سعر الدبة الديزل يقفز إلى 7000 آلاف ريال

> تقرير/ ناصر المشجري:

> في كل يوم جديد يأتي، تتضاعف أعداد السيارات التي تصطف أمام محطات التموين المنتشرة في مدينة المكلا والمدن الرئيسية،بغية الحصول على جالون من الديزل الذي بات الحصول عليه مهمة شاقة، وليس بالسهل حالياً،فملاك المركبات يقضون ساعات طويلة بل ليال متتالية، دون نوم، وهم متسمرون في طوابير طويلة في صورة تظهر مدى المعاناة والمكابدة وتثير الشفقة.
وأزمة الوقود في محافظة مترامية الأطراف مثل محافظة حضرموت تنتج عنها انعكاسات جمة،ومشكلات متعددة وتؤدي إلى حالة إرباك هائلة في حركة المواصلات اليومية بين المدن والقرى المتناثرة، وتتوقف بسببها أيضا أعمال ومصالح كثير من المواطنين وأرباب الأعمال، وتكبدهم خسائر باهظة في كل مرة وتلقي بظلالها عليهم بصور شتّى كلما حلّت الأزمة ".
* التهريب أساس المشكلة
معظم من تجاذبنا معهم أطراف الحديث من المستهلكين الذين وجدناهم ينتظرون دورهم أمام محطات البيع للتزود بالقود من أصحاب المركبات أجمعوا بأن امتهان التهريب والمتاجرة في الديزل التي يقوم بها أشخاص تسندهم قوى متنفذة على حساب حاجة السوق والناس وهو أصل هذه الأزمات المتوالية،.. الشاب صادق بانوبي يقول: "البلد أصبحت أشبه بالغابة، وكل من يريد شيئاً فعله دون حسيب أو رقيب، ويرى أن هناك جهات تعمل بشكل منظم على صنع مثل هذه الأزمات من خلال تهريب مادة الديزل إلى دول القرن الأفريقي بطرق متعددة، لتربح العملات الصعبة، وهذه المعلومة ليس بجديدة، أقولها لكم فالجهات المختصة تعلم بذلك، وطرحت على طاولة المسؤولين في مرات سابقة، وشكونا ولم نجد دولة بحق تقوم بواجبها، وخاصة فيما يخص قوت المواطنين وحاجياتهم الضرورية، ورغم ضجيج الشارع ومعاناته في كل شيء، والدولة تدير ظهرها وتعطيك إذن من طين وثانية من عجين- والله المستعان على هذا الحال، ويرينا فيهم ما يستحقونه".

* محافظة نفطية!؟
أما المواطن حسن باحكيم فتحدث قائلا: "هناك كميات كبيرة من المشتقات النفطية تضخ إلى السوق من بنزين وغاز وديزل، وكل مرة تظهر لنا أزمة في نوع ما من المشتقات النفطية". ويواصل حديثه متسائلاً: "أين تذهب هذه الكميات الضخمة؟ أكيد هناك أيدي تعبث بمصالح المواطنين، ونحن في محافظة نفطية، ونعيش هذا الحال والواقع وما تلاقي دبة ديزل إلا بشق الأنفس بالله مش حرام!".
*7 آلاف للدبة
صاحب مركبة آخر صاح بصوت جهوري:"سجل عندك بالصحيفة كل محطة تتسلم 9000 ألف لتر على الأقل من الديزل، ويبيع البعض من ضعفاء النفس نصفها والنصف الباقي تلاقيه يباع بالسوق السوداء عيني عينك الدبة 20 لتر وصل سعرها إلى 7000 ألف ريال وبالواسطة كمان، وهذا قبل الجرعة فلكم أن تتصوروا كيف سيكون عليه الحال في الفترة القادمة؟ فطالما هناك من يجني من وراء العملية مكاسب طائلة دون أن يجد سلطة تردعه وتعاقبه فسنخرج من أزمة إلى أخرى".
المواطن صالح بلحامض أدلى بدلوه وقال:"أزمة الديزل التي مرّت عليها أسابيع أجبرت بعض المدارس التي يدرس بها طلاب ينقلون من قرى متباعدة بواسطة النقل إلى تعطيل الدراسة في بعض الأوقات، وهناك مواطنون مصدر رزقهم من خلال العمل بسيارات الأجرة، تعطل عملهم وفقدوا قوت يومهم، ومزارعون كسدت منتجاتهم لعدم توفر الديزل لتوصيل ما معهم من مزروعات إلى أماكن البيع".
* ديزل مغشوش
المواطن نائف بن الشيخ يضيف: "من هم محسوبون من فئة التجار وأصحاب المصانع ويلزم عليهم شراء الديزل من مخازن شركة النفط اليمنية، لم يتقيدوا بذلك ويعملون على شراء الديزل من المحطات المخصصة لتموين المواطنين عبر سماسرة السوق السوداء، وهذا ساهم في إنتاج مشكلة اختفاء الديزل، وعدم توفره للمستهلكين في بعض الأحيان".
حاجة الناس للديزل دفعت البعض من الاستغلاليين إلى القيام بالغش فيه لزيادة الكمية والربح، ومن ثم بيعه في السوق السوداء، وعن هذا الموضوع يقول المواطن محمد باعباد: "أنا مالك باص، وقد وقعت في فخ الغش في الديزل، وكادت سيارتي أن تعطب، حيث لاحظت أن درجة حرارة السيارة تتجاوز الحد الطبيعي، وعزم السيارة ليس كما كان وعندما قمت بإدخالها أقرب ورشة للميكانيكا أخبرني المهندسون بأن السبب يعود لاستخدامي ديزل ممزوج بالجاز وزيت محركات بنسبة مضرة وكثير مثلي وقعوا في الاحتيال".
وعن نوعية الأعطال التي تصيب السيارات عند تعبئة خزان الوقود بديزل مغشوش يفيد المهندس رياض حديجان بقوله: "استخدام ديزل ممزوج بالجازمع زيوت محركات إذا كانت عملية المزج بنسبة كبيرة يلحق أضرار فادحة بمحرك المركبة".

* ضربة قاصمة
مشهد الحياة اليومي هنا في محافظة حضرموت النفطية يدمي القلب و(كلين معه همه على قده) كنتاج طبيعي لترمومترغلاء الأسعار التصاعدي، وتحرير الأسواق الذي بات متوازيا مع التلاعب في الأسعار من جانب، ومن جانب آخر تدني مستوى دخل الفرد والبطالة المرتفعة،وبإعلان الحكومة اليمنية مؤخراً عن الزيادة السعرية التي شملت زيادة أسعار المشتقات النفطية بنسبة 45 % للقطاع التجاري بصورة عامة دون شك، سوف يزيد ذلك من أعداد الواقعين تحت خط الفقر والعوز والحاجة مع قطاع واسع من جماهير الشعب، الذين يطحنهم الجوع، ويمثل ضربة قاصمة لذوي الدخل المحدود الذين مازالوا يصارعون وبقوة من أجل حياة آمنة وكريمة في أدنى مستوياتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى