رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام » منجيب محمد يابلي:

> سعودي أحمد صالح:في العدد (صفر) لنشرة "الوحداوي" لنادي الوحدة الرياضي في الشيخ عثمان (نوفمبر 2000) وتضمن ملفاً عنوانه (سعودي .. فنان وملحن من جيل العمالقة)، وتصدرته نبذة عن حياته، كتبها سعودي نفسه ورد فيه:
الاسم : سعودي أحمد صالح، من مواليد 1943، الحوطة - لحج (السلطنة اللحجية العطرة الذكر)، وأفاد سعودي بأنه بدأ حياته الفنية بهوايته المفضلة "العزف على العود"، ومارسها أثناء دراسته الأعدادية في معسكر للكشافة بلحج، وكان هناك عوداً للتعليم، وشاطره بعض الزملاء هواية العزف على العود، وتجلى تفوقه على زملائه، فأهديَ له ذلك العود.
وبحسب إفادته قال الفنان الكبير سعودي إنه التحقق بالندوة الموسيقية اللحجية عام 1959م كعازف كمان في بداية عام 1961م، وكان أول لحن له "بنار الشوق" للراحل الكبير محسن صالح مهدي، وأداها الفنان فيصل علوي، ووثقها لإذاعة عدن، وكان لحنه الثاني "أنا والعقل في حيرة " لراحل كبير آخر وهو أحمد سيف ثابت، وأداها الفنان علي سعيد العودي، وانتقل سعودي بعد ذلك إلى "ندوة الجنوب الموسيقية"، وعمل فيها عازفاً وملحناً وقائدا أثناء غياب الجهبذ فضل محمد اللحجي.
يفيد سعودي بأنه شارك في حفلات عديدة في عدن ومسرح كلية بلقيس بالشيخ عثمان في العصر الذهبي للأغنية اللحجية والأغنية العدنية، حيث لحن سعودي لأحمد يوسف الزبيدي وعبد الكريم توفيق وعوض أحمد ومهدي درويش وفاروق عبد القادر وكاميليا عنبر، ومن الشعراء الذين تعامل معهم سعودي: صالح نصيب وأحمد صالح عيسى والأمير صالح مهدي ومحمود علي السلامي وعبد الله باجهل ومهدي حمدون ومحمد حسين الدرزي وعبد الله الشريف وخالد فضل محسن، ويحسب لسعودي أحمد صالح أنه وضع مقدمات موسيقية لثلاثة ردائع قمندانية هي: "غزلان في الوادي"، "يا ذي تبون الحسيني" و"ورد نيسان".
وفي الفترة من عام 1965م حتى نهاية 1966م عمل سعودي عازفا على الكمان مع فرقة الإذاعة والتلفزيون الخاصة، بقيادة الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم، وانتهت بالحادث المؤلم الذي حدث لعدد من الموسيقيين في منطقة الكود بسلطنة الفضلي.
أما الكتاب القيم (حياتي وفني - سعودي أحمد صالح، إعداد وتقديم د.يحيى قاسم سهل المحامي، فقد وردت فيه معلومات قيمة عن مشوار حياة وإبداع سعودي منذ ولادته، مروراً بمحطات عديدة، منها التحاقه بالمدرسة المحسنية العريقة، حيث درس فيها المرحلتين (الإبتدائية والأعدادية)، وعمل بعد ذلك موظفا في إدارة الزراعة كاتب حسابات، براتب شهري قدره (140) شلنا شهريا، وكان ذلك في نوفمبر 1959م.
سعودي والشاعرة العدنية صفية:
في إفادة وردت في هذا الكتاب القيم (ص 32): في أحد "الأيام" من هذا العام 1964م عرض عليَّ الأستاذ الشاعر محمود علي السلامي أغنية يقول مطلعها:
تحدى الحب يا ويله
نسى كل اللي كان
وقال ما معنى ولى
نسى ذلك الحنان
انتهى سعودي من وضع اللحن، فوجهت الشاعرة العدنية الدعوة لهما (السلامي وسعودي) إلى فيلّتها الكائنة في دار سعد أمام بيت الشاعر السلامي، وذلك للاستماع إلى اللحن، فإذا بي أمام أديبة رائعة الجمال على قدر كبير من الثقافة، وكانت في بعض الأحيان تجتمع مع شعراء وفنانين، ومعجبة جداً باللون اللحجي، وخاصة "الدان"، حيث كانت تقول الشعر في هذا اللون المميز عندها. اسم الشاعرة صفية محمد علي ولقبها "فانوسة".
صرخته "يا أبا جمال" التي أدخلته أحد مستشفيات الهند:
وفي الصفحة (73) من الكتاب القيم أورد سعودي واقعة حدثت له في أحد أيام 1982م، وكان عائدا من بستان الحسيني، فرأى سيارات وتجمعا، فإذا هو الرئيس علي ناصر محمد ومحافظ لحج (ناجي عثمان)، ووجدها سعودي فرصة للحديث معه عن وضعه الصحي، وأراد التقدم مع مواطنين آخرين صوب الرئيس، إلا أن أفراد الحراسة يدفعونهم، فصرخ بأعلى صوته.. صوت الحاجة والمرض: يا أبا جمال! فالتفت الرئيس علي ناصر، وأمر الحراسة أن يفسحوا له الطريق، وسأله عن حاله فأجابه سعودي: أنا مريض يا أبا جمال. وكانت تلك الصرخة هي مفتاح الطريق إلى الهند، حيث دخل سعودي أحد مستشفياتها لتلقي العلاج.
مشوار حافل بالإبداع والمرض:
هذا هو قدر سعودي أحمد صالح: صراع مع المرض ولقمة العيش، وإبداع انتزع من خلاله موقعه المتقدم في الفن، وكان ـ بحق ـ فنانا وملحنا من جيل العمالقة،
تتجاوز عدد ألحانه الأربعين لحناً، منها:
تباني أعود لك ثاني، توبة من الحب توبة، الحب مش عيب، ناموا كلهم ناموا،
حبيبي لو جفا، الحب حالي ومر، كيف أفعل بقلبي، محد جرحني، بعدت عن باختيارك، يا مرحبا بك يا رمضان، عرفتك وانكشف أمرك، محلا خصامه حبيبي، بنار الشوق، أنا والعقل في حيرة، حبيبي عاد شي تذكر، باهجرك بانساك، شفوه بيني وبينك، يقولوا لي الهوى قسمة، غزلان في الوادي، يا ذي تبون الحسيني،
تحدى الحب يا ويله، ورد نيسان.
أمير الموسيقى وأمير الفقر سعودي أحمد صالح، أب لسبعة أبناء وبنتين.
2- عبد الله غانم الجبلي:
عبدالله غانم فارع، من مواليد الشيخ عثمان، من أسرة عريقة سكنت قسم (A)، وهذا ميلاده سكناً، وفي 2 فبراير 1922م كان ميلاده زمناً.
وتلقى تعليمه الأولي في نفس المدينة، وعند بلوغه سني المراهقة التحق بصناعة الصباغة مع أخيه غير الشقيق أحمد عبده حمادي (حمادي الصباغ، والد رزق ومحمد وسعيد وعبده وخيران وعبد الرحمن)، وكانت صناعة الصباغة ـ آنذاك ـ رائجة لشحة الوارد من القماش المرغوب لدى فئة واسعة من السكان، وكانت الصناعة (أي صناعة الصباغة) مطلوبة لتغيير الألوان، ولكل ذوق ما يشتهي، كما كانت الصباغة مؤطرة ضمن جمعية الصباغين العدنيين ADEN DYING SYNDICATE، ومؤطرة ضمن فريق كرة قدم في الشيخ عثمان، وانخرط في صفوفه عبد الله غانم فارع المترجم له في هذه الحلقة.
عبد الله الجبلي في صفوف نادي "الواي":
تأسس نادي الشبيبة المتحدة (الواي) في مدينة الشيخ عثمان في 15 أكتوبر 1939م ومؤسسوه: صالح خميس وعبد العزيز سالم باوزير(والد فيصل وجميل) وعبد الله علي عراسي (والد محمود وعبد المجيد وفهمي وأحمد) وعلي عبده حسن ناصر، أول رئيس للنادي (والد محمود وعبد الكريم وحسين).
تأسس النادي تحت اسم (نادي اتحاد الشبان)، وتعدل الاسم بناءً على اقتراح من الأستاذ عبد الله فاضل طبقا للترجمة الأصلية للكلمة الإنجليزية للتسجيل في إدارة حاكم القطر في أكتوبر 1945م، وأصبح عضواً في الجمعية الرياضية العدنية في 22 فبراير 1946م، (تاريخ الحركة الرياضية في عدن للراحل الكبير عبد الرزاق معتوق، خال الأستاذين رياض وجبران صالح شمسان).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى