محطتا خور مكسر والتواهي تفتقران للصيانة الدورية وأوضاع لا تبشر بالخير

> استطلاع /عبدالعالم العتابي.

> توجد في عدن عدد من المحطات المركزية لتوليد الطاقة الكهربائية، تتركز في مناطق حيوية منها، "المنطقة الأولى" بمديرية خور مكسر، و"المنطقة الثانية" بمديرية المنصورة، و"المنطقة الثالثة-الحسوة-" بمديرية البريقة، ناهيك عن وجود بعض المحطات التجارية التي يتم شراء ،أو استئجار الطاقة منها.
معظم هذه المحطات أصبحت شبه مشلولة، ولم يعد فيها سوى قلة من المولدات التي بالكاد تفي بالغرض، وأخرى أصبحت متهالكة للغاية، بعد أن تم إهمال دور الصيانة الدورية لها، والتملص عن توفير قطع الغيار الأساسية لإصلاح أعطال المولدات، واستبدال المنتهي منها.

أثناء زيارة استطلاعية قمنا بها لعدد من هذه المحطات بغية الاطلاع عن كثب على واقعها ،والظروف التي تمر بها، ومعرفة مدى قدرتها الإنتاجية الحالية في توليد الطاقة الكهربائية لمدينة عـدن التي يسودها الآن مناخ ساخن متزامن مع زيادة ،وشدة الانقطاعات المتكررة للكهرباء.
* لمحة سريعة لمحطتي خور مكسر والتواهي.
يرجع تاريخ محطة "خور مكسر" إلى عام 1974م، وهي تتكون من خمسة مولدات "فرنسية" النوع، (S.E.M.T PIELSTICK (400-V,5-12 PC2 ، وبقدرة تشغيلية 25 ميجاوات، نصيب كل مولد فيها 5 ميجاوات، علماً أن أربعة من المولدات المتواجدة فيها اليوم متوقفة عن العمل، فيما مولد واحد لا يزال يعمل بقدرة تشغيلية متهالكة 3.5 ميجاوات.
وهناك محطة ألمانية تتألف من أربعة مولدات، كل مولد منها يعمل بطاقة 2 ميجاوات، وهي مولدات من نوع BV6M 540 BEUTZ ألمانية الصنع، هذه المحطة الآن متوقفة بالكامل وخارجة عن الخدمة.
وقد تم تزويد المحطة عام 2002م بمولدين (فلندي الصنع) يعملان بطاقة 10ميجاوات، أحد هذين المولدين لا يزال في الخدمة، والأخر تحت الصيانة.
وفي محطة التواهي التابعة لمحطة خور مكسر، والتي أنشئت فيها 3 مولدات وبطاقة توليد 2 ميجاوات، منها مولد نوع (9VD29 \ 24AL) ألماني الصنع SKL, حيث جرى تشغيل المحطة رسمياً في عام 2004م.
وبحسب الإفادات التي تحصلنا عليها خلال زيارتنا لهذه المحطة، أنها أصبحت متوقفة بشكل نهائي، بعد توقف أثنين من مولداتها قبل 7 سنوات، فيما قدرة المولد الثالث تعجز عن التشغيل نظراً للحمولة التي تفوق قدرته الاستيعابية.
* ثمانية مولدات خارج نطاق الجاهزية.
يتحدث مدير محطة خور مكسر والتواهي- محمد أحمد سالم الوحيشي- عن مشكلات المحطة المتعلقة بطاقتها الإنتاجية، والتي تقدر بــ 8.5 ميجاوات، و5 ميجاوات مولد (ورتسلا) قيد الصيانة حيث من المزمع أن يتم تشغيله في الأيام القادمة.
ويوضح الوحيشي، أن لدى المحطة حالياً 4 مولدات (ألمانية الصنع) طاقة كل واحد منها 2 ميجاوات، وهذه المولات مازالت خارجة عن الجاهزية، بسبب حالة الإهمال ،وعدم توفر قطع الغيار، بالإضافة إلى أربعة مولدات أخرى (فرنسية الصنع) هي الأخرى خارجة عن الخدمة، أي ما يعني أن عدد المولدات المنتهية 8 مولدات بقدرة 28 ميجاوات.
أما في محطة التواهي والتي بها يوجد مولد ما يزال يعمل، ومولدين آخرين بحاجة إلى قطع غيار، وهما الآن خارجا عن الخدمة، بعد أن كانا يعملا بسعة 6 ميجاوات، لكل مولد 2 ميجا.

يشير مدير المحطة إلى المولدات (وارتسلا) التي تعمل منذ عام 2011م، وبقدرة 10 ميجاوات، بحاجة إلى إعادة تأهيلها، قبل أن تنتهي ،وتخرج عن الخدمة بشكل نهائي، مؤكداً في حديثه: "إن إدارة المحطة طالبت العام المنصرم، بضرورة توفير قطع الغيار لمولداتها، وأنها قد قامت بالفعل بإنزال المناقصة وهي في انتظار وصول قطع الغيار إلى المحطة والبدء بإعادة تأهيل المولدات في مديرية التواهي".
ويضيف الوحيشي: "قامت المحطة بإعادة تأهيل مولد (إظلام بلاك ستارت) والذي ظل مهملاً لأكثر من 10 أعوام، وقد تم تشغيله واختباره بواسطة كوادر العاملة بالمحطة، وحالياً أصبح جاهزاً للخدمة في حالة الإظلام الكامل للمحطة حيث أنه يعمل أوتوماتيكيا، ويقوم بمساعدة المولدات الرئيسية وإعادة تشغيلها، بعد أن كانت المحطة في السابق تنتظر مدة طويلة حتى يأتي التيار إليها من مديرية المنصورة".
وحول خطة المحطة القادمة والتي من شأنها مضاعفة قدرتها في إنتاج الطاقة، قال الوحيشي: "سيتم تزويد محطة خور مكسر بالطاقة المشتراة والبالغ طاقتها بــ 40 ميجاوات، وقد وصلت فعلاً هذه المولدات ويجري العمل حالياً لتشغيلها خلال الأسبوعين القادمين"، لافتاً في ختام كلامه: إلى أن عائدات الكهرباء لم تعد تكفي في توفير قيمة الوقود والزيت، بما في ذلك رواتب الموظفين، ولا تزال المحطة تعمل بدعم من قبل الحكومة.
* الوقود المستهلك والمخزون المتبقي
في تقرير يتعلق بمحطة خورمكسر، صدر عام 2013م، بشأن الوقود الواصل والمستهلك في المحطة، أظهرت مؤشرات الوقود التي تناولها التقرير، أن معدل الوقود الواصل إلى المحطة قدر بــ 14371110.000 لتراً، منذ فترة يناير وحتى ديسمبر من العام 2013م، بينما الوقود المخزون المتبقي في المحطة منذ نهاية 2012م، يقدر بنحو 14979971 لتر.
وبلغت مؤشرات الطاقة المستهلكة في محطة خور مكسر خلال عام 2013م، وتحديداً من يناير وحتى ديسمبر بــ 1721.904ميجاوات.
يؤكد المهندس رأفت الكاف، وهو أحد المهندسين العاملين في محطة خور مكسر، أن عملية الصيانة التي تجري في المحطة لا تتناسب مع محطة (وارتسلا)، والتي يفترض أن تكون عملية الصيانة كل 24 ألف ساعة، وليس كل 32 ألف ساعة كالذي يحصل الآن، وذلك بحسب تعبيره.

ويضيف الكاف أن الموالد (وارتسلا) خضع للصيانة في أخر مرة بعد 32 ألف ساعة، وبعدها تم تشغيله 72 ألف ساعة، أي ضعف المقرر له والذي هو 24 ألف ساعة، وهو الآن تحت الصيانة بعد ساعة تشغيلية مقدرة بــ 72 ألف ساعة.
منوهاً إلى أن المحطة مزودة حالياً بــ 5 ميجاوات تعمل، والبقية خارجة عن الخدمة، و3.5 ميجاوات، وهناك مولد واحد فقط في المحطة الفرنسية يعمل من أصل أربعة مولدات متوقفة بشكل نهائي، إضافة إلى أن نظام الحماية فيها لا تعمل.
* تأثيرات مأرب الغازية على محطة خورمكسر
يكشف المهندس رأفت جانب من التأثيرات الناجمة عن كل عملية اعتداء تتعرض له كابلات الكهرباء في مأرب، موضحاً: "أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع الجهد الذي قد يصل إلى 11,9 كيلوفولت، بالاضافة إلى ارتفاع التردد الذي يصل إلى 50\90هيرتز ويضيف قائلا "عند ارتفاع الجهد والتردد يؤدي إلى إنطفاء في عدن وباقي المحافظات، وتتوقف مكائن المحطة (تريب إيقاف وننتظر حتى يأتي S PLAY من أقرب محطة وهوى تيار يأتي ليزودنا بالتيار حتى نستطيع من خلاله تشغيل المحطة والتأكد من سلامة المولدات".
*محطة كهرباء التواهي
لم يمر سوى عشر سنوات منذ إنشاء محطة التواهي حتى توقفت عن الخدمة، وهي محطة حديثة تم إنشاؤها عام 2003م وتم افتتاحها في 2004م، بقدرة 6ميجاوات، وبتكلفة 789.756.318، وبتمويل وإشراف حكومي. وتتكون من ثلاثة مولدات (SKL)
يقول محمد نجيب عبده -مشرف المحطة:-عملنا في المحطة (طفي لصي) عبر لوحة التحكم للكهرباء التي تأتي من خارج المحطة، ولا يوجد لدينا مولدات شغالة في المحطة
وأضاف نجيب: -هناك إهمال كبير للمحطة من قبل مسئولي المؤسسة العامة للكهرباء، والمكائن العاطلة بحاجة لإنقاذ وإصلاح حتى يستفاد منها وتدخل ضمن الخدمة، سيما وأن المواطنين بحاجة إلى التيار في هذه الأيام الحارةـ
ويشير إلى أن الكهرباء تنطفئ في المحطة لساعتين ، مثلها مثل أي مواطن وبإمكان ملاحظة ذلك أثناء تواجده في المحطة، لافتا.. إلى أنه إذا كانت المولدات داخلة في الخدمة لم يكن التيار لينقطع عن المحطة .
*المحطة مأوى للحمام والفئران:
تعاني المحطة من تدهور حيث تجد أسراب الحمام تضع أعشاشها في المحطة متخذة من الجيوب والأمان موطن للعيش، ويتبين جلياً مدى المخلفات التي تخلفها الطيور، والتي اصبحت تغطي المكائن المغطاة بمشمعات، بدلامن أن تكون اهتمام بصيانة المولدات.

كما أن غرف التحكم في المحطة تحولت إلى جحور تسكنها الفئران والقوارض وبشكل مخيف، والفئران فضلت الانتحار عبر الدخول بين أسلاك المحولات . ربما احتجاجا على إهمال الدولة لتلك المحطة المنتجة للطاقة الكهربائية، بحسب ما يصفه عاملي المحطة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى