د. السقاف لـ«الأيام»:الجماعات المسلحة زرعت في الجنوب لتشويه نضاله السلمي

> حاوره / مدحت السقاف:

> إن الحديث عن الأشخاص المخلصين لوطنهم يطول شرحه ويتطلب منا الأيام والأشهر والسنين لفرد مساحات شاسعة لإنصافهم ولإعطائهم حقهم في إظهار دورهم الذي لعبوه في خدمة القضية الجنوبية وإظهارها للسطح وعلى طاولات وأجندة المجتمع الدولي، وكما قلنا في حوار سابق لنا هناك قيادات جنوبية من خلف الكواليس تقدم العديد من الخدمات التي تستحق أن ترفع لها القبعات احتراما لمجهودهم والشكر موصول لصحيفة «الأيام » بعد عودتها من حجبها القسري بإفراد بعض من صفحاتها لأولئك الأشخاص الذين لايزالون يعملون بصمت يُجزَون على عملهم.
وضيفي في هذا الحوار شخص أكاديمي وخبير في القانون الدولي، جنوبي غيور محب لوطنه كاتب صحفي له العديد من الآراء نشرت في العديد من الصحف والمواقع الألكترونية، إلا أنه لوحظ في الآونة الأخيرة هناك حملة لا نجد مبرر لها على صفحات (الفيس بوك) من أشخاص نكن لهم كل الحب والتقدير، بحجة مقال ووجهة نظر كتبها ضيفي في السطور القادمة، محتواها لماذا لا نؤجل خلافاتنا مع الرئيس هادي الذي انطلق من مبدأ «عدوي عند مصلحتي حبيبي» و «أنا وابن عمي على الغريب »، وعدونا والغريب في أرضنا الجنوب (القاعدة والإرهاب) فدعونا نبدأ حوارا جديدا مع قيادات جنوبية من خلف الكواليس.
الأستاذ الدكتور محمد علي السقاف أنتم شخصية وطنية جنوبية ولكم بصمات واضحة على الشارع الجنوبي منذ أن تشكل الحراك السلمي الجنوبي ولكم العديد من المشاركات والندوات واللقاءات سواء كانت داخل الجنوب أو من خلال تواجدكم في القاهرة أو بريطانيا وكانت لكم دائماً الآراء القانونية الصائبة بما يخص القضية الجنوبية وتداولها من الناحية القانونية ولكم لقاءات سابقة مع
المبعوث الأممي جمال بن عمر سؤالي دكتور محمد السقاف كالتالي :
س - بحكم طبيعة عملكم وتخصصكم في القانون الدولي وخبرتكم الكبيرة الوحدة اليمنية، أين هي اليوم هل لازالت موجودة على الواقع وهل للجنوبيين الحق بعد 24 عاما من عمر الوحدة اليمنية المطالبة بفك الارتباط مع الشمال واستعادة دولتهم؟
ج- أولا أتقدم بالشكر لصحيفة «الأيام» الذي أعتز بها كثيرا وتربطني علاقة وطيدة بالفقيد المرحوم هشام باشراحيل وكذلك بأخيه تمام وأهنئهم بعودة الصدور من جديد بعد الإغلاق القسري الذي تم من قبل المخلوع صالح، ونعود لسؤالك أخي مدحت.
الوحدة اليمنية انتهت بعد حرب94 عندما (...) الشمال الجنوب، وهي ليست موجودة في الشارع الجنوبي وللجنوبيين كل الحق في استعادة دولتهم إلى ما قبل عام 90 ومطلب فك الارتباط أمر طبيعي كون الشمال والجنوب دخلا في وحدة اندماجية ولكون الشمال (...) الجنوب، ونهب جميع مقدراته من الثروات الطبيعية وقام بتسريح قسري لجميع الكوادر الجنوبية من الخدمة العامة وأنهى البنية التحتية للاقتصاد في الجنوب من إغالق للمصانع والشركات والمؤسسات التي كانت تعمل، ولكل هذه الأسباب التي ذكرتها أصبح للجنوبيين الحق بإلغاء الشراكة في الوحدة وفك الإرتباط.
س- نسمع الكثير من الكلام في الشارع الجنوبي هناك مطالبة باستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأيضاً هناك المطالبة بـ(....) الجنوب المتمثلة بالجنوب العربي أيهما الأقرب إلى الجنوبيين من تلك المسميتين في نيل (.....) وحقه في (...) دولته وأرضه كاملة السيادة؟
ج- شوف أخي مدحت عند قيام الوحدة في عام 90 بين الشمال والجنوب دخل الجنوب تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،فمن الطبيعي والقانوني أن يتم (...) بنفس الاسم، ولكن إذا رغب الجنوبيون بالاسم الثاني وهو الاسم الشائع إلى ما قبل عام 67 الجنوب العربي يتم الاستفتاء عليه من قبل شعب الجنوب بعد الاستقلال، والخروج بنفس الاسم الذي دخل فيه للوحدة اليمنية.
س- الشارع الجنوبي متمسك بالقيادات الجنوبية التاريخية للجنوب، ماذا عملت تلك القيادات للقضية الجنوبية، أما حان الوقت لترك الساحة للشباب الناضج، كونها قد شاخت وأصبح وجودها يشق الصف الجنوبي ولا يوحده، وهل تمسك الشارع بتلك القيادات والرموز أصبح ضروري وواجب مفروض حتى ينال الجنوبيون (...)، أو لكم وجهة نظر أخرى؟
ج- أعتقد أنه حان الوقت المناسب لإحلال الشباب والنخب الجنوبية، كونها هي المؤهلة لقيادة هذه المرحلة وتصدر المشهد السياسي في الجنوب وبالإمكان الاستفادة من تلك القيادات التاريخية كم يحلو للبعض تسميتها بإيجاد مجلس شيوخ بين مؤسسات دولة الجنوب تكون عضويتها من القيادات التاريخية والشخصيات الأخرى، والآن يمكن بشكل غير مباشر الاستئناس بمشورتهم وأخذ آرائهم في بعض الأمور لكن قيادة الثورة والشارع الجنوبي يجب أن يترك للشباب الواعي المثقف وعلى القيادات ترك الساحة ويكفي ما قد عملوه من سابق والوضع الذي نحن فيه بسبب آرائهم القاصرة، ادخلونا في وحدة لم يكن الطرفان مهيئين لها لا في الشمال ولا في الجنوب، وتسببوا في شرخ للعلاقات بين الشعبين.
س- ماهي قراءتكم وتحليلكم لدور المجتمع الدولي خصوصاً وقد التقيتم في وقت سابق بجمال بن عمر وسلمتموه رسالة من الرئيس علي سالم البيض، هل كان متجاوباًَ مع مطلب الشارع الجنوبي هل سيرضخ لضغط الشارع الجنوبي أو أنه لا يلتفت للجنوبيين واكتفى بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واستجاب لمطلب ومصالح الدول العظمى ومجلس التعاون الخليجي الذي صاغ المبادرة الخليجية؟
ج- جمال بن عمر يتحرك بموجب توجيهات الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وليس بيده شيء يقدمه للجنوبيين، فالدور الذي يلعبه جمال بن عمر فقط يشرف على تنفيذ المبادرة الخليجية ورفع التقارير لمجلس الأمن عن مستوى التنفيذ والاستجابة من قبل أطراف التوقيع على المبادرة الخليجية ومن هي الجهة التي تعرقل الآلية المزمنة لتنفيذها والمجتمع الدولي لن يلتفت لمطالب الجنوبيين متى ما توحدوا في مجلس قيادة موحد لقيادة الشارع وفرض الأمر الواقع، هنا سيجبر المجتمع الدولي التخاطب مع مطالب الجنوبيين ومنحهم (....).
س- دكتور محمد السقاف هل تؤيد الحملة العسكرية التي قامت بها الحكومة مؤخرا في الجنوب للتخلص من الإرهاب المتمثل في الجماعات المسلحة وإنهاء تواجدهم من الجنوب، علما أن شعب الجنوب يرفض وجود الجماعات المسلحة على أراضيه كونها دخيلة ومصطنعة كما يقول الكثيرون، وهل بقاءها في الجنوب يؤثر على الحراك السلمي الجنوبي في نضاله.
ج- نعم أؤيدها بغرض إبعاد الجنوب من تواجد الجماعات المسلحة التي زرعت في الجنوب لتشويه نضاله السلمي وإظهاره أمام العالم بأنه حاضن للإرهاب وهذا يتنافى مع الحقيقة، وخاصة أن من أهدافها إقامة إمارة إسلامية في الجنوب بدلا من الدولة المدنية وسيادة القانون الذي يسعي إليها شعب الجنوب، ومن هنا كتبت منشوري حول دعم الرئيس هادي في حربه ضد الجماعات المسلحة وفرض هدنة معه في الخلافات معه، البعض رحب بهذا الاقتراح، والمناضلون الجدد قاموا بتخويني.
س- دكتور محمد السقاف هل أنت مع عودة العطاس وبعض القيادات الجنوبية لليمن وهل عودتهم حبا في الجنوب أو لخدمة مصالح دول مجلس التعاون الخليجي؟
ج- إذا كانت هذه العودة ستخدم القضية الجنوبية بشكل عملي وقريب لم لا !!! أما اذا كانت العودة لشيء آخر فإنهم سيعودون من حيث ما أتوا لأن الشعب في الجنوب وصل لمرحلة لا يقبل من أحد أن يساومه في مطالبه واستعادة دولته.
س- أخيراً دكتور محمد السقاف أريد رأيك من الناحية القانونية هل للجنوبيين الحق في استعادة دولتهم، وفك الارتباط مع الشمال كون استمرار الوحدة استحالة، أو يكتفي الجنوبيون بالأقاليم ويرضون بالأمر الواقع؟
ج- كل منا يتحمل مسؤوليته أمام الشعب وأمام التاريخ، انظر إلى القيادات التي توسم شعب الجنوب بأنه مع الشعب في مطلبه بفك الارتباط وأنها لن تحيد عن هذا المطلب، ماذا عملت له مدة عشرين عاماً مضت منذ ٢١ مايو ١٩٩٤ الإجابة لا شيء، مقارنة بالنضال العفوي للشعب منذ ذلك التاريخ يجب التأمل بتجربة الرئيس جمال عبد الناصر بعد نكسة ١٩٦٧ وقرارات مؤتمر الخرطوم باللاءات الثلاثة المشهورة الاعتراف بإسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها... إلخ، ذلك ومع هذا غامر بشعبيته ووافق على خطة «روجرز» وزير خارجية أمريكا لإحلال السلام التي أفشلت إسرائيل قبوله حينها لأن موازين القوى والظروف الدولية حتمت عليه ذلك إلا أنه في الوقت نفسه كان له اليد الطولى في انتصار حرب أكتوبر 1973.
والشعب في الجنوب عنيد ومتمرد ووصل لمرحلة تصعب عليه العيش والبقاء والاستمرار في الوحدة، وقدم قوافل من الشهداء وآلاف الجرحى ومئات المعتقلين، وخرج بالعديد من المليونيات الرافضة والمعبرة عن رأيه في مؤتمر الحوار أو تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، وتمسك في مطلبه بـ(...) الدولة، وهو حق مشروع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى