"جامعة عدن" صرح يتهاوى في غياهب الاهمال (9) .. كلية التربية «ردفان » حدائق متصحرة .. وصرح علمي طغت عليه مخلفات البناء والحفريات

> استطلاع/ قائد نصر:

> ردفان مهد الثوار، لكنها لم تتحرر بعد من أسر الإهمال في كافة نواحي الحياة بما في ذلك التعليم من مهده إلى لحده.. كما هو الحال في كلية التربية ردفان التي هي اليوم في أحضان النفايات وتختنق بأتربة وغبار بقايا مشروع متعثر منذ 9 أعوام .
تضم كلية التربية ردفان – جامعة عدن ـ طلابا وطالبات من مختلف مناطق ومديريات ردفان والحواشب، فهي تأسست في العام 2004م وتقع وسط مدينة "الحبيلين"، وتحوي على 6 تخصصات دراسية،لكنها تعاني حالياً من عفن أكوام النفايات، وأتربة تنبعث من حطام مشروع السكن الطلابي الذي قضى لأكثر من 9 سنوات وهو متعثر.
نحلم بالخدمات
أكوام كبيرة تتوسط حرم الكلية الذي قسمت باحته حدائق لم يبق منها سوى الرمال،لا شجرولا مدر في هذه الحدائق سوى أكوام من القراطيس ومخلفات العصائر وقنينات الشرب، ناهيك عن غياب الخدمات والمتطلبات الأساسية.
ذلك ما أشار إليه الطالب عبدالله صالح بقوله: " ليس في الكلية أي خدمات سوى الملازم التي نشتريها بفلوسنا، ولاسكن للطلاب، الذي أصبح باللنسبة لنا حلم طال انتظاره".
ويضيف: "كذلك لا يوجد تشجير ولا مجالس طلابية، كما لاتتوفرالنظافة والاهتمام للمساحات الشاغرة في الكلية" .
الديكتاتورية
نائف محمد حيدرة الحالمي من خريجي كلية التربية ردفان لفت قائلا: " كنا في كلية التربية خلال أعوام 2000م ـ 2007م قد أسسنا صحيفة (الندى) الداخلية باسم طلاب الكلية، تطرقنا فيها إلى مشاكل وهموم الطلاب ومنها السكن الجامعي، الذي تحول إلى مكب لأكوام من الركام، ودفعنا ثمن كتاباتنا تلك، حيث أصدر المجلس التأديبي في الكلية عقوبة الترسيب وتم ايقاف عدد منا".

بقايا حطام
عندما سألنا الطلاب عن ماهية الأكوام الترابية الضخمة التي شاهدناها في الكلية؟ تبين لنا أن هذا هو مشروع السكن الطلابي الذي توقف منذ العام 2005م ولم ينجز منه سوى دورات مياه معدومة، وثلاجة شرب قديمة واحدة، كما إن دورات مياه الحمامات الخاصة بالطلاب متوقفة منذ أعوام، ومياه الشرب تحفظها ثلاجتا تبريد صغيرتي الحجم ومتهالكتين تجاوز عمرهما ال9 أعوام، وهي بعمر الكلية، ولم يتبق منها اليوم سوى ثلاجة أنهكها الصدى وتجمعت الأتربة والطحالب على حنفياتها ومع ذلك لم يجد الطلاب سواها ليشربوا منها اضطرارا.
وأكدت الطالبة أحلام في كلامها: " نحن مضطرون لشرب المياه من هذه الثلاجة لعدم وجود غيرها".
وأضافت:" في الوقت الذي لم نجد ما نستظل به من أشعة الشمس، حيث يستظل الطلاب تحت أشجار "المريمرة" وقت الاستراحة، أو بجانب جدارن القاعات، نعاني إزعاجا شديدا من عشرات الورش الحديد ومن الخط العام اللذين يحدان الكلية من جهة جدران أسوارها، وتتعالى إلى مسامعنا أصوات تقطيع الحديد ونحوه بشكل مزعج، يعاني منه الطلاب خصوصا في الأقسام المطلة على تلك الورش على الخط العام حتى لايكاد الطلاب يسمعون صوت المحاضر أثناء المحاضرة ".
مرتع الفساد والإهمال
ويقول الطالب صامد ثابت طالب في كلية التربية ردفان: "هناك إهمال وفساد في الكلية، وكما ترى يوجد مولد كهربائي، لكنه معطل لا يمكنه أن يولد الكلية بالكهرباء عند انقطاع التيار الكهربائي، وأنا منذ دخولي الكلية لم أشاهد هذا المولد يعمل يوما واحدا، وهو الآن معرض للتاكل والصدى".

ويضيف: "حتى القاعة الكبرى لم تسلم هي الأخرى من الإهمال والتخريب ناهيك، عن المساحات التي كانت مخصصة لمزاولة الألعاب الرياضية، حيث تحولت هذه المساحات إلى مجمع للأحجار وأنواع النفايات، وأصبحنا نرى زملائنا الطلاب يمارسون هواياتهم على ساحة الإسفلت بدلا عن الساحات التي تحولت إلى أكوام من الأحجار والخراب".
لاتبريد ولا تكييف
لا تبريد ولا مكيفات شغالة.. ولا دورات مياه.. ولا مكتبة تجد فيها مرادك من الكتب.. وسكن طلابي تحول بالنسبة لنا إلى سراب.. ومعدات فنية وأنشطة اندثرت إلى الأبد...
بهذه الكلمات المعبرة ترجم الطالب ردفان ناصر، ما يحس به من معاناة هو وزملائه، وقال: "هناك باعث واحد للأمل وهو أمنياتنا على العمادة الحالية للكلية أن تبذل الجهود وأن تهتم بكل ما يتعلق بأمور وشؤون الكلية؛ خصوصا الاهتمام بجوانبها التعليمية خلال هذا العام".

واختتم: "ننتظر الكثير من مسؤولي الكلية الحاليين بعد أن تعاقب على كلية التربية في ردفان 6 عمداء، وجميعهم تجاهلوا أوضاعها وتركوها للإهمال، وهي التي كانت محطة انطلاق الحراك الطلابي الجنوبي السلمي، حيث تعرض طلابها للكثير من إجراءات القمع والاعتقال وتم إحالتهم للمحاكم والتحقيق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى