مرضى السرطان في اليمن .. رحلة شقاء نهايتها الموت (1).. في ظل إهمال الدولة وغياب الحقوق الصحية وقلة الحيلة وتفاقم الألم

> تحقيق /علي الصبيحي:

> ثقيلة هي الدقائق و الساعات التي تمر على مرضى السرطان، وهم يترقبون جرعة علاج باتت مفقودة ، تقرر لها أن تكون حبل مشنقة على رقاب مرضى لا حول لهم ولا قوة ، وأي سرور لمن يودعه أهله كل يوم في صباحه بالحسرات ؟! ذاك هو حال الآلاف من مرضى السرطان الذين جعلوا من صرخات الألم وسيلة للتعبير عن معاناتهم ،يضاف إليها فصلا ثقيلا من الحرمان. . ومن بين جنبات الألم يطل علينا مرضى، هم أكثر الناس ألم، وأقلهم أمل، يتجرعون الموت كل يوم عشرات المرات ،لا معنى ولا طعم لما تبقى من حياتهم، ينتظرون اللحظة التي يسدل عليها الستار ويُلقى على أجسادهم التراب.،هؤلاء هم مرضى السرطان ، ما إن يسمع المرء بمرضهم حتى يتعوذ بالله كثيراً ويرتعش ويرتعد من هول المصاب ،ومما سيتجرعونه من ألم طيلة رحلة العلاج التي تنتهي في معظم الأحيان بالموت المحتوم.
* الشبح الفتاك
السرطان مرض فتاك في هيئة شبح يطارد اليمنيين في الريف والحضر حاصدا أرواحهم وقاتلا لحياتهم ،في ظل غياب شبه كلي لوسائل مكافحة السرطان وانعدام الإمكانيات وندرة العلاج، ما جعل من مرض السرطان يغيب الآلاف سنويا حسب تقارير صحية لمختصين اعتبروا اليمن ساحة كبيرة لمرض السرطان، حيث قالوا إن آلاف الحالات المصابة تظل تتصارع مع المرض حتى الموت بدون تدخل علاجي ،مؤكدين بأن أعداد المصابين بمرض السرطان في زيادة مستمرة وصلت إلى أرقام مخيفة حيث يصاب بالمرض
10 الآلف شخص سنويا ،في حين يلقى 10 آلاف آخرون حتفهم بسبب السرطان بدون تدخل علاجي نظرا لارتفاع نفقات العلاج التي
لا يقوى كثير من المرضى على تحملها ،فهناك يوجد طفل أنهك جسده السرطان وحرمه من التمتع بطفولته، وآخر يرقد على سرير
المستشفى مترقبا لقطرات محلول كيماوي تتسل عبر أنبوب بلاستيكي مشبوك بجسده النحيل ، وهو يحلم أن يعود إلى الحياة ليشعل مصباح الأمل وسط الظلام بزيت الجرعة المتبقية التي يتعلق عليها صموده .
* السرطان ثاني أسباب الوفيات
يعد السرطان ثاني أسباب الوفيات في الدول المتقدمة وفي المنطقة العربية يأتي بعد أمراض القلب والأمراض المعدية والطفيلية، إذ يبلغ معدل الإصابة بالسرطان ما بين 100 إلى 150 حالة لكل 1000 نسمة في المنطقة العربية ،بمعدل زيادة للإصابة بالمرض بلغ 213% سنوياً حسب دراسات الرابطة العربية لمكافحة السرطان.
ويوجد نوعان من الأورام التي تصيب الإنسان أحدهما يعتبر خطراً على الإنسان وهو (الورم الخبيث)، وأما الآخر فيعرف ب(النوع
الحميد) وفي حالة الورم الخبيث فإن التكاثر العشوائي غير المضبوط أو المتحكم به للخلايا يتعدى الأجزاء الأخرى المصابة أو الجزء الذي بدأت فيه الإصابة في الأوعية اللمفاوية أو أوعية الدم إلى الأجزاء الأخرى بعد تحطيمه وتدمير الأماكن التي بدأت منها الإصابة حسب أخصائيين .
الورم الحميد يختلف عن الورم الخبيث،بأنه مقتصر الحدوث على الجزء المصاب،حيث يوجد غلاف أو كبسولات تعمل على حماية الأجزاء التي تجاور المنطقة المصابة ولا يسمح بانتقال الخلايا من هذه المنطقة للخارج وهو لا يشكل خطراً على الحالات
المصابة، مقارنة بالخطر الذي يشكله النوع الآخر من السرطان أي الورم الخبيث.
ويؤكد أطباء بأن "كل يوم تكتشف حالات جديدةمن أمراض السرطانيةالمتعددة منها سرطانات الرئة والدماغ والمعدة والعظام
وسرطانات الدم.
* ألم المرض ومأساة العلاج
حول طرق علاج مرض السرطان ، أوضح أطباء بأن هناك ثلاثة إجراءات علاجية: أولها العلاج الجراحي وهي عمليات الاستئصال ، والثاني العلاج الكيميائي متوفر ولكن بصورة غير مستمرة ، بينما العلاج الثالث: الإشعاعي ويليه العلاج الهرموني وهو غير متوفر على الإطلاق حيث ينصح الأطباء لتحويل المريض لتلقي العلاج في الخارج مشيرين إلى أن اكتشاف السرطان في المراحل المبكرة يساعد على علاجه والشفاء منه.
وبحسب إختصاصيين أنها ليست المعاناة ، أن يصاب الإنسان بالسرطان، إنما المأساة عندما يبحث المريض عن العلاج فلا يجده فيضطر المريض للاستسلام بعد أن تغلق أمامه الوسائل والحيل للسفر، ليصبح حينها تحت سوط الألم والمعاناة مع مرض لا يرحم في ظل مجتمع لا يرحم.
ولفت الأطباء إلى أن مرضى السرطان يحتاجون للعديد من الأدوية الأساسية والضرورية لعلاجهم وأن نقص بعض الأدوية أو انعدامها أو ارتفاع كلفتها يكون عائقا أمام مواصلة واستمرار الرحلة العلاجية لمرضى السرطان.
وأكد الإختصاصيون أنّ هناك الكثير من الحالات المرضية والمحولة التي تحتاج للسفر بشكل طارئ وسريع بعد الانتهاء من مرحلة التشخيص المبدئي ،والحاجة الماسة للعلاج في الخارج تصطدم بعراقيل تحول بين استكمال المراحل العلاجية للمرضى.
مطالبين كافة المنظمات الحقوقية و الإنسانية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية، إلى التحرك الفوري والعاجل لدعم حقوق المرضى العلاجية، أهمها حقهم في الحياة.
المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان .
‬أوضح مدير عام المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان الدكتور مالك صبار أن هناك‮ ‬22‮ ‬ألف حالة جديدة تصاب بالسرطان سنوياً‮ ‬في‮ ‬اليمن حسب إختصاصيين منظمة الصحة العالمية‮.. ‬مؤكداً‮ ‬أن نسبة الوفيات من المصابين في‮ ‬اليمن تصل إلى‮ ‬50٪‮ ‬بينما نسبة الشفاء فهي‮ ‬منخفضة جداً‮.‬
وأوضحت المؤسسة في تقرير لها ، أوضحت بأن حوالي 12 شخصا من المصابين يموتون سنويا.
* ماأدراك ما السرطان ؟
أشار نجيب محمد سعيد، ناشط وكاتب صحفي، إلى أن عدد الأشخاص في العالم ،الذين تشخص حالة السرطان لديهم إلى 12،7 مليون شخص في كل سنة، بينما يموت 7،6 ملايين من المرض.
العدد مخيف والتوقعات تبدو مخيفة أكثر بعد، إذ يتوقع أن يصل عدد الإصابات التي يتم تشخيصها إلى 26 مليون إصابة وأن يصل عدد الوفيات الناتجة عن المرض إلى 17 مليوناً في عام 2030. حسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ هذا المرض أودى بحياة 6,7 ملايين نسمة في عام 2005، وأنّه سيودي بحياة 84 مليون نسمة أخرى في الحقبة الممتدة بين عامي 2005 و2015 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك. في الرابع من فبراير من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة السرطان ،وهو تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان ومنظمة الصحة العالمية لرفع الوعي العالمي من مخاطر مرض السرطان، وذلك عبر الوقاية وطرق الكشف المبكر للمرض والعلاج ، ومن أجل الترويج لسُبل التخفيف من العبء العالمي الناجم عن هذا المرض، وبعيداً عن الحديث عن مغزى ودلالات وأهمية الاحتفال بهذا اليوم الذي تحتفل اليمن به أيضا وتشارك العالم إحياءه بعدد من الفعاليات حكومية وغير حكومية .
ونتساءل عن حجم وواقع مرض السرطان في اليمن ومعاناة عشرات الآلاف من اليمنيين الذين يفتك بهم هذا المرض المرعب سنوياً، أو الذين يعانون من الإصابة به سنوياً ، وطبيعة الإجراءات الحكومية المتخذة ،إن كانت هناك بالفعل توجد إجراءات لسبل مواجهته والتخفيف من معاناته ،وسبل التوعية والوقاية منه ؟.
* إحصائيات
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الحالات التي تصاب بالسرطان في اليمن تصل إلى 22 ألف حالة جديدة سنويًا، 40% منهم يتمكنون من الشفاء، في حين 60% يلقى الكثير حتفهم، بما يقدر بـ 12 ألف شخص يموتون سنويًا، في ظل عدم وجود مراكز متعددة لعلاج هؤلاء المرضى، حيث يوجد مركز يتيم هو المركز الوطني للأورام، تم إنشاؤه عام 2005م، ويعاني من نقص كبير في أجهزة العلاج الكيماوي. وهذه الأعداد تقديرية،‮ ‬‮ ‬وذلك لانعدام سجل سرطاني‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬يمكن من خلاله الوقوف على الأعداد الواقعية،‮ ‬وكذا معرفة أسباب المرض من خلال إجراء بحوث علمية على إحصائيات دقيقة‮.
وتظهر إحصائيات وزارة الصحة بأن معدل إصابة الذكور للسرطان هو 46 الذكور لكل 100,000 من الذكور، بينما معدل الإصابة لدى النساء هو 53 امرأة لكل 100,000 من النساء.
أما عن أنواع السرطان فتشير الإحصائيات إلى أن سرطان الثدي هو المرض الأكثر انتشاراً، حيث يشكل 16.5% من إجمالي حالات السرطان، يليه سرطان القولون و المستقيم بنسبة 9.6% من إجمالي مرضى السرطان، ويليه سرطان الرئة الذي يشكل 8.5% من إجمالي حالات السرطان.
وبينت الإحصائيات المستقلة التي قدمتها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان عدن أن إجمالي الحالات المسجلة خلال الــ 6 سنوات الماضية 2008\2013
بلغت 14804
حيث سجلت وحدة الأمل لعلاج الأورام ـ 11523
مستشفى الوحدة التعليمي 1967
المركز الوطني لعلاج الأورام ـ م الوحدة التعليمي ـ 548
هيئة مستشفى الجمهورية ( سرطان الدم ) 766
وبلغت التكلفة العلاجية 275,365,646.32
22 ألف حالة سرطان في عدن .
تشير تقارير وإحصاءات صادرة عن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بعدن بحسب مقال الكاتب نجيب محمد سعيد في موقع (تكتل نت)، إلى أن معدل حالات الإصابة التي تم رصدها في مستشفى الأمل لعلاج الأورام بمحافظة عدن وحدها بلغ 22 ألف حالة من الجنسين ومن مختلف الأعمار منذ العام 2007 وحتى نهاية 2011. م ووفقاً للتقارير فإن عدد المُسجلات من الإناث خلال تلك الفترة بلغ أكثر من 13 ألف إصابة، أغلبها إصابات بسرطان الثدي.كما أن نشاط المؤسسات الخيري الذي كان يتركز في تقديم الدعم وتوفير بعض أنواع الأدوية مجاناً لمرضى السرطان بنسبة 60% تأثر إلى حد كبير بسبب تأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلد، والمؤشرات الإحصائية لعدد مرضى السرطان في اليمن تشير إلى وضع كارثي، مع تزايد مستمر في عدد الحالات المسجلة والذي يفوق عشرين ألف حالة سنوياً من مختلف المحافظات اليمنية. وفي البحث عن أسباب التزايد المستمر لحالات الإصابة والوفاة بالسرطان، يرجح أطباء ومختصون أسباب ذلك إلى الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات الزراعية التي تستخدم بكثرة في زراعة نبتة "القات" والخضراوات والفواكة، إضافة إلى تدخين السجائر والشيشة يليها تعاطي الأطعمة المحتوية على المواد الحافظة الكيميائية، وهناك أسباب أخرى مثل (فيروسات كبدية) و التي لا تعالج بالشكل الصحيح قد تؤدي في مراحل منها لإصابة الجسم بالسرطان و أسباب ترتبط بالتغذية منها الإكثار من المواد الدسمة .
ويشير الأطباء إلى أن البلهارسيا والبكتريا وتلوث البيئة قد يؤدي للإصابة بالسرطان، وأيضاً الإشعاعات وهناك إصابات بالسرطان قد تكون بدون سبب حسب الأطباء الذين لفتوا إلى أن أكثر الحالات المنتشرة هي سرطانات الدم عند الأطفال ،ويليها سرطانات المعدة والقولون والمرئ والبلعوم وسرطانات الثدي عند النساء.
حيث أن أنواع الإصابة بمرض السرطان في اليمن تتركز بصفة رئيسية في الجهاز الهضمي، تليها سرطانات الفم ثم سرطانات الغدد الليمفاوية، بينما يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى لدى النساء ويشكل ما يقرب من ربع الحالات المرصودة لديهن .
* أربعة ألف شخص مصاب بالسرطان في تعز
مدير عام مؤسسة السرطان بتعز مختار المخلافي قال :"إن مرض السرطان انتشر في المدينة وضواحيها بصورة غير مسبوقة ولم تكن متوقعة من قبل حيث وصلت عدد الحالات الجديدة التي تستقبلها المؤسسة إلى 120 حالة في اليوم الواحد .
وأوضح المخلافي في اللقاء الذي نظمته المؤسسة الخاص بالخطباء والمرشدات في أواخر شهر مايو 2014م بأن إجمالي المصابين بالسرطان في مدينة تعز وصل إلى 4000 ألف حالة وجميعهم بحاجة للعلاج والعناية ، مما شكل أعباء إضافية على المؤسسة ومركز الأورام وخاصة في أقسام العطاء والرقود التي أضحت تكتظ بالمرضى .
ولفت المخلافي إلى أنه ومنذ تأسيس المؤسسة كان طموح القائمين عليها إنشاء مستشفى نموذجي للأورام السرطانية لما تمثله تعز من أعلى نسبة إصابة بين المحافظات تصل إلى 45% علاوة على أنها تتوسط 5 محافظات مجاورة .
وأشار مدير عام المؤسسة إلى أن المشروع ما يزال قائماً لبناء ( مستشفى إقليم الجند ) حيث بدأ التجهيز له بتوفير قطعة أرض مكونة من 2000 قصبة غير أن إنشائه وتجهيزه يتجاوز إمكانيات تعز واليمن بشكل عام مما يتطلب تضافر كل الجهود وتعاضد جميع أبناء المجتمع من أجل بناء المشروع وجعل الحلم حقيقة على أرض الواقع، حسب تعبيره .
* 3600 حالة سرطان في إب خلال عام واحد
في لقاء تشاوري مع الخطباء والمرشدين والوعاظ في محافظة إب، جمعهم في ديوان المحافظة في العام 2014م أكد خلاله مدير مؤسسة السرطان بالمحافظة مروان العديني بأن حالات الإصابة بالسرطان في المحافظة تجاوزت 3600 حالة مصابة مترددة على المركز خلال العام الفائت كما تحدث العديني في كلمة المؤسسة عن دور المؤسسة وما تقدمه من خدمات للمرضى مشيرا إلى أهمية الدور الريادي الذي يقدمه الخطباء والمرشدون، مبينا بأن لدى المؤسسة خطة مستقبلية بإنشاء مبنى الأمل لمرضى السرطان بالمحافظة تقدر تكلفته بــ22مليون دولار وذلك لن يتأتى الإ بمساندة وبذل الجهود من قبل جميع شرائح المجتمع .
من جانبه قال بليغ الطويل إن المؤسسة تستقبل من 15 إلى 20 حالة يوميا وبأن إجمالي الحالات المستقبلة للعام 2013م 3600 حالة مترددة على وحدة الأمل بالمحافظة .
* نفقة العلاج
ينفق بعض مرضى السرطان في اليمن ما لا يقل عن ربع مليون ريال يمني (1150 دولارا أمريكيا) شهريًا لعلاج السرطان حيث بات المرضى يشكون من ارتفاع أسعار علاج السرطان خصوصا العلاج الكيماوي والذي ينعدم أحيانا في السوق .
ويضطر المرضى إزاء هذا النقص الانتظار لأشهر من أجل الحصول على جلسة للعلاج الكيماوي، غالبيتهم ممن ليس لديهم القدرة على توفير تكاليف علاج السرطان؛ وذلك بسبب الارتفاع الكبير في تكلفة العلاج وتدني مستوى دخل الفرد اليمني.
وذكر مختصون أن متوسط الإنفاق الشهري لمريض السرطان في اليمن يبلغ نحو 100 ألف ريال يمني (350 دولارا أمريكيا) في حين تبلغ متوسط التكلفة الإجمالية لمعالجة مريض السرطان الواحد 350 ألف ريال (1750 دولارا أمريكيا.
حيث إن هناك العديد من الأدوية التجارية المتوفرة في الأسواق لمرض السرطان تكلف في الحد الأدنى أربعين ألف ريال يمني (200 دولار)، وتصل بعض الجرع فيها إلى مائة ألف ريال (500 دولار) في بلد يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر. عدم توفر الأدوية في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة اليمنية،خلق أوضاعا متدهورة في الجانب الصحي ، فمعظم مرضى السرطان لا يتمكنون من الحصول على جميع جرعاتهم العلاجية بشكل منتظم لأنها تكلف مبالغ كبيرة، نتج عنه تدهور حالتهم الصحية.
احتكار الدواء
بحسب صيادلة ،فإن ارتفاع أسعار السرطان سببه الجهات الموردة وبعض الشركات ووكالات الأدوية المحتكرة الأمر الذي جعل من علاج السرطان باهض الثمن ،وفي اليمن إضافة إلى ارتفاع كلفة علاج السرطان هو أيضا غير متوفر إلا لدى بعض الصيدليات الكبيرة .
شركات الأدوية
نفت شركات الأدوية أن تكون هي من تحتكر علاج السرطان موضحة بأن ارتفاع سعره يعود لبلد المنشأ وأن الشركات تبيع الأدوية للصيدليات بأسعار موحدة لافتة إلى أن تفاوت أسعار علاج السرطان من صيدلية إلى أخرى يرجع لعدة أسباب منها: نوعية منشأ الأدوية ، والقناعات الشخصية لملاك الصيدليات فيما يتعلق بنسبة الربح ،وهو ما يجعل من الأسعار متباينة حسب صيادلة.
* المواد الغذائية المعلبة هل هي مسرطنة ؟
لا يجزم المختصون على أن كل المواد المعلبة مسرطنة لكونها تستخدم في العالم كله، لكنهم لفتوا إلى أن الأهم هو أن تكون المواد المعلبة خاضعة لرقابة دقيقة من قبل الدولة.. ففي البلدان المتقدمة والمتحضرة توجد فيها مواد معلبة ولكن توجد فيها رقابة قوية جداً على الصناعات وفق شهادات عالمية معروفة بالإضافة إلى الفحوصات لأي مواد غذائية تدخل أي بلد، ولذلك يجب أن ترتفع الرقابة عندنا في اليمن على كل المواد الغذائية والاستهلاكية التي تدخل البلد ومنها المواد الغذائية المعلبة وغير المعلبة. وعندما يتحدث الأطباء عن أهم ركائز الوقاية من السرطان، يذكرون التغذية الصحية المتوازنة والجيدة، ويركزون على الكشف المبكر، والفحص الدوري ، وأخذ اللقاحات، وممارسة الرياضة .
* أدخنة المصانع وتأثيرها
يقول أختصاصيون إن أدخنة المصانع لها تأثير قوي جداً في نشوء السرطان أما في اليمن فإن التأثيرات ليست كبيرة كما هو الحال في البلدان المصنعة في أوروبا وشرق آسيا، حيث توجد فوارق كبيرة جداً من حيث العوامل المتسرطنة، ففي هذه الدول يستخدمون في الوقت الراهن الوسائل اللازمة لتجنب أو لإيقاف تأثير هذه الأدخنة على الإنسان، بينما هذه المصانع في بلدنا لا توجد بكثرة حتى نقول عنها إنها مخيفة للإنسان مشيرين إلى أن الرذاذ المتصاعد من مصانع الأسمنت ومصافي وآبار النفط ربما يتسبب في انبعاث تلوث بيئي تكون آثاره في المناطق التي تتواجد فيها هذه المصانع والتي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في إصابة الناس بالأمراض السرطانية.
* إجحاف وغياب شراكة
أفاد ناشطون حقوقيون بأنه حتى الآن لم يلمس اليمنيون أي خدمة اجتماعية مقدمة من الشركات التي تعمل في مجال التنقيب عن النفط في اليمن ..
لافتين إلى أنه ومن خلال النظر في أصل تلك الاتفاقيات الموقعة بين وزارة النفط والشركات العاملة في مجال التنقيب عن النفط، مجحفة، ولا تراعي السلامة البيئة ومعايير الأمن في الحد من الانبعاث الملوث نتيجة أعمال التنقيب.
من جهتهم أوضح مختصون في مراكز علاج السرطان بأن المراكز تعاني من نقص كبير في الأجهزة والمعدات الطبية، فالجهاز مثلاً يكلف ما يقارب 4 ملايين دولار وهذه مبالغ كبيرة وباهضة والمراكز غير قادرة على توفيرها من ميزانيتها مع أنه بحاجة ماسة لتلك الأجهزة،داعين كل الشركات العاملة في اليمن إلى تقديم المساعدة الَّلازمة للمراكز لتوفير تلك الأجهزة والمستلزمات الطبية من منطلق إنساني، لدعم المنشأة الطبية التي تخفف الكثير من معاناة المرضى.
وأكد الإختصاصيون أنه وعندما تتوفر المباني اللازمة والأجهزة والمعدات الطبية المطلوبة سيرتفع مستوى الخدمة المقدمة للمرضى وسيخفَّض من نسبة السفر إلى الخارج الذي يكلف المواطن والدولة مليارات الدولارات سنوياً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى