أزمة وقود خانقة تعصف بالمحافظات الجنوبية.. طوابير المركبات الباحثة عن الوقود تغلق شوارع عدن

> استطلاع / الخضر عبدالله:

> عدن، مجددا مع صيف الأزمات، انقطاعات للكهرباء وأزمات خانقة في المشتقات النفطية وتراكمات لفساد قديم، يتجدد بين الفينة والأخرى.. كل ذلك ينشط صيفا ويفتر شتاءً، وهو ما بات يخشاه المواطنون في عدن، سيما فيما يتعلق بالمشتقات النفطية التي تشهد اختناقات منذ أيام مضت، بعد أن أوقفت معظم محطات الوقود خدماتها أمام المواطنين، وتسببت في عرقلة الحركة، تصاحبها مخاوف لدى الناس من تكرار التلاعب بالمشتقات النفطية في دهاليز السوق السوداء، في ظل صمت الجهات الرسمية في المحافظة.
تشهد مدينة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى أزمة خانقة في المشتقات النفطية، منذ عدة أيام، بعدما أوقفت معظم محطات الوقود خدماتها أمام المواطنين.

الأمر الذي أدى إلى ازدحام شديد أمام محطات التزود بالوقود في مختلف المحافظات الجنوبية، وظلت العشرات من السيارات المختلفة تصطف أمام محطات الوقود، التي مازالت مفتوحة بعد أن توقف العشرات منها عن العمل، لعدم توفير الكميات اللازمة لها .. حيث شكا المواطنون من انعدام مادتي البترول والديزل، في المحطات التي بدت مهجورة من الحركة، فيما تتواجد محطات قليلة في مناطق مختلفة تعمل لفترات وجيزة، لكنها سرعان ما تغلق بسبب انتهاء مخزونها.. مؤكدين أن عددا من السيارات تنتظر لساعات حتى تتزود بالوقود، وبعض المحطات تغلق أبوابها أمام السيارات.
*مخالفات
قال عدد من سائقي السيارت إن الكثير من محطات الوقود لم تلتزم بالتعميم الذي أصدرته شركة النفط اليمنية فرع عدن، بتقنين عملية البيع.. مؤكدين أن هذا التعميم خلق سوقا سوداء وأصبح عدد من عمال المحطات يبيعون مادة الديزل التي منع بيعها بضعف ثمنها.
من جهتم أوضح مالكو محطات الوقود بمدينة عدن أن أزمة المشتقات النفطية في المدينة تفاقمت وبات "البترول" أحد المشتقات المنعدمة، إلى جانب الديزل.

حيث أكد عبدالله قاسم ـ عامل في محطة بترول ـ أن الأزمات مستمرة وأضاف بالقول: "لقد سئمنا من كثرة أسئلة المواطنين "متى ستأتي ناقلة إلينا؟"، وحينما تصلنا ناقلة نفط، تزدحم المحطة وتحدث أحياناً مشاكل بسبب الزحام، ما يدفعنا أحياناً إلى إيقاف العمل وإخبار المصطفين في الطوابير بأن الخزان المليء بالبترول انتهى".
تجار السوق السوداء
فيما يرى سائق شاحنة ويدعى عادل عبدالله، أن تلك الأزمات يقف وراءها تجار السوق السوداء، الذين ـ كما قال ـ يقومون بذلك من أجل بيع ما يملكونه بمبالغ طائلة.
وأضاف: "الوضع الحالي لا يحتمل مزيداً من التدهور، وعلى الحكومة أن تقف ضد هؤلاء، وإلا فإن ذلك يثبت أنها شريك لتجار السوق السوداء، والذين تصل أرباحهم إلى ملايين الدولارات".

وأمام إحدى محطات الوقود بالشيخ عثمان وقف سائق حافلة أجرة صغيرة، وأكد لـ «الأيام» أنه وصل إلى حالة من اليأس، وأنه سيعود إلى منزله ولن يباشر عمله، و قال: "أخشى أن تستمر هذه الأزمة، عندها ستتوقف الحركة، وسيضطر الناس إلى شراء البترول بمبالغ طائلة".
وبلهجة غاضبة أشار علي اليافعي ـ سائق شاحنة نقل متوسطة يقودها على طول الخط الواصل بين محافظتي عدن وأبين ـ إلى أن انعدام الديزل قد يتسبب في انقطاع مصدر دخله الوحيد.
ويأمل المواطنون في أن تختفي أزمة المشتقات النفطية، خصوصاً مع استمرار الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية، وهو ما يدفعهم لشراء مزيدٍ من المشتقات لتشغيل المولدات الكهربائية.
المصافي طرف في الأزمة
كان مصدر مسؤول في شركة النفط اليمنية بعدن قد كشف في تصريح سابق أن "السبب الرئيسي في أزمة الوقود بعدن يعود إلى إضراب نفذه عمال شركة النفط، بعد أن اكتشفوا أن شركة مصافي عدن تبيع كميات كبيرة من مادتي الديزل والبترول للشركات وملاك محطات البنزين الخاصة".
وأكد المصدر أن تلك العملية تعتبر غير مشروعة، وتتسبب بوقف الإيرادات لشركة النفط، مشيراً الى أن ذلك تسبب في أزمة خانقة في الوقود بعدن، بالإضافة الى أزمة في حركة المرور، وقد تسبب أزمات أخرى، حسب تعبيره.
ودعا المصدر المواطنين إلى عدم التزاحم على محطات البترول، لافتا إلى أن من أسباب الأزمة تزاحم المواطنين على المحطات، ظناً منهم أنه ستحدث أزمة، ما يتسبب في ارتفاع الطلب على الكميات.
مسؤول آخر في إدارة الكهرباء بعدن كان قد صرح لعدد من وسائل الإعلام بأن أزمة الوقود بعدن سببها إضراب نفذه عمال الكهرباء في شركة مصافي عدن ومحطة الكهروحرارية.

مخاوف من القادم
«الأيام» رصدت أرتالا من السيارات المتوقفة أمام محطات الوقود للتزود بالبنزين، حيث أضحت السيارت ممتدة في طوابير طويلة تصل إلى نهاية الشوارع العامة، وهذا ما بات ينذر بأزمة مشتقات نفطية بدأت تلوح في الأفق، ربما تكون شبيهة بتلك الأزمة الخانقة التي شهدتها المدينة في العام 2011م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى