الحراك الجنوبي.. مسيرة نضال وطني تتوج بدعوة القيادات التاريخية إلى كلمة سواء

> عدن «الأيام» خاص:

> سطرت مسيرة الحراك السلمي الجنوبي أروع ملاحم النضال منذ انطلاقة أولى فعالياته الاحتجاجية في 7يوليو 2007م وصولا إلى مليونية 21 مايو التي تحتضنها عدن اليوم.
سبعة أعوام من الفعاليات الاحتجاجية والمسيرات والتظاهرات الرافضة للظلم والإقصاء والتهميش ونهب المقدرات، عمت المدن والقرى زادت من وتيرتها أعمال القمع والقوة والقتل خارج نطاق القانون التي انتهجتها السلطات لتمثل شرارة إشعال وانطلاقة لثورات الربيع العربي في المنطقة.
في السابع من يوليو من العام 2007 م - وهو الذكرى الرسمية لإعلان انتهاء العمليات العسكرية التي قادها الرئيس السابق على الجنوب - قرر عدد من المتقاعدين العسكريين تدشين أولى احتجاجاتهم الرافضة لسياسات الحكومة ضد أبناء جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي دخلت في وحدة اندماجية مع جارتها الشمالية (الجمهورية العربية اليمنية) وعبروا عن رفضهم للظلم والعنصرية والتسريح من الوظيفة العامة التي مارسها نظام ما بعد حرب 94.
لم تجد الفعاليات والاحتجاجات المتوالية خلال الأعوام التالية آذانا صاغية من قبل السلطات الحكومية، بل قوبلت بأعمال قمع وقتل للمتظاهرين وملاحقة الناشطين واعتقال الكثير منهم والزج بآخرين في أتون محاكمات تصل عقوبتها الإعدام بتهم الخيانة والإساءة للوحدة اليمنية.

ومع اشتداد وتيرة القمع من قبل سلطات حكومة المنتصر في الحرب وملاحقة المحتجين ارتفعت الأصوات والمطالب المنادية بالحرية والعدالة، آلاف من الشهداء وآلاف من الجرحى سطروا بدمائهم الزكية في ميادين وساحات احتجاجات عمت مناطق الجنوب منعطفات مهمة في سبيل الانتصار للإرادة المسلوبة والحق المصادر وأوصلوا القضية الجنوبية إلى مختلف المحافل الدولية بعد قرابة عقدين من الظلم والإذلال وسلب الحقوق وقمع الحريات العامة والصحفية وتدمير البنى الاقتصادية والثقافية ومقدرات وانجازات الدولة السابقة.
وأسهمت الاحتجاجات الشعبية في المحافظات الشمالية التي انطلقت في فبراير 2011م بمشاركة أطياف سياسية تصدرها الشباب عاملا مهما لإضعاف نظام الرئيس السابق وبدء تصدعه، وحظيت بمباركة من كثير من القوى السياسية في الجنوب، غير أن ذلك لم يغير من أساليب القمع والقتل والملاحقات التي انتهجتها قوات الأمن ضد الحراك السلمي.
ويشير المركز الجنوبي لحقوق الإنسان إلى رصد وتوثيق 267 حالة قتل تمت خارج نطاق القضاء خلال العام 2012، وتوثيق 703 حالة شروع في القتل المفضي إلى إصابات جارحة، كما تم رصد وتوثيق 380 حالة اعتقال تعسفي واختفاء قسري طال ناشطي الحراك الجنوبي، أخضع أغلبهم لحالات من التعذيب والإساءة في المعاملة، كما تعرض 95 مسكنا ومنشآت مدنية لحالات تهديم وأضرار بليغة.

ما بين يوم 21 مايو 2014م ومايو 94و قبل ذلك مايو 90 أربعة وعشرون عاماً من الصبر والمعاناة والانتهاكات لحقوق الإنسان في مختلف مجالات الحياة العامة سياسيا، اقتصادياً، تربوياً، ثقافياً، واجتماعياً وأمنياً، وعسكرياً دمرت كل مقومات دولة الجنوب فرضت فيها القضية الجنوبية نفسها كقضية سياسية بامتياز، وباتت تمثل العنوان الأبرز في مواجهة النظام الذي بسببها بات يواجه تحديات عديدة بسبب حالات الاختلال في التوازن أدى بدوره إلى تسارع وتصاعد وتيرة نضال الحراك السلمي الجنوبي الذي عبر وبصوت مسموع إن مشروع الوحدة الاندماجية كان هدفه إلحاق للجنوب بالشمال للاستحواذ عليه.
تضحيات ونضالات الحراك السلمي الجنوبي على مدى السنوات الماضية حققت الكثير من المكاسب والاعتراف الإقليمي والدولي، وفرضت الجنوب كطرف سياسي في مؤتمر الحوار الوطني من خلال مشاركة ممثليه بالمناصفة مع الطرف الشمالي، وأربكت الكثير من القوى العسكرية والقبلية وقوى النهب في بنية النظام، والتي مازالت تقف حائلا أمام تطبيق 31 نقطة قدمت كممهدات لحوار وطني استمر قرابة عام، ومازال تمجيد الحروب قائما ومخاطر القاعدة والتطرف وتحديات كثيرة تنتظر مزيدا من التضحيات والفعل الثوري الشعبي.

على مدى سنوات من فعاليات النضال حوَّل الحراك الجنوبي أحزانه إلى أفراح والأيام المشؤومة في التاريخ السياسي إلى عناوين عريضة، تجسد قيم التصالح والتسامح والحرية و الثورة بألقها الممتد إلى الرابع عشر من أكتوبر المجيد وسطرها في مليونيات مجسدة لتلك القيم العظيمة.
وتتقاطر حشود ومواكب أبناء الجنوب من كل صوب وحدب صوب عدن إلى شارع مدرم بمديرية المعلا في 21مايولإحياء مليونيتهم ليتوج فيها الحراك السلمي نضالاته بالدعوة إلى وحدة الصف، شعارا لطالما هتفوا لأجل تحقيقه في دعوتهم إلى وحدة الصف الجنوبي وضرورة إجماع القيادات التاريخية في الداخل والمنافي على كلمة سواء من أجل الشعب وقضيته العادلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى