأسباب التالية: إن لاعب الأمس كان يعطي ولا يأخذ مثل ما هو حاصل وما نسمعه اليوم أن فريقاً ما أعطى الفريق الآخر نقاط المباراة لأنه قدم له جميلا سابقا في دوري ماضٍ ومنحه النقاط، متناسين أن الرياضة فيها التنافس شريف، وقد وجدت لهذا الغرض بعيدا عن البيع والشراء الذي أفسد رياضة اليوم.
* أطلق عليَّ لقب ( المايسترو) لاعب شباب التواهي الكبير (بوجي خان) وكبير مشجعي نادينا الواي (عبدالله سعيد عاطف)، وبالنسبة لتدني مستوى الرياضة اليوم فيعود السبب إلى عدم الاهتمام بالرياضة المدرسية التي هي أساس تكوين اللاعبين وتفريقهم للأندية .. كما كان يحصل عندنا زمان، فقد كان هناك أيضاً في كل ناد (رجلا كشافا) يبحث عن المواهب في المدارس والحارات ويعمل على ضمهم إلى ناديه .. فتتجدد الفرق وتنتعش بالمواهب الجديدة التي تدخلها .. بعكس اليوم.
* كان فريق الواي أول فريق يخرج من عدن حيث لعب في الحديدة، وذلك في العام 1969م بدعوة من إحدى فرق الحديدة، وكنا في ضيافة المحافظ الأسبق (سنان أبو لحوم)، وقد لعبنا 3 مباريات فزنا في اثنتين وتعادلنا في الثالثة .. وفي حضرموت كنا أول الواصلين إليها من الفرق، حيث لعبنا في سيئون وشبام وتريم في العام 1971م، وقد استقبلنا استقبالاً حافلاً وأقيمت على شرفنا حفلات وأمسيات رائعة.
توقفت عن اللعب في العام 1972م بعد مشوار طويل وكان السبب حدوث مشاكل في النادي من قبل بعض اللاعبين والمشجعين، وحينها فضلت التوقف والابتعاد عن معشوقتي الكرة، ولم أتولَ بعد ذلك أية مناصب في النادي .. فقط أسندت إليّ بعض المهام في لجان النادي.
* في الختام أشكر صحيفة "الأيام الرياضي" وزاوية (رياضة زمان) التي ما تزال تذكرنا بماضينا الكروي والرياضي الجميل وبنجومنا الرائعين الذين لن يتكرروا، وبرجال الزمن الجميل الذين خدموا الرياضة بكل أخلاص وحب، دونما مقابل .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى