المكلا على موعد مع ثورة الطاقة؟!ما بين انقطاعات الكهرباء وصيف شديد الحرارة والرطوبة..

> استطلاع/ ناصر المشجري:

> كعادتها ومع تسلل الصيف القائض شديد الحرارة والرطوبة تعود الكهرباء في محافظة حضرموت إلى سيرتها الأولى، وهي الرابضة على بحيرة من النفط الخام، وترفد خزينة الحكومة اليمنية بمايزيد عن 70% من الدخل القومي بالعملات الصعبة ليأتي الجزاء متجسدا في مشاهد متكررة من مسلسل طفّي لصّي " المكروه" ولساعات طويلة تتجرع غصاصته مدن وأحياء بكاملها، تحول واقع المواطن فيها إلى قطعة من نار السعير تمتد ألسنتها من قعرالنهب والفساد الممنهج، الذي ينخر كل مفاصل مؤسسات الدولة الرسمية، الأمرالذي باتت معه وضعية " الكهرباء " المتردية تنذر بثورة شعبية تتفجر شرارتها في مختلف مناطق المحافظة بالوادي والساحل.
مثل هذه الأيام وكما حصل في الأعوام السابقة نحن على موعد متكرر كثيرا ما يتردد علينا في الصيف، حيث شهدت مدن محافظة حضرموت الرئيسية خروج مظاهرات غاضبة تطالب بتحسين وضعية الكهرباء، وأغلقوا فيها الشوارع والمرافق بعد أن وصلت معاناة الناس وخصوصاً في المكلا ، الشحر ، الغيل ، سيؤن إلى وضع لايحتمل وهذه المدن معروفة بأجوائها الحارة والرطبة، فمعدل درجة الحرارة فيها لاتقل عن 36- 41 درجة مئوية.

* جعجعة بلاطحين !
صحيفة "الأيام" أجرت أحاديثا صحفية متفرقة مع عدد من المواطنين.. وجدناهم وقد لجأوا لتشغيل مولداتهم الكهربائية بعد انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم . المواطن خالد النعماني قال (وأمارات الغضب بادية على وجهه):" دائماً مانسمع عن ترتيبات وتحركات حكومية لحل مشاكل الكهرباء قبل قدوم الصيف، ولكن تطلع جعجعة بدون طحين، ولو عاد الواحد بينقذ نفسه وأسرته بواسطة المواطير الشخصية فأزمة الديزل والمشتقات النفطية هي الأخرى زادت الطين بلة وأصبحنا مطوقين بالهموم متسائلا :" إلى متى ونحن في هذه البلوى والنكد من كل نوع وشكل؟"
* الموت القادم من الشرق
الشاب سعيد فهد بارشيدعبرعن معاناته وسكان حي الديس من الكهرباء وانطفاءاتها المتكررة في اليوم والليلة مشيرا إلى: "أن التيار الكهربائي ينقطع عنهم أكثر من أربع مرات، وبسبب ذلك تعطلت مقتنيات وأجهزة المواطنين الكهربائية، لافتا إلى أن هناك مرضى يعانون من السكر، والضغط والربو من كبار السن والأطفال يصلون إلى درجة الموت لأن الجو في المكلا قاتل" حسب تعبير بارشيد الذي أضاف : " رطوبة وحرارة الله يستر منها وعندما تحصل أعطال مفاجئة نسارع بالاتصال بخدمة طوارئ الكهرباء حيث يتعمدون بترك الخط مشغول وأحياناً يردون على المتصل ويوعدونك بالحضور وتظل منتظر دون جدوى".

* اتفاقات الإهدار
محمد السومحي بدأ حديثه: مطالباً السلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين وأن تصدق في وعودها ولو لمرة واحدة وقال:" نستغرب أن تقوم السلطة ومؤسسة كهرباء ساحل حضرموت بعقد اتفاقات بملايين الريالات مع شركات القطاع الخاص لشراء الطاقة لأعوام طويلة على حساب تطوير وتحسين محطات التوليد الكهربائي في الريان ، المنورة ، خلف ـ والمسؤولون يعرفون بأن الشركات تستغلهم في أوقات كثيرة ويبقى المواطن ومصالحه هما الضحية ".

* خلاصة القول
حضرموت مثلها مثل عدن ولحج وأبين تعتبر الكهرباء وتداعياتها وانقطاعاتها مشكلة عويصة ودائمة وقضية ماتحملّها ملف، ولكن الواضح أن الجهات المعنية ليس بعاجزة عن إيجاد حل جذري وناجع لهذه المشكلة إن كانت قد ملكت الجدية وواقع الحال أشبه بفرض العقاب الجماعي، يفرضه صناع القرار لتحقيق مآربهم والحصول على الأرباح الطائلة من وراء صفقاتهم المشبوهة، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد تزدهر في هذه الفترة تجارة بيع المولدات الكهربائية وبأسعار جنونية وخيالية، وكان الله في عون المواطن الغلبان !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى