إغراق أسواق حضرموت بمنتجات منتهية الصلاحية والرقابة غائبة!

> تقرير/ ناصر المشجري:

> يقوم بعض التجار بدافع الجشع الزائد المتاجرة ببضائع فاسدة مستغلة غياب الرقابة والتفتيش الغذائي على البضائع والمصنّعات وكل ماله علاقة بالاستهلاك الآدمي من قبل الجهات المعنية، كمكاتب التجارة والتموين والبلديات وهيئة المقاييس وضبط الجودة ويقدمون على فعلتهم الشنيعة دون خون من الله، متناسيين أن تلك البضائع تمثل خطورة عالية على حياة الإنسان، بسبب تلفها وانتهاء صلاحية الاستخدام المحدد من المنشأ أو قد تكون مغشوشة بطريقة عمدية وأعتاد كثيرا من التجار التحايل على الزبائن والمستهلكين من خلال إعادة تجديد تواريخ المنتجات التي تصبح منتهية في مخازنهم مستفيدين من التقنية المتاحة.
* من رش المبيدات إلى ناقلة الحليب ؟
في 28 مارس 2014 أكتشف مجموعة من المواطنين في مدينة الحامي الساحلية قارب خشبي صغير كان قادماً من جيبوتي بحسب تأكيدات قيادة خفر السواحل في المنطقة يحمل على متنه كمية كبيرة من المبيدات الزراعية السامة والأدوية المقلدة كانت مهربة، وتعهدت السلطات الأمنية حينها بفتح ملفات التحقيق حول الشحنة ومن يقف خلفها ومن قام باستيرادها إلى البلاد وقبل أن تنكشف حقائق تلك الشحنة يتفاجأ سكان مدينة الشحر القريبة وثاني كبرى مدن ساحل حضرموت وهم مذهولون صبيحة الخميس الفائت بوصول ناقلة عملاقة إلى المدينة وهي تحمل على متنها كمية ضخمة من حليب الأطفال " الرضّع " وجميع العلب كانت كما هو موضح عليها قد انتهت من أشهر وضبطت هي الأخرى من قبل المواطنين أنفسهم في مديرية الشحر التي تبعد بحوالي (50) كيلو متر من العاصمة المكلا وفور توقيفها قام غاضبون بإتلاف جزءاً من حمولتها قبل أن تسلّم إلى قسم الشرطة والذي باشر بضغط شعبي بفتح التحقيقات حول الناقلة والجهات التي تعود إليها الشحنة.
* تحرك شعبي؟
بعد هذه الوقائع شكّل المواطنون في مدينة الشحر والحامي بالتعاون مع المعنيين لجانٍ رقابة شعبية كُلفت بمتابعة الأسواق والمخازن الخاصة بكبار التجار والموردين للتأكد من ما تحويه ومدى مطابقته لمعايير الصحة. وأوضح لـ "الأيام" مشاركون في الحملة بأن التحقيقات الأولية مع متورطين في إدخال بضائع تالفة، كشفت عن دخول كميات من البضائع المختلفة ومنها ألبان، وعصيرات، وبسكويت، ومعجّنات قد وزعت بالمتاجر في مدن عديدة في محافظة حضرموت بعد أن تم تغيير تاريخ الصنع لها على اعتبارها صنعت جديدة وإذا ما تمت تحقيقات جدّية في هذا الشأن فأن هناك مفاجآت قد تتكشف لم تكن في الحسبان وليس هذه الآفات والسموم التي باتت تشكل كابوساً يقضّ مضاجع المواطنين ويجلب لهم المتاعب والمشاكل من كل نوع وصنف فهناك ما هو أفظع وهي آفة انتشار المخدرات بشقيها " الحبوب المخدرة " والحشيش الطبيعي المسحوق المُهلك الذي أنتجَ عصبات خطرة بين أوساط المجتمع ومع ارتفاع نسبة تعاطيه لم تكن مكافحته بالشكل المطلوب، لعدم وجود شرطة وهيئات متخصصة شبيهة بالدول العربية.

*الكرة في ملعب الحكومة
جهود المواطنين الذين يشكرون عليها بمتابعة وكشف مثل هذه الأفعال والمخاطر التي تحدّق بحياة الناس في محافظة حضرموت بشكل خاص والوطن بشكل عام . تبقى الكرة بحسب رأي الشارع في ملعب السلطات الرسمية المختلفة التي هي ذات علاقة بمثل تلك القضايا والمخالفات وفي مقدمتها البلدية، والتموين، والأمن لتقوم بدورها لمجابهة هذه الممارسات المحرمة وفق الدين والقانون كونها تستهدف في المقام الأول حياة المواطن وخطرها لن ينجوا منه أحدا إذا انتشرت وباتت تعجّ الأسواق بمثل هذه المهلكات .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى