صباح البشارة لأحبة «الأيام».. عاد فناركم يضيء الأحلام

> علي الجبولي

>
ما أحلى هذا الصباح منتشيا بالأفراح، يحمل شذا «الأيام» بعطرها الجديد، يتضوع ريحانا وعطر عيد.
يعجز اليراع عن زف بشارة العودة لعشاق «الأيام» الذين ما ملوا ولا كلوا عن تهييج أشجاننا وإدماء أفئدتنا بأسئلة الحب والبراءة: متى ترجع "الأيام "؟ لماذا لا تعود «الأيام» ؟ ينسجون بحزن وحسرة عن محنتها حكايات حد الخيال، فتبارك الحق لا غالب له "فإن مع العسر يسرا٭ إن مع العسر يسرا ".
مع تباشير فجر هذا الصباح الاستثنائي تبدى قبس نور روحاني من ثغر صيرة يبدد دياجير ليل الفاسدين وطغاة الاستبداد، تبتسم صيرة الخلود طربا بإشراقة «الأيام» ترياق صباح الطامحين بفجر جديد.
طوبى لشموخك فكرنا المؤتلق يعانق من جديد عنان السماء، يمتشق التجدد، يسمو بآمال البسطاء، يحلق بمشعل ينير درب الحيارى المتطلعين لدولة العدالة والمساواة، دولة النظام والقانون.
ألا ترى يا أبا تمام بارقنا
إن السماء ترجى حين تحتجب
طوبى لإشراقك يتبدى في تخلقه الجديد مع نسائم الربيع حاملا لواء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، مدافعا غيورا عن حقوق الإنسان، وحق الأحرار في استنشاق عبير الحرية.
أيها الأحبة عشاق منبر الأحرار رغم بغي الباطل على الحق، ما كان لغلام أن يعكر ماء البحر، وهاهي معشوقتكم تشرق من جديد في صباحكم السعيد. تبتسم كزنبقة رويت بعطر النقاء، فتضوع من شذاها عطر وأقاح.
رغم المحن والمعاناة، أبت «الأيام» أن ينال من طهرها نجاسة الفساد، أو يلوث زهرها أحذية الأوغاد. فظ غشوم اعتقلها بشرع الغاب وقانون الاستبداد لأكثر من خمس سنوات، بيد أن حقده عجز عن إطفاء مشعلها، وفشلت لفائفه المهترئة أن تعوض عن نورها.
أبى القائد الفذ هشام باشراحيل أن يساوم، رفض الطود الشامخ أن ينحني رغم العواصف والأنواء وتكالب المتاعب والنوائب، ظل يستلهم نشيد الصمود
(نحن عشاق النهار
سنظل نحفر في الجدار
إما فتحنا ثغرة للنور
أو متنا على وجه الجدار... عبدالعزيز المقالح )
يتلو نشيد الحرية المقاوم ( لن نركع، لن ننحني، لن نساوم ) حتى لقي ربه وما بدل تبديلا.
رغم سذاجة المبررات، ووضاعة الوسائل، ودناءة النوايا تجرع ناشرا «الأيام» وكتابها، وصحافيوها، وموظفوها مرارة الحيف وجور الظلم وما بدلوا تبديلا، ما خارت قواهم ولا لانت عزائمهم، حتى انجلى الحق وزهق الباطل، فما كان الباطل إلا زهوقا.
ارتدت غطرسة القوة سهاما إلى نحور الطغاة وأعداء الحرية، وانقلب سلاح الحقد نصلا في خاصرة عصابة الاستبداد، ارتد طغيان الغطرسة يهدم بيت عصابة الباطل ويبعثر شملها. فانهزم بغايا الليل، واندحر بقاياهم ذليلا نحو مستنقعه الطبيعي، بدأت أوراقهم السقيمة ترتجف، تؤذن بالتساقط الحتمي، فروا إلى المزبلة مشيعين باحتقار ووصمة ذل وعار
( مثلما أتى ذهب
ملعون في المساء والنهار
أيامه الطوال عار
ظن أنه الإله...
وأننا العبيد
يفعل ما يريد...)
فر شمشون وزبانيته رغم ما زرعوا من الموت والقهر والأحزان، رغم ما شرعنوا للقمع والفساد والاستبداد. سقط ميامين الفجور والعفونة، وعرابيد الاستبداد والرعونة. تبعثر شمل أبطال الخرائب والأشباح، صناع المحن، بناة صرح القلاقل والفتن. تهاوى ليل العفونة والبلادة واطل صباح جديد يحمل شذا «الأيام»يفوح بعبير الحرية يهدي لأحبتها اخضرار البشارة.
عادت «الأيام» كعهدها فنارا يضيء أحلام الجياع، إيقونة تصقل الحرف نور الهداة، تبرئه من صدأ الفحش والنفاق، تعري لصوص لقمة الجياع، ترمم ما خربه دهاقنة الخداع، تغرس القيم والمثل وما دمر جحافل الفيد والفساد. فهنيئا لمحبي "الأيام " وعشاقها عودة ترياقهم. هنيئا لرفاق اليراعات الحرة التي تشربت من حليب «الأيام» قيم الإباء وعزة النفس وهم يسطرون لعنة الأحرار في وجوه من عاثوا بالوطن فسادا ونهبا واستبدادا، قتلا وتخريبا ودمارا. هنيئا لعشاق الحرف الصامدين بشموخ الأبطال وهم يسمدون تربة الوطن بالخصب والحب والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى