جمعية المعاقين بعدن مغلقة منذ أربعة أعوام والمعاق هو الضحية

> تقرير/ عبدالله مجيد:

> لم تكن- يوماً – الإعاقة الجسدية لدى المرء في المجتمعات الخارجية مشكلة، حيث تولى هذه الشريحة اهتماماً خاصاً من قبل مجتمعاتها فتجاوزت بذلك الإعاقة، وصارت عناصر فاعلةً لها إنتاجها الفكري ،والاقتصادي ودورها الاجتماعي في مختلف المجالات ،غير أن المعاق في مجتمعنا له الله ،في بلد هو من يعاني من إعاقة في الضمير ،والإحساس ،فكان ما كان من إهمال لهذه الشريحة التي باتت ترى أن الحصول على حقوقها البسيطة من الأحلام والأمنيات.
تأسست جمعية المعاقين حركياً بمنصورة عدن عام 1993م ،وذلك بعد طلب تقدم به عدد من المعاقين لتكون الجهة التي تتبنى معاناتهم ،وإيصالها إلى الجهات ذات العلاقة لحلها ،وقد حققت في الماضي نجاحاً كبيراً تمثل بعدة أنشطة منها مدرسة الشرق للأطفال المعاقين ،وورشة الخياطة ،والتطريز للإعمال اليدوية، وكذا مركز الجزيرة للكمبيوتر واللغات استفاد منها الكثير من المعاقين ،وقد استطاعت الجمعية إبراز الكثيرمن الفروع على مستوى البلد ،كما كان لها دور كبير في إيصال معاناتهم من خلال المشاركة في عدد من المؤتمرات المنعقدة في الداخل ،والخارج.
* طول الانتظار
أربعة أعوام مرت منذ توقف الدعم عن هذه الجمعية التي ترعى نحو1500 من المعاقين حركياً من مختلف الأعمار، لتزيد معاناة للمعاقين على معاناتهم
ويؤكد رئيس الجمعية ـ نصر ناصر السقاف أن الجمعية توقفت بل أوقفت عن تقديم خدماتها التي انطلقت من أجلها في رعاية وتأهيل المعاقين ،من قبل الجهات المعنية برعاية هذه الشريحة ممثلة بصندوق رعاية المعاقين في صنعاء ،ووزارة الشؤون الإجتماعية والعمل ،واللذان لايعطيا أي اهتمام لهذه الجمعية التي تعد أول جمعية أنشئت في البلد لرعاية المعاقين ،وتبني قضاياهم ،والتي توقف نشاطها بالكامل منذعام 2010م بعد توقف المخصص الخاص بها والمقدر 260 ألف ريال سنوياً، في الوقت الذي يولي فيه هذا الصندوق اهتماماً كبيراً لبقية الجمعيات في عموم المحافظات ،بتوفير كل متطلبات تلك الجمعيات من وسائل نقل وأجهزة ومعدات وغيرها .
ويوضح السقاف أن ازدواجية المعايير في تعامل الجهات المعنية أدى إلى توقف نشاط الجمعية وحرمان نحو ال1500معاق من الرعاية والتأهيل ،بالإضافة إلى تعطل وسائل المواصلات وخروجها عن نطاق الخدمة ،فضلاًعن معاناتهم الصحية بسبب عدم تعاقد الجهات المعنية مع مستشفيات حكومية ،وخاصة على مستوى المحافظة في هذا المجال، وناشد السقافُ صندوق رعاية المعاقين إلى إعتماد ميزانية كافية للجمعية حتى تستطيع معاودة دورها في رعاية وتأهيل هذه الشريحة التي تتطلب اهتماماً خاص من الجميع.
* التهميش
المعاق ياسر عبدالله أحمد حارس الجمعية معاق حركياً ،لم يحصل على كرسي متحرك إلى الآن منذ أربع سنوات من المعاملة ،واكتمال كافة الإجراءات الخاصة به حسب قول ياسر الذي أضاف:
لقد ضقنا ذرعاً مما نعانيه في هذا الوضع الذي زاد من معاناتنا ،حيث بات المعاق في هذه الجمعية لا يتحصل على أبسط حقوقه ،موضحاً بأن معاملته تجاوزت الأربع سنين للحصول على كرسي متحرك يساعده على التنقل إلا أنه لم يتحصل عليه رغم اكتمال كافة الإجراءات ،كما شكا من توقف مرتبه منذ أربعة أشهر والذي لا يتجاوز الــ15 ألف ريال.

*الجمعية في عدن والمعاملة في صنعاء
المعاق أحمد سعيد أحد أعضاء الجمعية قال:إن أكثر ما يعانيه المعاق في هذه الجمعية يتمثل في الحصول على حقوقه ،إذ عليه أن يحضر نفسه للسفر إلى صنعاء ،والمعاملة في حال أراد الحصول على كرسي متحرك ،بدلا من أن يحصل عليه من جمعيته بعدن .
* من يطرق الأبواب ؟
ليس ثمة أسباب واضحة لإغلاق جمعية المعاقين في عدن سوى ما عرفناه من القائمين عليها ويبقى الدور على الجهات المعنية التي هي بحاجة إلى من يطرق أبوابها لمعرفة الأسباب الجوهرية التي تقف خلف إغلاق جمعية ترعى شئون المعاق الذي يعاني الإعاقة ،وفوقها الإهمال ،والتهميش، ومصادرة الحقوق .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى