لمن كل هذه المواطير تضوي لمن؟!

> علي صالح محمد:

> لا يمر يوم من عمرنا المثقل بالنكد والمثخن بالجراح والآلام إلا ونشهد صورا جديدة من صور مسلسل المعاناة والمأساة والأحزان التي ابتلينا بها منذ عام النكبة ١٩٩٤ المشؤوم، وكأن الناس لا يكفيها ما لديها من هموم جراء تدهور الأوضاع المعيشية، والأوضاع الأمنية وبلاوي القتل والاغتيالات والإرهاب والمواجهات العسكرية المتجددة في كل المناطق، والفوضى بصورها الكثيرة، لتضاف إلى سجل مكارم النظام مكارم جديدة لا تنتهي، وها نحن والصيف وجها لوجه يدخل بحره الذي لا يطاق، لينعم الناس في مناطق الجنوب وتحديدا في عدن والمناطق الساحلية بلهيب الحر، ولنا أن نتذكر التصريح الناري للوزير سميع في إحدى مؤتمراته الصحفية في إطار وعوده التي يقول عنها الشاعر:
وعودُك يا ( سميع ) غدتْ سرابا
لضامٍ بالفلاةِ رأى التبابا
وجعجعة لطاوٍ كادَ يفنى
مَن الجوعِ وما أكلاً أصابا
وعودُك ثديُ شمطاءٍ تلهى
به طفلٌ وما وجدَ الشرابا
حيث قال: "إذا جاء منتصف عام ٢٠١٣ ولا زالت الطاقة المشتراة قائمة وما وفرناش البديل فسأكون من المستقيلين"، طبعا لا يمكن تصديق كل ما يقال، لأن المسؤولين في حكومة الوفاق أثبتوا بجدارة أنهم حكومة (مُجرِدينْ) (بضم الميم وكسر الراء وتسكين النون) و ( المُجرِد هو الذي يجمع الجراد) ، وليسوا مسؤولين ، همهم الأساس كم سيدخل (الجيب) خلال فترة البقاء في الكرسي، ولا يهمهم إنجاز المهام بما يخدم الإنسان..
على كل حال يقال (إن شر البلية ما يضحك) ، حيث وجد الناس على اختلافهم في موضوع الكهرباء وشعارها الدائم ( طفي لصي ) مادة جميلة للتندر والسخرية كطريقة من طرق التعبير، يستعمل فيها الشخص ألفاظاً تقلب المعنى إلى عكس ما يقصده المتكلم حقيقة. وهي صورة من صور الفكاهة تعرض السلوك المعوج أو الأخطاء كتعبير عن الغضب والاشمئزاز مما يجري في الواقع، لهذا نجد إخوتنا في تهامة الذين يعانون كثيرا أيضا في مثل هذا الموسم يحتفلون قبل أيام (بالفانوس) ويزينوه بعقد الفل ويرددون الأهازيج ( يا سراج امتقبرا) مبدين أسفهم واعتذارهم لهجرهم إياه منذ زمان حيث افتقدوه كالبدر في الليلة الظلماء، وهنا ومع الاعتذار للفنان أيوب طارش العبسي نجده لم يترك المناسبة تمر حتى يشدو: لمن كل هذي المواطير تضوي لمن؟ وهذي الحناحين في الليل تشدو لمن ؟
ويقال والعهدة على الراوي إن هناك أحد المتنفذين سبق وأن اتفق مع شركة صينية لتوريد المواطير الكهربائية في إطار صفقة مربحة، لهذا فمن مصلحته بقاء الكهرباء على هذا الحال، بل يذهب البعض إلى القول إن هناك تعمدا في بقاء الكهرباء بهذا الوضع لتحقق الصفقة هدفها ، حتى أن الرواية تقول إنه جيء بسميع للكهرباء وزيرا من أجل هذا الغرض والله أعلم!!.
وفي إطار مقولات التندر لفت انتباهي دعاء جميل للأستاذ منيف مرشد ابن الإعلامي الشهير جعفر مرشد في صفحته في الفيسبوك يقول "يا ربنا ارحمنا، أنا مش عارف ابدأ الدعاء من وين؟ كفاية أقول لك إني عايش في اليمن وأنت خير الراحمين "، وعندها برزت صورة مدبلجة للأستاذ الكبير( الفنان) محمد سالم باسندوة وهو يعزف العود ويشدو باكيا ( يا عين لا تذرفي الدمعة ... ما دااااااام لك في الأمل شمعة ) وحين سمعه أحد العشاق أجاب متأثرا وهو يناجي حبيبته:
رغم الحر لن أنساك
يا نبع الوفاء الصافي
أحبك ، أعشقك أهواك
لأني كلما ألقاك...
تكون الكهرباء طافي
بعدها صرح مصدر مسؤول ببيان خص به الفضائيات للتأكيد على وجود الديمقراطية بالقول "يوجد في الجمهورية اليمنية، التيار الإسلامي، والتيار العلماني، والتيار التقدمي، والتيار الثوري، والتيار الناصري، ومش ناقصنا غير التيار الكهربائي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى