> شكا تربويون في مكتب إدارة التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان مما أسموه (صفقة نقل رواتبهم من البريد إلى أحد البنوك التجارية) بتنسيق بين قيادات تربوية، وقيادات المجلس المحلي بالمديرية، لأهداف غير واضحة حسب التربويين الذين أبدوا استيائهم من تلك العملية التي قالوا عنها إنها تسببت لهم بالعناء والمشقة خلافا لما عليه حال زملائهم في بقية المديريات، لافتين إلى أنه فرض عليهم أمر واقع لاستلام بطائق ورقم حساب العميل تحت الضغط قدمها مندوبو البنك، واصفين عملية استلامهم للمرتبات برحلة مكوك تمر بجملة من التوقيعات غالبا ما تنتهي بنفاذ النقود من المخزون قبل أن يتحصلوا على مبالغهم.
قالت فاطمة عيدروس ـ معلمة في مدرسة 30 نوفمبر : "تفاجئنا عند ذهابنا للبريد لاستلام رواتبنا أسوة بزملائنا التربويين في المديريات الأخرى بأن رواتب التربويين في الشيخ عتمان نقلت إلى (كاك بنك)، و لقد رفضت وزملاء لي التعامل مع أي وثيقه قدمت عبر مندوبي البنك باستلام راتبي عبره" وتساءلت عيدروس : :لماذا يتم محاصرتنا بهذه الطريقة المهينة واستغلال حاجة وضعف الناس لرواتبها؟ حد تعبيرها.
* صفقات
إبراهيم محمد ـ معلم ـ من جهته أشار إلى أن تلك العملية هي صفقات بين قيادات المديرية حسب تعبيره وأضاف إبراهيم : "هذه صفقات يستفيد منها وبصورة مباشرة قيادات تربوية، وقيادات في المجلس المحلي في المديرية، بينما نحن من يدفع الثمن، فعند استلام راتبي من الحاسب الآلي يبلع بطائق العملاء، والكسور من المبلغ يتم استلامها عبر طلب يقدم برحلة مكوكية من التوقيعات وأحيانا يصرف لك فقط جزء من المبلغ لأن مخزون النقود انتهى والأهم أنا لن أكون عرضه للخطرواستلم راتبي في الشارع، والصراف الآلي لم يخصص لاستلام رواتب الموظفيين... هذا صمم للاحتياج الطارىء للعملاء في أوقات متأخرة أو في حالة العطل".
* عناء
منى أكتب ـ معلمة ـ خدمة 34 عاما ـ بدت أكثر غضبا من قريناتها مستنكرة نقل مرتباتهم من البريد وقالت : " جميع التربويين بعدن استلموا رواتبهم بهدوء من البريد،و كل بريد فيه من 5 الى 6 صرافين ومنتشرين بكل مكان وعلى مسافات متقاربة، وكثير من التربويين كبار السن وأمراض ومن خلال تعاملهم بالبريد نسجوا علاقات طيبة وإنسانية مع البريد وكنا نستلم رواتبنا بدون معاناة" مشيرة إلى أنها تعاني من آلام في المفاصل ولا تستطيع الوقوف، وقد كان راتبها يأتيها إلى منزلها مبدية استغرابها من قيادة المديرية التي قالت وبدلا من قيامها تسهيل شؤون موظفيها تعمل على تعذبيهم حسب قولها .
* استنكار
إحدى موظفات القسم المالي في مكتب تربية الشيخ عثمان أفادت بأن المختص في الأجور والمرتبات قد حرر شيكا بصرف الأجور باسم البريد وعند ذهابه لاستكمال الإجراءات وتوقيع المأمور عليه رفض مأمورالمديرية التوقيع عليه إلا بعد أن يغير اسم الشيك بدلا من البريد الى كاك بنك .
من جهته أبدى وضاح ( حارس مدرسة ) انزعاجه من عملية نقل المرتبات من البريد إلى البنك وأضاف متسائلا : "كيف أعمل ؟ من بايخرج راتبي لي من هذاك الحديد.. بطاقة ورقم سري ودوخة... قده الراتب منه عانتين وعادهم يشتوا يستفيدوا منه وأنا اتبهذل "
وأشار التربويون إلى أنهم وقعوا على أوراق الموافقة تحت ضغط الإدارات حسب تعبيرهم، وأضاف التربويون : "نحن وقعنا لأصحاب البنك على أوراقهم وأعطيناهم صور لأن مدراءنا مارسوا علينا ضغوطات وأن هناك قرارات كبيرة بتحويل الراتب وقالوا لنا أنتم أحرار تستلموا من البنك وإلا سيبوا راتبكم في البنك" وقال أحدهم : " لو راتبي بصعدة سأضطر للذهاب له " .
* المسؤولية
لفت تربويو مديرية الشيخ عثمان إلى أنهم قابلوا مدير البنك وأبلغوه بشكواهم ورفضهم التعامل مع البنك حسب التربويين الذين قالوا : "قال لنا مدير البنك إن الذي أحضركم إلي هنا قيادتكم التربوية... طبعا قيادة مكتب المحافظة " مشيرين إلى أن مدير التربية في المديرية كان أكثر إنسانية ونزل معهم وأجبرمدير البنك على تسليم رواتب المعلمين بالبطاقه الشخصية بعد أن قام بالتوقيع عليها وبضمانته ووعدهم بأنه سيعمل على إعطاء مساحه للحرية الكاملة في الموقع الذي يريدن استلام رواتبهم وبعيد عن أي ضغوطات وتهديد.