ثاني صرح علمي وثقافي في الجزيرة والخليج بعد الكويت..معهد جميل غانم للفنون يحتضر..

> استطلاع/ عبدالله مجيد:

> أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً ،عبارة لم يقلها صاحبها جزافاً، إلا لعلمه وإدراكه بقيمة هذا الفن في التأثير الذي يحدثه في المجتمعات من تغييرفي السلوك بالاضافة الى الترفيه ومن قبله التوعية والتثقيف، وهو مايؤكده علماء التربية والنفس والسلوك، الأمر الذي جهله اوتجاهله مسؤلوا الثقافة والفن في البلد،فكان ما كان من اهمال لاول صرح علمي وثقافي في البلاد والثاني على مستوى الجزيرة العربية، انه معهد جميل غانم للفنون.
يعد معهد جميل غانم للفنون بعدن، أول صرح علمي وثقافي في البلاد وثانياً على مستوى الجزيرة العربية والخليج بعد دولة الكويت الشقيقة ،ويعود تأسيسه إلى العام 1973م بنظام الدراسة الحرة ،وفي عام 1979م بدأت الدراسة المنتظمة فيه في أقسامة الثلاثة: الموسيقى، والمسرح،والفنون التشكيلية، فكان بذلك مصنع للنجوم، إذ رفد للساحة الفنية والثقافية والأدبية في الماضي بالعديد من المدعين ونجوم المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، أمثال: الأستاذ أنور مبارك، والفنان الكبير قاسم عمر، وذكرى احمد، ونبيل حزام، وغيرهم الكثير من الفنانين والمبدعين ممن اثروا الساحة بأعمالهم الفنية والثقافية والأدبية ،غيرأن الأوضاع حالياً تغيرت في المعهد فلم يُعد للفن والفنانين أي اهتمام من قبل الجهات المعنية ،بعد أن كُذبت عبارة أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً.

إهمال ومعاناة
يعاني معهد جميل غانم للفنون من تجاهل وإهمال رسمي انعكس ذلك في مشكلات عدة حالت دون تطوره ومواصلته لمشواره الإبداعي الذي بدأه منذ أربعة عقود.
عميد المعهد الأستاذ سهل بن اسحاق حمل ما وصل اليه المعهد من تدهوروتراجع تعليمي وثقافي إلى الجهات الرسمية ممثلة بوزارتي الثقافة والمالية، واللتان حالتا دون تطور المعهد، بعد أن جُرد المعهد من الاستقلالية المالية،سوى من ميزانية تشغيلية تقدر بـ 340 الفاً منها 230 الف تدفع اجور رواتب تعاقدية لعدد من المدرسين واداريين وحراسة وموظفي التنظيف بالاضافة الى شراء مستلزمات المعهد ،والتي نتج عنها مشكلات عدة كنقص الكادر التدريسي في قسم الموسيقى بعد مغادرة كافة الكادرالتعليمي من المحلي والاجانب المعهد منذ سنوات نتيجة لعدم حصولهم على حقوقهم المالية ،ولم تعمل وزارة الثقافة حتى اليوم على توفير البديل بتعاقد مع عدد من المدرسين المختصين أكانوا محليين أم أجانب.
ويضيف بن اسحاق إن تجريد المعهد من الموازنة المالية المستقلة ادت الى اغلاق السكن الداخلي للطلاب ،وهو الامر الذي ادى الى عزوف الطلاب وعدم الالتحاق بالمعهد ،بعد أن كانوا يتوافدون اليه من عموم محافظات البلاد،وتحول بذلك الى اشبه ما يكون بالمعهد المحلي لايلتحق به الاابناء المديريات القربية منه الذين لايتجاوز عددهم الثلاثين طالباً بعد أن كانوا يتجاوزون الـ 450 طالباً في تسعينات القرن الماضي.

وعود ضلت طريقها..
يقول مدير المعهد بن اسحاق بانه كان قد تلقى عدد من الوعود لدعم المعهد من جهات عدة داخلية وخارجيه منها اتفاقية الوأمة التي وقعت بين مدينتي عدن سان بطرس برج الروسية ممثلة بسعادة السفير شاميل اويف والتي ستنفذ في النصف الثاني من هذا العام، كما تلقى المعهد وعود من قيادة المحافظة وذلك بتوجية بصرف مليوني ريال كعملية اسعافية للمعهد، الا ان هذه اتوجيهات لم تصرف لنا ولانعرف سبب ذلك،بالإضافة إلى مقترح اخرتقدمت به قيادة المحافظة إلى وزير الثقافة وذلك بتوفير موازنة تشغيلية للمعهد مما تدفعه شركة مصافي عدن لصندوق التراث الثقافي في صنعاء، والذي تبلغ ميزانيته السنوية مئات الملايين،وذلك باعتماد ما تدفعه شركة المصافي للمعهد كموازنة تشغيلية ،وقد وافق الوزير عليه، والكنه هو الأخر لم ينفذ.
متعاقدون بلا رواتب
شكا عدد من متعاقدي المعهد من عدم استلامهم لمرتباتهم منذ أربعة أشهر والتي لاتتجاوز الـ 10 و 15 ألف ريال كما هو موضح في شكوى عرضها حارس المعهد جمال حسين صديق وذيلت بأسمائهم ،ملوحين بلجؤ إلى الإضراب الأول من شهر يونيو إلى وفي حال لم يستجب لمطالبهم سيصعدون الإضراب حتى إغلاق بوابة المعهد ومنع الدراسة فيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى