وفاء الرجال ..فخامة الرئيس .. معاش الفقيد (50) ألف ريال .. والسبب فتوى !!

> «الأيام الرياضي»ياسـر الأعسم : :

> عصر الخميس الماضي كان موعد ختام بطولة شقيقنا الفقيد عادل الأعسم ـ طيب الله ثراه ـ التي احتضن منافساتها ساحل أبين في منطقة (العريش) بمحافظة عدن وبرعاية، ودعم الأستاذ عدنان محمد الكاف للعام الثالث على التوالي.
قبل خمس سنوات رحل الفقيد عادل الأعسم ـ رحمة الله عليه ـ عن الدنيا، ورجعت روحه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية، وشيعت مدينة (عدن) ببسطائها، والوطن بسلطته ونخبته جثمانه، ووارى جسده الطاهر الثرى في مقبرة (الرحمن) بالشيخ عثمان، وودعته آلاف الوجوه الحزينة بالدعاء، ويسألون الله عز وجل له الرحمة، ويتوسلون له المغفرة .. اللهم لك الحمد، ولك الشكر على كل حال، ولنا ثواب الصبر بمشئتك، أنت حسبنا، ونعم الوكيل.
طوال تلك السنوات لم نسأل الدولة أن تكرمه، أو نطلب من السلطة أن تخلد ذكراه، وتتبنى بطولة تحمل اسم الفقيد عادل الأعسم، بالرغم أن الجميع يدرك أنه كان مخلصًا لوطنه حيًا، ويستحق أن يبادله الوطن الوفاء ميتًا .. يظل عزاؤنا أنه مازال يتنفس في قلوب البسطاء، وحيًا في ضمير الشرفاء الذين تزداد قيمتهم في عيوننا بمرور الأيام، وتلمع مواقفهم في ظلمة الجحود!.
العام الأول لذكرى وفاته بادر الأستاذ خالد الخليفي برعاية بطولة رمضانية في نادي وحدة عدن تخليدًا لذكرى الفقيد عادل الأعسم، وفي العام الثاني أقيمت مباراة على ملعب الشهيد (الحبيشي) برعايته أيضًا .. نشهد أن (الخليفي) لم يقصر، والوفاء ليس بغريب على شخص أصيل مثله.
إلى اللحظة التي قرر فيها الأستاذ عدنان الكاف قبل ثلاث سنوات رعاية بطولة الفقيد عادل الأعسم، وقال: "هذه البطولة شرف لنا".. كانت الدولة في سبات عميق، وترهلت مواقف السلطة، وهرش مسئولوها رؤوسهم، وسقطت أقنعة كثيرة!.
إن مواقف (الكاف) البيضاء لا تخفى على أحد في مدينة عدن، وإننا على قناعة أن شخصًا نبيلاً مثله لا يحتاج إلى كلمات تثبت نقاء معدنه، وصدق مشاعره، ولكننا نجد أنفسنا مدينين له بجميل، ولن ندخر كلمة حق أو نتردد لحظة في شكره، أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن أسرتنا وأولاد الفقيد عادل الأعسم.

إن أُمنا العزيزة ـ الله يحفظها ـ أرضعتنا البساطة، وغرس والدنا ـ أطال الله عمره ـ في نفوسنا العزة، ويوصينا - دائمًا - بالمعروف، وحفظ الجميل، وأن نعيش أحرارًا، وكانت تركة شقيقنا ـ رحمة الله عليه ـ الأخلاق الحميدة، وشرف الكلمة، وهذا كل إرثنا الذي نفتخر به، وهذه القيم للأسف ليس لها سوق في زمن الرخص!، وهي ليست مصدر سعادة يمكن أن تغري كثيرين، بل على العكس ربما تكون مصدر حرج للبعض، ولا يُقدر قيمتها إلا أشخاص تربوا عليها، وزرعت في جذورهم منذ نعومة إظفارهم! .. إن أسرة (الكاف) الكريمة لا تنتظر شهادة تبرهن أصولها الطيبة.
إنها عبارات بسيطة نجتهد من خلالها لكي نُعيد الفضل لأهله ما استطعنا، وهي أيضًا رسالة نُحاول من خلالها أن نضع النقاط فوق الحروف بشكل سليم، ونتمنى أن يتسع صدر البعض لها، ويستوعبوا معناها بعيدًا عن الحساسية، ولكن من يريد أن يفهمها من زاويته الضيقة، فهذا شأنه ! .. إننا نحرص قدر الإمكان أن نتجنب سوء الظن، والترفع عن صغائر الأمور، ولا نسعى لجرح مشاعر أحد، ولكننا في المقابل نرفض تصرفات البعض المستفزة، والتي تنبعث منها رائحة غير طيبة، وتضعنا أمام خيارات مرة !.. "إن أسوأ الناس خلقًا إذا غضب منك أنكر فضلك، وأفشى سرك، وجحد عشرتك، وقال عنك ما ليس فيك!..".
كانت البطولة، وبشهادة الجميع ناجحة سواءً على مستوى التنظيم أم على مستوى الجوائز النقدية، والتذكارية، وأيضًا عدد، ونوعية الفرق المشاركة التي كانت تمثل جميع مديريات محافظة عدن، وكان الحضور، والتفاعل الجماهيري ملفت، والتغطية الإعلامية مميزة.

في الأخير لا يسعنا إلا أن نشكر كل من شاركنا مشاعر الوفاء، ومن حضر مشهد الختام الرائع، ونخصهم بالذكر:
(الكابتن عبدالله فضيل، الأخ عوض مشبح، الكابتن شرف محفوظ، الكابتن خالد عفارة، الكابتن سمير صالح، الأخ خالد الخليفي، الأخ طلال الدماني، الأخ عمر الفقيه، الأخ عادل باحكيم وإخوانه، الأخ جود الشيباني، الأستاذين حسين بازيادر، ناصر محمد عبدالله، الزملاء فرحان المنتصر، فضل الجونة، سامر سمير، عمر يعقوب)، وندين باعتذار للذين حضروا، ولم يشملهم شكرنا، وبالمقابل سنجد عذرًا للذين منعتهم ظروفهم عن الحضور.
تحية خاصة للزملاء الأعزاء: مختار محمد حسن، خالد هيثم، أنور خديري على جهودهم الكبيرة في تغطية أخبار البطولة منذ بداية انطلاقتها.
كما نشكر قناة (اليمن اليوم)، والإعلامي المبدع أحمد الظامر مقدم برنامج (أهل الرياضة)، والزميل العزيز بندر الأحمدي، وأيضًا قناة (السعيدة) والزميل الخلوق مازن الشعيبي على حضورهم لتغطية مراسم ختام البطولة.
**** الوفاء رحلة لا تنتهي:
"لا نعيش تجربة الحياة مرتين، ولكن نتعلم من الأموات كيف نحيا!" .. هناك رجال يؤمنون أن الوفاء رحلة مستمرة، وليس محطة يقفون فيها يومًا واحدًا في السنة.

- سنظل نشكر للشيخ أحمد العيسي مواقفه الإنسانية مع أسرة، وأبناء الفقيد.
- الأخ والصديق عبد الفتاح البسارة .. رجل لا يسقط الوفاء من قاموسه، ولا يعطيك ظهره أبدًا.
- الأستاذ خالد صالح حسين .. شخص غني بالإنسانية، ودائمًا تجده حاضرًا في المواقف الصعبة.
- الأستاذ سامي الكاف .. في كل سنة يضع بصمته في البطولة بهدوء، وحرص.
- على سالم بن يحيى .. وفاؤه عفوي، وحين تقرأ كلماته تشعر ببدنك يهتز من صدقها، وتشعر وكأن الفقيد رحل عن الدنيا يوم أمس!.
- العام الماضي نظم شباب مدينة عمر المختار في الشيخ عثمان بطولة باسم الفقيد عادل الأعسم، بجهود ذاتية، وبسيطة من الشاب الخلوق نظمي عبد الجليل، وهذه اللفتة الكريمة تحمل معاني كبيرة، فوفاء البسطاء لا يقدر بثمن.
- عرفنا، وتخليدًا للفقيد عادل الأعسم قرر المكتب التنفيذي في محافظة شبوة قبل أشهر تسمية الصالة الرياضية في عتق باسمه .. نشكر المحافظ، والأمين العام للمجلس المحلي، والوكيل فهد الطوسلي، ومدير مكتب الشباب والرياضة مهدي الدحيمي، وأعضاء المكتب التنفيذي بشبوة على هذه الخطوة المسئولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى