مدارس الشيخ عثمان في عدن .. فصول أضحت مساكن للنازحين.. وساحات تحولت إلى مساكن العشوائيات

> قسم التحقيقات:

> تشهد مدارس وثانويات مديرية الشيخ عثمان في محافظة عدن،أوضاعا من الخراب والتدمير اللذين طالاها أثناء فترة مكوث النازحين فيها،وما تعرضت له من أعمال بسط وبناء عشوائي لا يراعي أدنى حرماتها ومتنفساتها.
والمؤسف! أن كل ذلك يحدث تحت مرأى ومسمع الجهات الرسمية والأمنية بالمحافظة التي لم تحرك ساكناً حتى الوهلة لحمايتها من هذا العبث والهدم.
في هذا الرصد تسلط «الأيام » الضوء على ما تعانيه بعض مدارس «الشيخ عثمان » التي بمجرد زيارتها تتلمس للوهلة مدى صعوبة ما تعانيه من أوضاع مزرية ومستهجنة للغاية، حيث توجد في نطاق مديرية الشيخ عثمان (12) مدرسة أساسية، و(3) ثانويات عامة، وروضتين للأطفال، و(4) مدارس خصوصية، ويدرس في نطاق المدارس الحكومية نحو(22,700) طالب وطالبة، ولا يزال النازحون يحتلون أجزاءً كبيرة من ساحات هذه المدارس.

معظم النازحين هم من سكان المديرية إزاء الأوضاع والظروف المتردية التي أضحت تعيشها مدارس "الشيخ عثمان"،قالت العديد من المصادر التربوية في المديرية أن معظم الذين يستولون على مدارس المديرية، خصوصاً في مدرستي "الفجر و 30 نوفمبر"، هم من أبناء مديرية الشيخ عثمان، ومديرية دار سعد ، وليس من النازحين الأصليين الذين استلموا كافة مستحقاتهم بموجب إعلان المنظمة الدولية المشرفة على شؤون نازحي أبين.
وتضيف المصادر بأن هناك قرار من محافظ عدن قضى بإخراج جميع النازحين من مدارس عدن، بعد الإتفاق على تخصيص مدرسة واحدة في كل مديرية لتكون مركز إيواء لهم، لكن وبرغم قرار المحافظ ظلت عدد من مدارس "الشيخ عثمان" مقتحمة، بينها المبنى القديم لإدارة التربية، دون أن تحرك الجهات المعنية ساكن حيال الوضع الراهن.
* مدارس المديرية تتحول إلى أملاك خاصة
ينبه الكثير من المعلمين في مدارس الشيخ عثمان، أن عدد من مدارس المديرية تعرضت لأعمال بسط وبناء عشوائي، مشيرة إلى أن "هناك أيادٍ خفية تريد أن تعبث بمدارس المديرية ومحافظة عدن بوجه عام، حيث أن الكثير من المدارس أصبحت تتعرض الآن إلى انتهاك فاضح لحرماتها واستحداث أبنية داخل أسوارها".

يقول المعلمون إنهم طالبوا أكثر من مرة أمن مديرية الشيخ عثمان، التحرك لمنع ما يجري داخل أسوار المدارس وحولها، لكنهم وبحسب قولهم لم يجدوا أدنى تجاوب، بما فيهم أطقم الأمن التي تطالب إدارات
المدارس والمجلس المحلي بالمديرية بدفع (فلوس) لتنفيذ واجبها لوقف أعمال البسط عليها«محذرة بالقول،إذا لم يتم تدارك ما يحدث حاليا لجميع مدارس الشيخ عثمان والمحافظة عدن فأنها سوف تتحول في القريب الآتي إلى أملاك ومنازل خاصة».
* طلاب يدرسون على الأرض
زرنا مدرسة «30 نوفمبر الابتدائية بنين»إحدى أعرق المدارس الحكومية التي أنشئت في عهد الاستعمار البريطاني، عام1961 م، والتي تم إضافة إلى جوارها المبنى الحديث عام 2007 م.
شدّنا الوضع إلى الدهشة والاستغراب حين وجدنا طلاب المرحلة الابتدائية يفترشون الأرض ويتلقون دروسهم تحت أسقف لا توجد بها مراوح فيها، ويتعلمون في أجواء مكفهرة.
والأدهى حين تجد مدرسات يجلسنَ على سلالم «الدرج» لتحضير الحصص والدروس،وأطفال نازحون يتهكمون عليهن ويعبثون بصناديق الكهرباء الخاصة بالفصول الدراسية.

* أدراج الطلاب تحولت إلى حطب لإشعال النار
ويوضح أحد مدرسي المدرسة أن معاناة الإدارة والطلاب زادت منذ قدوم النازحين إليها، والذين بتواجدهم حسب قوله انتشرت أعمال التخريب والسرقة لكل ممتلكات وأداوت الإدارة والفصول.
وقال: «في المبنى القديم لازالت (14) أسرة نازحة ترفض العودة إلى ديارها في أبين، وهي تعبث الآن بأثاث المدرسة وتقوم بتحويل أدراج الدراسة إلى حطب وقود لطهي الطعام، وبعض النازحين جعلوا من فصول الدراسة مواقع لقضاء الحاجة».
* مبنى "الإدارة القديم" مؤجر لأشخاص مجهولين
وبالنظر إلى بعض التجاوزات التي تتعرض لها بعض الإدارات والمدارس في إطار مديرية الشيخ عثمان، نجد جزءً من مبنى إدارة التربية بالمديرية، مقتحماً من جهات مجهولة، وقد ثم تأجيره لاحقاً سكناً لأشخاص مجهولين ب (75 ) ألف ريال شهرياً، والماء والكهرباء بالمجان، بحسب تأكيدات سابقة لأدارة تربية المديرية.
المبنى الذي يفصل بين مكتب التربية الحديث ومدرسة "العبادي الابتدائية بنات"، كان عبارة عن مخازن ومستودعات لإدارة التربية والتعليم بالمديرية، وقد زارت «الأيام»واجهة المبنى المطل على ساحة المدرسة، وشاهدت قاطنين من غير النازحين يتقاسمون بوابة الولوج والخروج الرئيسية مع الطالبات، بالإضافة إلى وجود مبنى مؤصد الأبواب يتوسط فناء المدرسة، ولا أحد يمتلك المعرفة حيال الجهة التي قامت بتأجير المبنى وسمحت بوجود أشخاص للسكن فيه.

* استحداثات عشوائية داخل ساحات
خلال زيارتنا لمدرسة «الفجر الابتدائية بنين»والتي جمدت فيها الدراسة كلياً،بعد تخصيصها مسكناً للنازحين، فأن أول ما استرعى انتباهنا وجود مبانٍ واستحداثات عشوائية طالت ساحتها الداخلية، وهناك أثار بسط وتخطيط لأراضي سيجري بناء عليها مساكن خاصة، وذلك في ظل صمت السلطات الرسمية والأمنية حيال ما يحدث من إعتداءات وجرائم بحق حرمات مدارس المديرية.
وأكثر ما يلفت النظر في ساحة مدرسة «الفجر»وجود هيكل إسمنتي شيد منذ أكثر من (4) أعوام، وهذا الهيكل عبارة عن فصول إضافية جرى إهمالها ولم يتم إنجازها،بعد أن تسلم المقاول، حسب تأكيد المديرة السابقة لإدارة تربية الشيخ عثمان، كامل المستخلص، دون إلزامه بإنجاز ما تبقى من أعمال البناء والتشطيب.
وهناك أيضاً مدرسة "الممدارة الابتدائية «بنين»والتي هي الأخرى تتعرض ساحاتها الداخلية لأعمال مماثلة من البناء والبسط العشوائي، ولم تقم الجهات المعنية بمنعها، إلى جانب روضة
«أروى»التي مازلت تحتفظ بطابع النظام والنظافة، فأن جزء كبير من ساحتها الداخلية تم استقطاعها لصالح بناء مبنى سكني تقطنه عائلة، ويقال: بأن جهات نافذة بالمديرية هي من قامت بصرفه والتصرف به".

* محلات تحاصر مدرسة البنات
تعد مدرسة «ردفان الابتدائية بنات»واحدة من المدارس التي تعرضت إلى مساس بحرمتها، بعد أن أضحت العشرات من محلات الماكينيكا والورش الخاصة بإصلاح العربات تحيط بسورها من
جميع النواحي وتطل مباشرة على ساحتها، وبالكاد تجد الطالبات مدخلاً لبلوغ البوابة الرئيسية للمدرسة.
وكثيراً ما تشكو طالبات المدرسة عن تعرضهن لمضايقات من قبل عمال الورش والقادمين إليها، وأنهن قدمن شكاوي لإدارة المدرسة التي بدورها لا تستطيع فعل شيء،باعتبار أن هذه المحلات والأبنية المحيطة بحرم المدرسة صرفت بتراخيص رسمية.
والواقع نفسه ينطبق على مدرسة "عمر المختار" التي أصبح يحيط بسورها من كل جانب، منازل وأكشاك بعضها شيدت بتراخيص، والأخرى قام بنيت بعد البسط عليها مستغلين حالة الانفلات والفوضى التي تعيشها المديرية.
ويبدي العديد من مدرسي عدن، استيائهم من صمت قيادة المحافظة والمديرية لكل ما تتعرض له مدارس وثانويات المديرية من تخريب وتدمير، محملين، السلطات المحلية والجهات الأمنية كامل المسؤولية حيال ما ترتكب من جرائم وإعتداءات بحقها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى