الغش .. ظاهرة تحكم سيطرتها على التعليم في عدن

> استطلاع / فواز المريسي

> عدن، رمز للثقافة والعلم ولأدب والفكر المنير ، لم تعد كذالك، حيث صارت حاليا، مثل، يضرب به في الجهل والأمية والتخلف ، إذا ما دارحديثُ بين شخصين في مضمار العلم والمعرفة، ما السبب؟ إنه الغش الذي اضحي ظاهرة منتشرة في هذه المدينة ، يهدد مستقبل الأجيال التي يعول عليها ببناء المجتمع مستقبلا وتنميته.
الامتحانات على الأبواب
أيام قلائل وتحل الامتحانات النهائية لنيل الشهادتين الأساسية والثانوية ، ترافقها تحضيرات متسارعة من قبل الطلاب لتجهيز (براشم الغش) دون أي خوف ، أو عناء واجتهاد مادام الراعي الرسمي لهذه الامتحانات هي الجهات المختصة في هذا المجال.
يتحدث لــ«الأيام» مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن، سالم المغلس، عن استعداد وتحضيرات إدارات التربية في مديريات عدن لبدء عملية الامتحان،والذي أكد أن إدارة التربية مستعدة لهذه الامتحانات، حيث اتخذت الإجراءات اللازمة بوضع خطة لمنع ظاهرة الغش في عدن لهذا العام ، باعتبار أن هذا العام يشهد استقرارا غير الأعوام السابقة التي مرت بها المدينة.
وأضاف:- أنه تم تحديد اختيار المراقبين والمشرفين وتكليفهم بالمديريات لرفع الملاحظات، وتم تحديد مراكز الامتحان بشكل أساسي بجميع المديريات في المحافظة، وكان عدد المراكز للشهادة الثانوية للقسم العلمي والادبي 63 مركزاً بجميع مديريات المحافظة ، أما الشهادة الأساسية فعدد مراكز الامتحان بلغت 58 مركز في جميع مديريات المحافظة .
وأشار المغلس إلى أن هناك لقاءات تعقد وبشكل مستمر في إطار دوائر التربية بالمحافظة، لمتابعة أية مستجدات لتجنب كافة السلبيات ومنع ظاهرة الغش بجميع مراكز الامتحان، وقال مؤكداً: "ان هذا العام سيختلف عن الأعوام السابقة بكوننا نملك الخطة لمنع ظاهرة الغش بعدن .
وأوضح في سياق حديثه لـ"الأيام".. أن هناك تنسيق يجري بين إدارة التربية مع مدير أمن المحافظة لترتيب الإجراءات اللازمة لمنع ظاهرة الغش
مضيفاً حسب قوله: "لكنه مع الأسف لم يحظر حسب الإتفاق، وتم تحديد اجتماع قادم في يوم اخرمن أجل وضع الخطة وتجهيز اللجان الأمنية لحماية مراكز الامتحانات بالمحافظة ، وكذا التنسيق مع مجالس أولياء الأمور في كل المدارس لمساهمتهم في حل إشكاليات المراكز الامتحانية ،وفي أي مدرسة لا تضع ضوابط في منع الغش، اويتم فيها الإعتداء على أي مراقب". حد تعبيره
-الغش هم يؤرقنا
يقول الأستاذ زكي عبدالله مدير التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان إننا أثناء الاجتماع مع مديري المدارس بالشيخ عثمان عملنا على إختيار المعلمين من ذوي الكفاءة لأجل رفع أسماءهم كمراقبين ومشرفين على امتحان الشهادتين، وأكد أن امتحانات هذه السنة ستكون مختلفة تماما عن الأعوام السابقة ،موضحا بإن أكبر هم يشغله منذ توليه إدارة التربية ،وهي ظاهرة الغش المتفشية في مدارس وثانويات المديرية، وكيفية القضاء عليها.
وأضاف أنه أثناء الاجتماع مع مديري المدارس في المديرية تم الإتفاق برفع أي اسم من المدرسين الذين سيقومون بحل أسئلة الامتحانات ،وأنه تم الإتفاق لاتخاذ الإجراءات القانونية التي تنص عليها اللائحة باتخاذ العقوبات القانونية لمن يقوم من المعلمين والمراقبين والمشرفين بتسهيل عملية الغش ، والذي سيجازئ بعقوبة الفصل بموجب اللائحة الإدارية، حد قوله.
-الغش في عدن متعمد
المدير السابق لمكتب إدارة التربية والتعليم في الشيخ عثمان، كريمة مرشد حسن، تؤكد من جانبها.. أن ظاهرة الغش في عدن متعمدة ، بغرض طمس هوية جيل باكمله .
وتوضح قائلة: " الوضع التعليمي الحالي لأبنائي الطلاب والطالبات في مدينة عدن ،وضع سيء للغاية نتيجة سريان ظاهرة الغش التي أصبحت إحدى سمات العملية التعليمية في عدن، وواحدة من المظاهر الداخيلة على ثقافة أهلها وسكانها، وهذا ما أشاع حالة من الجهل والامية لدى طلابنا وابناءنا".
ودافعت كريمة عن مكتب التربية والتعليم، حيث قالت: "إن مسؤولية تفشي الظاهرة لا يتحملها مكتب التربية والتعليم، وإنما هناك أطراف وجهات أخرى شريكة في نشر هذه الظاهرة، وهي أطراف تتمثل بالأسرة والمجتمع المحلي".
وقالت: "إن هذه الأطراف الثلاثة هي المسؤلة عن تدهور مستوى التعليم، ما ساعد على انتشار ظاهرة الغش في مدينة عدن التي كانت تعد منارة للعلم والتعليم.
مناهج مكثفة ومليئة بالأخطاء
وفي السياق قال الأستاذ أحمد الجنيد مدير ثانوية النهضة في مديرية الشيخ عثمان، إن المقرارات المكثفة والملئية بالأخطاء أحد أسباب انتشار الظاهر، إضافة إلى إهمال الأسر في متابعة أبناءهم أثناء مراحل الدراسة، حد تعبيره .
واقترح الجنيد أن تكون آليات الامتحان قائمة على الطريقة التراكمية، المعمول بها في معظم الدول العربية، حيث
أن طلاب الشهادتين حاليا يعتمدون على أيام الامتحان الذي مدته أسبوعين
مراقبون غير أكفاء
وقال المعلم علي الكمراني ، إن المشكلة الأساسية التي تصاحب فترة الامتحانات، تكمن بتوظيف مراقبين غير أكفاء ويجهلون التعامل مع القواعد العلمية في مراقبة سير الامتحانات ، حسب قوله.
وحمل الكمراني انتشارظاهرة الغش كل من الأسرة والمسؤولين عن التربية والجهات الأمنية.
ويحكي أحد أولياء أمور الطلبة، سعيد محمد، أن ولده الطالب في المستوى الثانوي من الطلاب المجتهدين في دراسته، قد بدأ يصاب بحالة من الإحباط واليأس، بسبب استغلال جهوده وتفوقه في دراسته من قبل معلميه الذين يستدعونه الى إدارة الثانوية ويطلبون منه حل أسئلة مواد الامتحان لتوزيعها على بقية الطلاب من المتقاعسين في دراستهم.
وأضاف أيضاً: "للأسف بعض الطلاب غير منتظمين في الدراسة، ويتغيبون لأسابيع طويلة، ولا نراهم يحضرون إلا مع نهاية كل عام أثناء فترة الامتحان، ويحصلون على نسب ودرجات عالية تفوق درجات الطلاب المجتهدين والمنتظمين ،
ويضيف متسائلاً: عندما نستفسرهم عن سبب تفوقهم، فإنهم يضحكون ويردون/ حصدنا درجاتنا العالية بـ(كيس ارز). !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى