> استطلاع /عبدالعالم العتابي.

في زيارتنا المتكررة لعدد من المحطات المولدة للطاقة الكهربائية في إطار محافظة عدن، والتي باتت تفقد صلاحيتها بسبب أوضاع الإهمال التي تعتريها، وغياب الصيانة الدورية المستمرة، وعدم توفير قطع الغيار الأصلية.
حيث أصبحت مشكلة الكهرباء في عدن تمثل فرصة سانحة لاستنزاف المال العام بذريعة الإصلاحات وإعادة التأهيل والتي عادة ما تكون صيانتها بحلول مؤقتة.
وفي محطة المنصورة التي صرفت عليها أموال طائلة، كانت كفيلة بإنشاء محطة جديدة، وبمواصفات تقنية عالية، بدلا من التكاليف الباهظة التي مازالت تصرف لإصلاح المحطة اليابانية، حيث يتم صيانتها بقطع غيار صينية الصنع، وهذا ما يفقدها الطاقة الكاملة في توليد الكهرباء.
تأسست محطة المنصورة الكهربائية والمكونة من محطتين إحداهما يابانية في عام 1982 م، وتتكون من 8 مولدات، قدرة كل مولد 8ميجاوات، انتهى عمرها الافتراضي ومازالت تعمل بقدرة 10 ميجاوات باثنين مولدات، قدرة كل مولد 5 ميجاوات.
ويؤكد مدير محطة المنصورة المهندس -أحمد حامد الحبشي- في رده على سؤال “الأيام” حول الوضع الحالي لمحطة المنصورة، حيث قال: “المحطة رقم) 2( وارتسيلا ، والمكونة من 7 مولدات، بقدرة كل مولد 10 ، بدأت عملها في عام 2006 م إلّا أن الإهمال المتمثل بعدم توفير قطع الغيار تسبب في إخراج المحطة عن الجاهزية كلياً عام 2013 م”.
محطة المنصورة
محطة المنصورة
ويوضح الحبشي أنه في شهري يونيو ويوليو من عام 2013 م تم توفير قطع غيار محدودة، وتم تشغيل مولدين اثنين رقم(2) و(7)، بقدرة كل موالد 8 ميجاوات، واللذان مازالا يعملان إلى يومنا هذا”.
وأضاف: “لقد بدأنا في شهر فبراير 2014 م بمشروع إعادة تأهيل المحطة بالكامل، والبدء أولاً بصيانة 3 موالدات(1,3,5) وقد تم تشغيل أول مولد بعد التأهيل رقم (1) ودخل في الخدمة تاريخ 25 \ 5\ 2014 م وبقدرة 9م.
وات( وتعتبر جاهزية المحطة (25 م.وات)”.
ويواصل حديثه: “إن شاء الله سيتم إدخال المولد رقم(3)خلال الأيام القادمة” موضحاً: “أن القدرة الفعلية لمحطة وارتسيلا ستكون 25 ميجاواتن باعتبار أنه سيتم تسليم المولد رقم(7)العامل إلى شركة وارتسيلا من أجل الصيانة وإعادة تأهيله مرة أخرى”.
وأشار إلى أن المحطة اليابانية يمكن إعادة تأهيلها ولكنها ستكلف مبالغ طائلة ولن تعود لقدرتها الكاملة وستعمل بوقود
الديزل فقط.
وأكد الحبشي أن بناء محطة أخرى سيكون أقل تكلفة (بنصف القدرة الحالية للمحطة اليابانية) أي بنفس تكاليف الإصلاح.
وأشار مدير المحطة إلى أن “المحطات التوليدية في المحطة بشكل عام تحتاج إلى صيانة دورية حسب الوثائق الفنية، والذي
يتطلب قطع غيار مطلوبة من الشركات المصنعة”، مضيفا: “لكن للأسف المعدات تخرج عن الجاهزية لعدم توفر هذه القطع، حيث إن ساعات العمل التي وصلت إليها بعض الموالدات إلى 48 ألف ساعة بدون صيانة لعدم توفر قطع الغيار (والمفروض صيانة كل 12 ألف ساعة و 24 ألف و 36ألف ساعة)، وعلى هذا النمط تكون دورية الصيانة متوفرة في المحطة.
* مشاكل الوقود في المحطة
يوضح مدير محطة المنصورة (الحبشي)بأن “المحطة تحتاج للوقود في الوقت الراهن فمحطة وارتسيلا: 25 م.وات تحتاج 4.500.000 لتر ديزل خلال الشهر الواحد لتشغيل 24 ساعة، وكذا المحطة اليابانية 10 م.وات تحتاج 900.000 لتر ديزل بقدرة
تشغيلية 12 ساعة فقط وقيمة الديزل المحدد يكلف مؤسسة الكهرباء عدن مبلغ في حدود(220 مليون) ريال شهرياً هذه لمحطة المنصورة فقط”.
بقايا خردة من محطة المنصورة للكهرباء
بقايا خردة من محطة المنصورة للكهرباء
وعن مستحقات العمال في المحطة قال: “إن مستحقاتهم لم نحددها والسعر المذكور بالمدعوم من الحكومة وليس بسعر العالمي،
والسعر العالمي أكثر من السعر المدعوم من الحكومة ثلاثة أضعاف السعر المحدد أعلاه”.
وأضاف “مشكلة الوقود التي يتم توصيلها للمحطة بواسطة الناقلات أمر متعب جداً وخطير، حيث إن هناك احتمالات لاقتلاب الناقلات والتسريب، وكذلك الإنفلات الأمني وتعتبر قنبلة موقوتة، ولهذا يفضل إعادة تشغيل الأنبوب الناقل من المصافي إلى المحطة، وهو آمن وسريع النقل للكمية المحددة للمحطة”.
وعن حالة تأهيل المولدات في المحطة،أكد الحبشي: “لم نتمكن من تشغيل المحطة كاملاً لصعوبة توفر الكمية المطلوبة للوقود
بواسطة الناقلات، ولهذا نطلب من شركة مصافي عدن إعادة تشغيل خط وقود الديزل الرابط بين المحطة والشركة”.
* غياب منظومة الشبكة الوطنية
يقول الحبيشي: “إن محطة المنصورة جزء من المنظومة الوطنية للكهرباء، وأي خروج للمولدات في أي منطقة يؤثر عليها،
خصوصاً ما يتعلق بالأحمال الكبيرة مثل محطة مأرب الغازية، وهذه مشاكل فنية تحدث دائماً وتسبب إرباكات كبيرة تصعب علينا إعادتها”.
ووجه رسالة إلى قيادة الكهرباء بإعادة النظر في المنظومة بشكل كامل وكيفية المحافظة على إبقاء المنظومة في حالة حدوث خروج لأي محطة توليدية.
* أزمة بلاك استارت الاحتياطي
ويوضح رأفت سيف، وهو فني الصيانة ميكانيكا في محطة وارتسيال أن “أحد المشكلات الحاصلة في المحطة، مولد (بلاك ستار) وهو مولد احتياطي”.
التيربو  خارج عن الخدمة
التيربو خارج عن الخدمة
ويضيف: “في حال توقفت المحطة نتيجة ضرب أبراج الكهرباء في المحطة الغازية في مأرب، يقوم هذا المولد بإعادة المحطة إلى العمل بعد إدخاله إلى الخدمة في الشبكة العامة”.
وأضاف: “هذا المولد يفترض أن لا يدخل الشبكة إلا بعد انطفاء المحطة ليعمل على تشغيلها، لكن عندما تم إدخاله إلى الشبكة العامة خرج عن الجاهزية لعدم قدرته على تحمل قوة الشبكة العامة، وإلى اللحظة لم يتم إعادته الى الخدمة منذ خمسة أشهر”.
ويكمل متحدثاً عن محطة وارتسيلا:“المولد الذي قامت شركة وارتسلا بصيانته مازال يسرب الزيت إلى اللحظة، وله أسبوع عندما تم تشغيله من بعد الصيانة”.
* صفقات مشبوهة
يقول الميكانيكي عبدالرشيد محمد أحمد:“إن ثمة صفقات تحدث في نطاق المحطة،وهناك تم استيراد آلات، وعددها 42 ،إضافة إلى استيراد (سيل رنج) غير مطابق لمواصفات المحطة وقاموا بخراطة الوالات كونهم غير مطابقين للمولدات، رغم إن هذه الوالات جديدة وإيضاً خراطة (السيل رينج)،وهذه صفقات لقطع غيار مشبوهة وغير مطابقة وصينية الصنع،والمحطة يابانية!”.
* استخدام والات غير مطابقة
معين صالح صيانة ميكانيك يتحدث حول أوضاع المحطة، قائلا: “إنها تعاني من مشكلة الوالات والتي عادة ما تستخدم بعد الخراطة”.
ويوضح: “في حال تم تركيب الوالات المخروطة في المولد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المولد لكون الخراطة بعد إزالة المادة العازلة في الوال يسبب ضررا كبيرا للمولد، ويستبب أيضا بخروج المولد عن الخدمة بسبب الوالات التي قد تنقطع منها وصلات حديدية تعمل على تلف (التيربو) الذي يعد أغلى قطعة في المولد”.
* أوضاع المحطة متدهورة
تحدث المهندس مدين ياسين أحمد عن الأوضاع المهملة التي تعاني منها المحطة، قائلاً: “هناك إهمال من قبل إدارة المحطة بعدم متابعة أعمال المحطة من حيث البلاغات وكروت العمل التي يتم رفعها إلى الصيانة عند حدوث مشكلة لأي مولد، لكن لم نجد أي متابعة أو اهتمام لهذا الخلل، والمفروض أن تقوم إدارة المحطة بالإشراف المباشر على
العمل كما كانت الإدارة السابقة”.
قطع مهملة
قطع مهملة
ويتحدث نزار الذبحاني مدير نقابة عمال المحطة عن الأوضاع المتدهورة التي وصلت إليها المحطة قائلا: “المحطة اليابانية
وصلت بها الحالة بعد قدرة تشغيلية 58 م.
وات بمعدل 8 مولدات إلى تراجع 8م.وات و 2 مولدات، والبقية في إعداد الموتى”.
وأضاف: “تم شراء قطع غيار غير مطابقة للمواصفات المطلوبة للمحطة في ظل غياب الدولة التي شجعت على ظهور هذه المشاكل،
والعبث بمال الدولة، وهو ما أدى إلى عجز المحطة، وكان المتضرر الأول منها هو المواطن الذي يعاني من الانقطاعات المتكررة للكهرباء”.
وطالب الذبحاني بإعادة الرقابة والمحاسبة عند تأهيل أي محطة، أو القيام بأي مشروع يخص خدمة المواطن.