متعاقدو مستشفى 22 مايو بعدن.. حقوق ضائعة نتيجة الفساد الممنهج

> استطلاع/ سليم المعمري:

> "دع الأماني فقد خابت أمانينا من بعد أن مات الذي ضحى ليحيينا" .. ذاك هو لسان حال المتعاقدين بمستشفى 22 مايو الحكومي بالمنصورة، والمقدر عددهم 132موظفا وموظفة يعانون من تلاعب واستهتار من قبل إدارة المستشفى الجديدة، التي جاءت وقضت على الأمل الذي كان ينشده المتعاقدون بعد إقالة الإدارة السابقة .. وهكذا تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن، فالكل يئن ويطالب بصرف مستحقاته وحقوقه في ظل اعتماد المستشفى عليهم بنسبة 60%، ولكن دون رد للجميل أو إعطائهم حقوقهم ـ حسب قولهم.
متعاقدون مرَّ على تعاقدهم سنوات من أعمارهم قضوها في انتظار الأمل الذي علقوا عليه أمانيهم.. هكذا يتحدث متعاقدو مستشفى 22 مايو بعدن في مختلف التخصصات (طبيب عام ـ فني عمليات ـ تمريض ـ صيانة ـ حراسة مدنية ـ إدارة...)، وهم حتى اللحظة يطالبون بتثبيتهم وصرف مستحقاتهم المالية التي لم تعتمدها بعد إدارة المستشفى الجديدة، رغم كل الوعودات التي يبدو أنها تتلاشى تدريجيا يوما بعد يوم.

* هرمنا من الإنتظار
إلهام علي عبدالله صالح (فني عمليات)، أمنيتها باتت اليوم أن تحصل على عقد رسمي حتى تشعر بكينونتها، حسب تعبير إلهام، التي قالت: "نطالب أولاً بعقود رسمية حتى يشعر كلٌّ منا بأنه موظف رسمي وليس متعاقدا شفويا، مع أن العمل في المستشفى نحن أساسه"، وأضافت: "نحن من يدير ويقوم بكل الأعمال بالمستشفى في جميع الأقسام، ويبلغ عدد الموظفين المتعاقدين بالمستشفى 132موظفا وموظفة، ولهذا هرمنا من وعود وأكاذيب الإدارة، ونريد أن يتم صرف الراتب بتاريخ محدد نهاية كل شهر"، مبدية استغرابها بقولها "لا يعقل أن يستلم الممرض 17 ألف ريال، ونحن نعمل بكل جهد ليلا ونهارا، وفي الأخير تأتي فقط حق مواصلات"، لافتة إلى أن "المستشفى هي جوهرة، ولكن بيد فحام"، حسب تعبير إلهام، التي أكدت أن المستشفى مجهز بأحدث الأجهزة التي لا تتواجد في بقية المستشفيات بالمحافظة، على حد قول إلهام، التي نوهت إلى أن القصور في غياب الكوادر المختصة بسبب عدم توفر السيولة المادية، ولهذا أصبحت الأجهزة مهددة بالتوقف والتعطيل.

*بواعث الإحباط
د. أريج شكيب (طبيب عام) تستلم مرتب شهري (23 ألفا فقط)، تحدثت من جهتها عن حال المستشفى، وأبرزت جانبا من المعاناة، مشيرة إلى عدم وجود غرف خاصة بالعمليات، منوهة إلى أن المتوفرة هي غرف ما بعد العمليات فقط للتمديد، في ظل انعدام الإخصائي، مما يضطر المريض للذهاب إلى مستشفى آخر، مطالبة بتوفير أخصائيين وتوفير أقسام للرقود.. وواصلت د. أريج: "إنه من غير المقبول، ومن هذا الظلم الكبير أن يظل المستشفى قائما على المتعاقدين خلال فترة الصباح والظهر، وهم لم يستلموا كافة حقوقهم، مما يولد لديهم حالة من الإحباط بسبب عدم الاستماع لهم وتحقيق مطالبهم المشروعة"، وفي الأخير ناشدت د. أريج محافظ المحافظة المهندس وحيد رشيد بالنظر إلى هؤلاء المتعاقدين بالمستشفى والنظر في مشاكلهم.
* مماطلة واستهتار
رائد علي عبدالمجيد (ممرض) قال: "نحن الآن نواصل العمل بالنوبات والتسويات لا توجد، ونحن الآن نتساوى مع المتقاعدين والشهداء في طريقة استلامنا للراتب، وعندما نصل إلى مكتب البريد يقولون لنا: هذا حق الشهر الثاني أما الأول قد فات وأعطونا التسوية بدون راتب، وقالوا لنا إن هذه التسوية وهو بالأساس الراتب"، مستغرباً من الضحك والتلاعب على العقول ومشاعر الموظفين، ولهذا نحن نحمل الإدارة التي تتلاعب بحقوقنا وعلاوتنا، والمستشفى محمل على ظهورنا وبنسبة 60%، والإدارة لا تدري أيش نعمل من خلال النوبات الصباحية وبعد الظهر، وأرجو من الجهات المختصة عمل حل جذري وسريع لنا، قبل أن نقوم بالتصعيد بالإضراب حتى يتم تحقيق المطالب الحقوقية كاملة بدون أي تسويف".

* موقوفون بدون أسباب!!
رامي الهراني، أحد عمال قسم الصيانة، الذين هم أيضا كأقرانهم في بقية التخصصات، ولفت رامي قائلا: "نحن الآن بلا رواتب، وأنا موقَّف شخصياً من العمل لمدة شهرين بدون أسباب تذكر"، حد قوله.
وأضاف قائلاً: "إلى الآن ونحن موقفون، لا حوافز نوبة ولا علاوات"، و
وتساءل "أين تذهب مساهمات المستشفى"، وقال: "لم نلقَ أي شيء سوى الإهمال والتهميش، من خلال عدم صرف المستحقات وخاصة منذ صعود الإدارة الجديدة، التي أوصلتنا إلى هذه الحال.. ومن خلال سطور صحيفة "الأيام" نناشد وزير الصحة النظر إلينا بعين الرحمة من خلال صرف كافة المستحقات بدون أي تلاعب بمشاعرنا".
*مناشدة عاجلة
محمد عبدالله الصريمي (حراسة مدنية) توجه بمناشدة عاجلة لفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي للتوجيه بسرعة توظيفهم، مضيفا: "لا يعقل أنه إلى الآن ونحن متعاقدون دون تثبيت، كما نطالب بسرعة صرف رواتبنا، لنا شهران بلا رواتب، وندعو بمحاسبة وكشف الفاسدين من خلال الفساد المكّدس داخل مستشفى 22 مايو، الذي أعاق العمل وعرقل فتح الأقسام المغلقة بالمستشفى، في ظل تواجد أحدث الأجهزة في ظل حاجة المستشفى لهذه الأقسام المهمة للمرضى".

* فساد ممنهج
علاء عبدالله اليماني (إداري) أشار إلى أن عدم انضباط والتزام الإدارة داخل المستشفى هو الذي أوصله إلى هذه الحال المزرية، موضحا بقوله: "من حيث دخل المستشفى كله يتم شراء فواتير وشراء مشتريات، ولهم على هذا الأسلوب أربعة أعوام وبدون أي تقدم أو تطوير للمستشفى، وهذا كله بسبب عدم اللامبالاة"، وأضاف اليماني: "هناك مماطلة متعمدة لإبطاء إجراءات التوظيف، ونحن نناشد الجهات المعنية بالأمر بسرعة لفت النظر إلينا، ونطالب بصرف الراتب في كل نهاية شهر كبقية الموظفين".

* تلاعب مفضوح
محمود محمد حسين (ممرض) لفت إلى مدى حجم الأضرار التي لحقت بهم بفعل عوامل الإحباط من خلال التسويف والمماطلة من قبل مكتب الصحة بالمحافظة، مبينا بالقول: "إلى الآن لنا حق 6 أشهر علاوات من العام الماضي وبدون رواتب، كما نريد تحسين وضع المستشفى من خلال فتح الأقسام كاملة، وهي بالأساس جاهزة مثل أقسام الإنعاش بالرغم أن الأجهزة الموجودة فيه من أحدث الأجهزة، ونريد أيضاً أن نعرف أين دخل المستشفى التي يتلاعب بها فاسدون داخل هذا المبنى، والسؤال يبقى لماذا مستشفى عدن والذي هو مغلق والمتعاقدون فيه استلموا التسوية، ونحن نداوم باستمرار ولم نستلم التسوية؟!، أظن أن كل هذه التخبطات بسبب سوء الإدارة".

* شعارات هوائية
محمد أحمد الصبيحي (صيانة) طالب مكتب الصحة بـ "سرعة الاستجابة لكافة مطالب المتعاقدين بمستشفى 22 مايو، وإعطائهم حقوقهم بدون أي استهتار بهم"، لافتا إلى أن "صبر المتعاقدين نفد أمام التلاعب بهم من قبل مكتب الصحة بما أسماها (الشعارات الهوائية)، التي قال إنهم يسمعونها إياهم مرارا وتكرارا عبر وسائل الإعلام عن صرف المستحقات، وهو ما لم يتحقق سوى على الأوراق وبدون تطبيق على أرض الواقع، محملا المسؤولية الكاملة وزارة الصحة ومكاتبها عن التأخير في صرف المستحقات، منوها إلى أن المتعاقدين سيصعدون وقفاتهم الاحتجاجية من خلال تنفيذ الإضرابات، وهو ما سيؤثر على طبيعة العمل في المستشفى، حسب تعبيره.
* نقابة المتعاقدين
فتاح العولقي (رئيس لجنة نقابة المتعاقدين) بمستشفى 22 مايو، تحدث شاكراً "الأيام" على هذه اللفتة الكريمة بنزولها لتلمس أوضاع المتعاقدين بالمستشفى، وعبرها دعا إدارة المستشفى للعمل والالتزام باستكمال إجراءات توظيف المتعاقدين العاملين بالمستشفى، وتجديد العقود لجميع المتعاقدين العاملين مع تعديل ورفع رواتبهم وفقاً للمؤهلات، بالإضافة إلى صرف علاوات نوبة لجميع المتعاقدين الذين يعملون بانتظام بدون استثناء، وإعطاء الأولوية لصرف الراتب من إيرادات المساهمة والالتزام بالصرف في موعد أقصاه تاريخ 25 من كل شهر، ونطالب بالمستحقات للمتعاقدين من علاوات نوبة وحوافز وغيرها، وإذا لم يتم تحقيق كافة المطالب فسوف نقوم بالتصعيد حتى يتم صرف كل المستحقات".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى