«الأيام» تزور مدينة الأشباح (عزان) وتستطلع أوضاعها

> استطلاع وتصوير / جمال شنيتر:

> لايختلف اثنان على المكانة والأهمية الاقتصادية الكبيرة التي تحتلها مدينة عزان بمديرية ميفعة محافظة شبوة منذ سنوات طوال، فعزان مركز تجاري واقتصادي هام على مستوى شبوة والوطن عموما، وهي تعد السوق الرئيس لسكان المديريات الجنوبية الأربع ميفعة، ورضوم، والروضة، وحبان، وأحد الأسواق الرئيسية بالجمهورية التي تشهد نموا تجاريا ملحوظا.
غير أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة في شهر مايو الجاري، والمتمثلة في الحرب بين قوات الجيش والجماعات المسلحة، ألقت بظلالها وتداعياتها على وضع عزان حاضرا ومستقبلا.
صحيفة "الأيام" تجولت في شوارع وأزقة عزان هذا الأسبوع ورصدت مشاهد مؤلمة تهدد بانهيار مدينة عزان اقتصاديا.
رغم توقف العمليات القتالية في المدينة منذ نحو أسبوع إلا أن عزان مازالت تشهد تحركات عسكرية وعمليات انتشار للجيش، وما يزال الجيش يطلق النار بكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على أهداف مجهولة ليلا ونهارا، وهو الأمرالذي منع معظم النازحين العودة لمنازلهم، كما إن ذلك عرقل عودة الحياة الطبيعية ، فمن خلال تجوال "الأيام" شاهدنا الشوارع شبه خالية من المارة ومعظم المحلات التجارية ماتزال مغلقة، حيث يرفض أصحاب تلك المحلات استئناف أعمالهم نتيجة استمرار الجيش لإطلاق النيران.
الأيدي العاملة التي تعمل بالأجر اليومي كانت من أكثر الفئات تضررا في هذه الأحداث ، فعزان مدينة جمعت الأيدي العاملة من كافة أنحاء الوطن ووفرت فرصة العمل في مختلف قطاعات الإنتاج المختلفة، غير أن تلك الأيدي كان مصيرها توقف أعمالها وتضررها ماديا.
على الصعيد التعليمي ماتزال جميع مدارس التعليم الأساسي والثانوي الحكومية والأهلية – بنين وبنات – مغلقة منذ شهر،وألغى مكتب التربية والتعليم بمديرية ميفعة امتحانات النقل،ومن المتوقع نقل المراكز الامتحانية للصف التاسع أساسي والصف الثالث ثانوي إلى مناطق آمنة خارج المدينة.
لقاء قبلي
شهدت "الأيام" اللقاء القبلي التشاوري الذي تداعى له عدد من مشائخ وأعيان ووجهاء المديريات الجنوبية الأربع – ميفعة، رضوم، الروضة، حبان -بمحافظة شبوة لمناقشة أوضاع مدينة عزان في ظل ماتعيشه المدينة من أوضاع إنسانية متدهورة ونزوح الأهالي عنها، وطالب المشاركون في اللقاء قيادة الحملة العسكرية وقف القصف العشوائي على منازل المواطنين، وإصلاح ما خربته الحرب، وتطبيع الحياة اليومية في مدن المديرية،وكذا إنهاء مهمة الحملة، وتسليم أمن المدينة وبقية مدن ميفعة كافة إلى الأمن، وضرورة قيام السلطة المحلية بتفعيل واجبها، وإنزال قوة أمنية كافية لتقوم بمهامها بما يحقق أمن واستقرار المديريات الجنوبية.

وناشد اللقاء جميع المواطنين في كافة مناطق المديرية المساهمة في حفظ الأمن والاستقرار،وعدم السماح لأي شخص باستخدام منطقتهم ساحة لإطلاق الأعيرة النارية وإقلاق السكينة العامة، وتصفية الحسابات ومنع أي عناصر مسلحة من دخول مناطقهم أو ممارسة أي نشاطات تخل بأمن واستقرار المنطقة .
ودعا اللقاء كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية إبعاد مدينة عزان عن النشاطات المضرة؛ كونها مركز تجاري واقتصادي حيوي للمديريات الجنوبية الأربع ومصدر رزق لكثير من الأسر،كما تحدث بعضهم في اللقاء عن ضرورة حل المشاكل التي تعاني منها عزان وميفعة بشكل جذري ، من خلال مطالبة السلطة المحلية التواصل مع صناديق التنمية، وشركة الغاز المسال لاعتماد مشاريع تنموية وحيوية وخدمية في مجالات المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، والطرقات، والمعاهد التقنية والمهنية، وتفعيل العمل في المشاريع المتعثرة منذ سنوات،بالإضافة إلى تلبية احتياجات الشباب للالتحاق بالوظيفة العامة في السلك المدني والأمني والعسكري،وأخذ نصيبهم من المنح الدراسية المقدمة من شركة الغازالمسال في بلحاف ووزارة التعليم العالي.
* مدينة محاصرة
"الأيام" التقت عددا من المشاركين في اللقاء، وسجلت انطباعاتهم حول أوضاع مدينة عزان... الشيخ / عادل عوض العاقل من أعيان مدينة عزان تحدث لـ "الأيام" قائلا : " وضع عزان مزري كما تشاهدونه ، فالبنية التحتية منتهية وأصبحت مدينة أشباح ،ونحن نطالب عبر صحيفتكم – "الأيام" – الأخ الرئيس عبدربه منصورهادي، ووزارةالدفاع، وقيادة الحملة العسكرية بإبعاد الجيش عن عزان وبقية مدن مديرية ميفعة، فعزان تحديدا مدينة تجارية واقتصادية وسوق للمديريات الجنوبية الأربع - ميفعة، ورضوم والروضة، وحبان- وقد تضررت مكانتها الاقتصادية بسبب هذه الحرب ".

الأخ عمر مذيب مسلم شخصية اجتماعية قال لـ " الأيام " : " تعيش عزان هذه الأيام أوضاعا سيئة ، فالقصف العشوائي مستمرعلى المستشفيات والمستوصفات والعيادات والمدارس ، والأوضاع الأمنية غير مستقرة ،ومازال أغلب سكان عزان نازحين خارجها في مناطق متعددة ، والوضع الإنساني صعب للغاية حيث أن المنظمات الدولية لم تصل للنازحين بعد،والخدمات ماتزال معدومة في عزان والمحلات التجارية مغلقة والحياة معطلة فيها ".
أما الأخ لطفي صالح بافقيرفقد تحدث قائلا : " لقد طالت هذه الحرب التي لم تضع أوزارها بعد أجزاءً واسعة من مدينة عزان الحبيبة التي تعد العاصمة الاقتصادية للمديريات الجنوبية الأربع ، وألحقت بها أضرار بالغة، خاصة بالمستشفى، والمساجد وشبكة الكهرباء والعديد من منازل المواطنين، كما تسببت هذه المعارك في تشريد وتهجير معظم أبناء المدينة إلى المناطق المجاورة، وإلى خارج المحافظة أيضا،وشاهدنا عددا من الأسر يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وبدون أي مساعدات تذكر من الدولة أو الجهات الأخرى، كذلك عاشت عزان أكثر من أسبوعين في الظلام الدامس نتيجة قصف محطة الكهرباء التحويلية، وهو ما سبب معاناة كبيرة لبقية السكان المحاصرين في المدينة ، بينما هجر النساء والأطفال مدينتهم مرغمين مكرهين ولسان حالهم يقول: لا ناقة لنا ولا جمل في هذه الحرب التي جعلتنا نهجر الديار،وأبناء عزان خاصة ومديرية ميفعة عامة يشتهرون بالسلم والتعايش الاجتماعي الأخوي ، فلماذا تعكير الصفو الأهلي وإقلاق السكينة العامة؟، فلكل هذا نطالب بإرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام في هذه المدينة الحيوية التي يستفيد منها كافة أبناء المديرية والمديريات المجاورة لها ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى