المرقشي:قدمنا للمنظمات الدولية الكثير عن انتهاكات حقوق الجنوبيين

> عدن «الأيام» مدحت السقاف:

> خلال كل مشوار نضال الحراك السلمي الجنوبي ظهرت كثير من القيادات الجنوبية التي أفنت كل وقتها لخدمة الجنوبيين في جميع المجالات.. هناك قيادات جنوبية ركبت الموجة في الأخير ومنهم من صدق مع مطالب شعبه ومنهم من يعمل لأجل مصالح شخصية وإملاءات جهات أخرى..
نحن هنا وعلى صفحات «الأيام» صوت أبناء الجنوب الذي عاودت الصدور مؤخرا بعد أن مورست أبشع وسائل الظلم بحقها من إغلاق ونهب وسجن للقائمين عليها من أسرة باشراحيل، سوف نتطرق لقيادات جنوبية تعمل ليل نهار في خدمة أبناء الجنوب ومن خلف الكواليس ولا تظهر على ساحة المشهد الجنوبي، لأنهم مخلصون يحبون وطنهم ولا ينتظرون الشكر والجزاء من أحد.
ومن تلك القيادات التي سوف نبدأ حواراتنا معها لإنصافها شخصية جنوبية مخلصة غيورة على وطنها كل همه توثيق كل الجرائم المرتكبة بحق الجنوبيين ورصدها وتقديمها للجهات الأوربية لاطلاعهم على كل ما يحدث في الجنوب من قتل وسجن واعتقالات لنشطاء جنوبيين. ضيفنا في هذا اللقاء الناشط السياسي والحقوقي الدكتور أفندي المرقشي، رئيس المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهر).
دكتور أفندي لو تحدثنا عن المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهر) كيف نبدأ، وكيف بدأت الفكرة و كيف تم إخراج هذه المنظمة الحقوقية إلى الوجود؟
لقد جاءت فكرة تأسيس المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهر) بعد استشعارنا بالفراغ الموجود على ساحة نضال شعبنا، والمتمثل بغياب الجانب الحقوقي للقضايا الإنسانية السياسية والمدنية والاجتماعية، مدركين أهميتها, بل وضرورة وجود منظمة للدفاع عن تلك الحقوق في جنوبنا الحبيب، كآلية بيد جماهيرنا، تتصدى عبرها لمختلف الانتهاكات والاضطهادات التي تمارس بحق مواطنينا. كما ارتأينا أن المجتمع الدولي اليوم يجيد التخاطب بلغة حقوق الإنسان، كلغـة مفهومة لديه دولياً. وإن إبراز قضايا حقوق الإنسان هي المدخل الصحيح في إبراز قضيتنا الجنوبية وفي تعرية المنتهكين لحقوق مواطنينا في الجنوب، وحصرهم في زاوية المدان المذنب الواجب معاقبته، ولاسيما وإن المجتمع الدولي قد أقر بأن انتهاكات حقوق البشر هي في الأخير جريمة إنسانية يجب معاقبة مرتكبيها. لذلك فإن مهمة ردع هؤلاء المذنبين هي مهمة ذات أولوية، يمكننا تحقيقها فيما إذا أشركنا معنا المجتمع الدولي كعامل مساعد للتعجيل بها. ومن هذا المنطلق قمنا بتأسيس المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهر) في يناير 2010 في سويسرا لمكانتها المتميزة في هذا الجانب، وحددنا هوية المرصد كمنظمة إنسانية جنوبية حقوقية مستقلة، تعنـى بكشف ورصد الانتهاكات، والدفاع عن حقوق الإنسان في جنوب اليمن، وتوصيلها إلى المجتمع الدولي ومنظماته المعنية.
هل هناك أهداف وإستراتيجية تحدد مهام وأهمية عملكم في المرصد بما يخدم شعب الجنوب نحو تحقيق حقوقه وحريته؟
إن مهمة المرصد تكمن في مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في جنوب اليمن ورصد الاضطهادات والانتهاكات التي يتعرض لها المواطنين هناك، ورفعها إلى مختلف المنظمات والشخصيات والآليات الدولية لمراقبة حقوق الإنسان، بما فيها مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان.
ويصدر عن المرصد تقارير شهرية أو فصلية وسنوية تتضمن مختلف أوضاع حقوق الإنسان في جنوب اليمن، علاوة على إصداره البلاغات والبيانات والمناشدات تجاه أية تطورات عاجلة.
وأهم أهداف المرصد تكمن في كشـف ورصـد وتوثيق حالات انتهاكات حقوق الإنسـان في جنوب اليمن، وإيصالها والتبليغ عنها للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، وإدانة الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحق المواطنين وفضح مرتكبيها ورفعها إلى المنظمات والمحاكم الدوليـة. ولدى المرصد الجنوبي موقع الإلكتروني وصفحة على الفيس بوك تتوليان نشر أية انتهاكات خاصة بمواطني الجنوب.
كيف تديرون نشاط المرصد، وكيف تحصلون على الخبر أو المعلومة؟
إن عوامل نجاح عملنا في تنفيذ أهدافنا المرجوة تبعا لنوع النشاط الذي ننتهجه تعتمد قبل كل شيء على التحضير والإعداد الجيد لعملنا، وعلى حسن الأداء والتصرف لنا فيما يخص عملنا الإداري والإنساني، ومن خلال الجهود التي يبذلها طاقم المرصد الجنوبي في الداخل والخارج سعيا في بلورتها وإيصالها إلى الجهات المعنية في المجتمع الدولي. فنحن دوما نبحث عن المعلومات من خلال فريق عملنا الذي يقوم برصد المعلومات ويتابعها في المصادر الجنوبية وغير الجنوبية المتعددة، وكذلك عبر ما نحصل عليه من ممثلينا خصوصا في الداخل ومن عدد من المراسلين الجنوبيين. وبشكل عام فإنه يمكن القول إن فريق عملنا ينفذ عمله وفقا لعدد من المهام التي رسمت له، حيث نساهم في جمع وترجمة وصياغة المعلومات الخاصة أو ذات العلاقة بانتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب أينما وجدت، وإيصالها لذوي الأهمية والعلاقة أينما وجدوا.
هناك عدد من المنظمات الحقوقية الجنوبية التي تنشط في مجال حقوق الإنسان، ما الذي يميزكم عنها؟
حسب علمي لا توجد منظمات حقوقية جنوبية بحتة تختص بحقوق الإنسان في جنوب اليمن، وإن وجدت فربما يكون نشاطها محدودا، ولا يوجد لنا تواصل مع أي منظمة جنوبية، مع أننا مع توحيد الجهود في هذا المجال. وإذا كنت تقصد منظمات يمنية، فهي متواجدة في الداخل، ولكنها تعمل على الصعيد العام بالنسبة لليمن، وهي قلما تعنى بالقضية الجنوبية، كما أنها تنطلق من زوايا مختلفة في التعامل مع القضية الجنوبية باعتبارها جزء من قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بشكل عام.
إلا أن هناك العديد من الشخصيات الجنوبية التي تنشط ف في هذا الجانب ونحن نقدر لها جهودها، كما أننا نقوم أحيانا بتحويل مطالبها إلى منظمات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان، إيمانا منا بالعمل جميعا في خدمة شعب الجنوب وهدفه نحو استرداد حقوقه.

دكتور لو سمحت بشكل مفصل أهم التقارير والمراسلات مع المنظمات الحقوقية والدولية التي تعاملتم معها، وكيف يمكن أن تصف تجاوبها معكم ؟
من الصعب أن أحدد كل الجهات التي نتواصل معها أو نرفع رسائلنا إليها، ولكني يمكن أن أقول بأننا نرسل ببلاغاتنا ومناشداتنا إلى عدد من المنظمات الدولية المعنية وذات الأهمية وأخص بالذكر منها المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية الامنستي والمراقبة الدولية الهيومن رايتس ووتش والصليب الأحمر الدولي وعدد آخر وبالأخص في أوروبا ومنها العديد من المنظمات المتواجدة في سويسرا.
أما تقاريرنا الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان في جنوب اليمن فنتوجه بها إلى عدد كبير من المنظمات والجهات الدولية أكانت عربية أو أجنبية في كل بقاع الأرض، وبما في ذلك من جهات ذات علاقة وصله بالعمل الإنساني في اليمن.
أما ردود الأفعال بالنسبة لما نقدمه من عمل في المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان فهي مختلفة ومتعددة وتزداد يوما بعد يوم. فهناك من يرد ويشيد بعملنا ويطلب معلومات إضافية، ومنهم من أدان هذه الانتهاكات معنا. وقد رأينا أن جزء من المعلومات في بعض التقارير الدولية لبعض المنظمات مستمدة من تقاريرنا التي نتقدم بها إليهم، ووجدنا أن البعض من أعمالنا تنشر في مواقعهم الإلكترونية. وهناك من المنظمات التي التقينا ببعض أعضائها الذي ناقشنا معهم نشاطنا وتلقينا منهم الدعم اللوجستي، والبعض ممن طلب منا التعاون والتنسيق في الحصول على المعلومات ذات الصلة بالانتهاكات في جنوب اليمن.
المواطن الجنوبي يشعر اليوم بعدم الرضا تجاه المنظمات الدولية المختصة بحقوق الإنسان، وذلك لعدم تغطيتها أحداث الجنوب، وما يتعرض له من انتهاكات بشكل يومي؟
رغم إمكاناتنا المحدودة والمشاكل والتحديات التي تواجهنا، إلا أننا استطعنا أن نقدم الكثير في مجال حقوق الإنسان الخاص بشعب الجنوب للعديد من المنظمات الدولية. ولا يمكن نكران الدور الذي لعبته بعض المنظمات الدولية في دعم القضية الجنوبية من خلال ما قدمته من مناشدات وإدانات وتقارير عديدة واهما: العفو الدولية "Amnesty" والمراقبة الدولية "H.R.W" وحتى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة كانت لها زيارات وإدانات وتقارير عن الوضع الإنساني في الجنوب، إلا أننا نحن نطمح إلى أن تكون هناك مواقف أفضل تجاه ما يدور من انتهاكات بحق شعبنا في الجنوب.
فالمرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهر) يتمنى أن يحقق أكثر مما حقق، ولكن هناك العديد من العوامل التي يقتضي توفرها للوصول بقضيتنا بمستوى أفضل لكي تلقي دعم من قبل المجتمع الدولي. ومن هذه العوامل: عدم توفر الإمكانات المادية لدينا، وأيضا عدم التعاون والتنسيق المشترك بيننا نحن أبناء الجنوب لدعم العمل في هذا الجانب وتقديمه بصوره أفضل، لأنه كيف لنا أن نلوم الآخرين ولا نلوم أنفسنا أولا. الأمر الذي جعلنا نفكر في الاعتماد على أنفسنا قدر المستطاع لتجهيز كل ما يتعلق بعملنا من مناشدات وبلاغات وتقارير وغيرها وباللغتين العربية والإنجليزية. ونستطيع أن نقول لكم إننا استطعنا أن نوفر ونوصل معلوماتنا بشكل أفضل ومفهوم للمجتمع الدولي للوصول بقضية شعب الجنوب إلى المستوى المطلوب أمام العالم الذي نتوق إلى دعمه ومساندته لنا.
ينظر العالم اليوم إلى قضايا الإرهاب ببالغ الأهمية لأنها أصبحت تهدد الأمن والسلم العالمي، وفي جنوب اليمن أصبح الإرهاب مستشريا ومهيمنا في بعض المناطق، فكيف تنظرون إلى الانتهاكات من هذا النوع؟
إن الإرهاب في جنوب اليمن هو صنيعة القوى القديمة الجديدة للنظام اليمني، الذي يهمها الاستمرار في نهب اليمن وإثارة الفوضى فيه لضمان تواجدها هناك، بغض النظر عن المعاناة التي يعانيها أبناء الجنوب جراء ذلك. ولقد رأينا ماعاناه أبناء الجنوب من جرائم قتل كوادرها منذ 90 حتى يومنا هذا باستغلال العناصر المسلحة التي قدمت من أفغانستان، كما عملت على استغلال الشباب نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانونها، وأيضا استمرار توافد العناصر المسلحة الأجنبية إلى اليمن لتدهور الوضع الأمني فيه. وان كل هذه العوامل جعلت من الإرهاب أن يحصل على أرضية سهله يتحرك وينشط فيها. وقد شهد الجنوب الكثير من الماسي نتيجة الحروب التي دارت في بعض مناطق الجنوب وبالأخص في محافظي أبين وشبوة كنتيجة للانتهاكات من طرفي الصراع في الجنوب (عناصر الجماعات والقوات المسلحة اليمنية)، والذي راح ضحيتها المئات من أبناء الجنوب، كما إن غارات الطائرات بدون طيار هي الأخرى قد حصدت الكثير من المواطنين المدنيين وسببت الرعب في نفوس الأهالي. فلقد أصبح المواطن الجنوبي يعيش بين مطرقة النظام اليمني وسندان الإرهاب، فكم من ناس قتلت وكم هجرت وكم من البيوت والمؤسسات دمرت ولازال الإرهاب يهدد حياة المواطن في الجنوب ومستقبل أجياله. وعلى العالم أن يدرك ويستشعر بهذا الخطر الذي يهدد الأمن والاستقرار على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وإنه لا بديل في حل هذه المشكلة إلا باستعادة دولة الجنوب التي أثبتت التجارب السابقة أنها القادرة على حماية الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.

دكتور أفندي هل من كلمة أخيرة في نهاية هذه الحوار معكم؟
أحب أن أقول أنه ينبغي علينا التأكيد وبكل شفافية بأن المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهـر) هو منظمة حقوقية جنوبية بامتياز، منبثقة من معاناة الشعب الجنوبي. وهي مستقلة في تأدية مهامها، لا تتبع لأي حزب سياسي أو مكون جماهيري، ولا تنتهج أية مسارات عقائدية أو أيدلوجية .. عدا قناعتها بسمو حقوق الإنسان الجنوبي الممنوحة له شرعاً وقانوناً دولياً وعرفاً اجتماعيا
وفي ظل تلك الأجواء، فإننا كنشطاء حقوق الإنسان في داخل الوطن وخارجة نأبى إلاّ أن يتوافق دورنا الحقوقي مع الدور النضالي لجماهيرنا، وأن نكون في مستوى ما يمليه علينا الموقف الوطني تجاه شعبنا ، لذلك فنحن عاقدون العزم على أن نكون في مقدمة الصفوف، مسخرين جهودنا من أجل الدفاع عن حقوق مواطنينا وإنساننا الجنوبي، وتوصيل قضاياه ومعاناته إلى المجتمع الدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى