احتدام المعارك في عمران وسط اتهامات متبادلة

> عمران «الأيام» بليغ الخطابي:

> دخلت الدولة كطرف في الحرب الطائفية الدائرة في الشمال بمحافظة عمران بين مسلحي (أنصار الله) ومسلحي حزب الإصلاح المدعومين من لواء الجيش 310 المرابط هناك، الذي يقوده العميد حميد القشيبي المنتمي لحزب الإصلاح والمتورط - حسب اتهامات (أنصار الله) في حروب سابقة ضد جماعة (أنصار الله) في صعدة.
وفي الوقت الذي كان الرئيس هادي يرفض ضغوطات من بعض أطراف الحرب وقواها النافذة تطالب بإقحام الجيش في هذه الحرب،
وفي الوقت الذي وصلت حصيلة القتلى إلى نحو 150 قتيلا وجريحا، ونجحت الوساطة الرئاسية في إيقاف المواجهات الليلية أمس
قبل الأول الأحد، إلا أنها عادت صباحا بين الطرفين، وشهدت طلعات للطيران الحربي.
وقال مصدر عسكري لـ«الأيام»: “إن سلاح الجو نفذ خمس طلعات جوية استهدف فيها مواقع جبلية وأماكن مرتفعة في المدخل الجنوبي لمدينة عمران، وكان الحوثيون يستعدون لإسقاطها رغم معرفتهم بأنها مواقع عسكرية ومنها جبل (ضين)، وتواصلت الطلعات الجوية على مواقع عدة في عمران”.
وقال ضابط بالقوات الجوية لـ«الأيام»:“إن بلاغات وصلت عن قيام مجاميع مسلحة بقطع طريق صنعاء عمران، ومنع المسافرين
من التنقل”.
وأضاف: “إن توجيهات رئاسية صدرت بضرب تلك التقطعات وهو ما تم، وتم أيضا فتح الطريق أمام المسافرين”.
إلى ذلك اعتبر ناطق (أنصار الله) الإعلامي محمد عبد السلام في تصريح صحفي له دخول الجيش خط المواجهة يعد منزلقا خطيرا .. معتبرا أن من وصفهم ب “التكفيريين” نجحوا في إقحام الرئيس والدولة والجيش كطرف في الحرب والمواجهة التي لايقصد بها كما قال “تقويض الدولة أو سلب هيبتها، أو أي شيء مما يتغنى بها التكفيريون وإعلامهم.
وميدانيا قالت مصادر عسكرية أخرى ل «الأيام» إنه تم أسر (85) جنديا من قبل جماعة (أنصار الله) وهم من جنود اللواء 310
بعد اقتحامها للمواقع أمس قبل الأول الأحد.
وكانت مواجهات ضارية اندلعت منذ مساء (السبت) الماضي، وتصاعدت وتيرتها اليوم الثاني (الأحد) بين الطرفين على المدخل
الجنوبي الغربي لمدينة عمران.
المصدر الذي (طلب عدم الكشف عن اسمه)قال: “إن الطيران نفذ طلعات جوية الأحد الماضي على السجن المركزي بعد وصول أخبار عن هروب شبه جماعي لسجناء السجن المركزي بعمران”.. ويقع السجن بالقرب من مبنى المحافظة على المدخل الجنوبي باتجاه صنعاء.
وأكدت مصادر أخرى لـ«الأيام» هروب ما بين (100 - 150) سجينا من السجن المركزي بعمران، الذي يقع بالقرب من مبنى المحافظة وجامعة عمران، والتي أكدت الأنباء سيطرة مسلحي (أنصار الله) عليها، بينما تتمركز قوات عسكرية ومليشيات من حزب الإصلاح بمقر مبنى المحافظة.
وأفادت «الأيام» المصدر ذاتها أن الطيران أحجم عن قصف السجن المركزي في اللحظات الأخيرة بعد أخبار عن وجود سجناء آخرين داخل السجن.
ويأتي احتدام المعارك بعد تمدد (أنصار الله) وسيطرته على مختلف مداخل وأجزاء المدينة، وإطباقه حصارا شديدا عليها لمنع
الإمدادات العسكرية لمقاتلي حزب الإصلاح وجنود اللواء 310.
ووفق مراقبين ومحللين سياسيين فقد جاء دخول الدولة الحرب حفاظا على هيبة الدولة بعد استراتيجية طرفي الصراع وجماعاتهم المسلحة بإسقاط المدينة في يد الفوضى وغياب الدولة وضرب مؤسسات الدولة، وهو خيار وجدت نفسها محاطة به نتيجة إخفاق سابق وفشل في إدارة الدولة وفق ما تتطلبه المرحلة الانتقالية والتسوية السياسية.. خصوصا بعد حديث الرئيس هادي في اجتماعه بإبناء عمران مؤخرا بأن أمن عمران جزء من أمن العاصمة، وهو ما لم يفكر فيه طرفا الصراع الذي ذهب كل منهما في حربه،لكن الهدف الأسمى الذي يجتمعان حوله هو إسقاط الدولة الحالية وتعميم حالة الفشل على كل الجهود التي يبذلها الرئيس هادي لحقن مزيد من دماء الطرفين التي هي في الأخير دماء يمنية واحدة، حسب قوله.
وقال الباحث السياسي أحمد أحمد الفقيه إن إدخال الدولة في حرب عمران جاء كوسيلة ضغط على الرئيس هادي لتخفيف حربه التي لايزال يتوعد باستمرارها ضد عناصر مسلحة متطرفة بمحافظات أبين وشبوة والبيضاء ومأرب.. وقال الفقيه: “إن الجماعات المسلحة والتي كانت جزءا من الحوار الوطني الشامل المنعقد العام الماضي، وانتقلت من طاولة الحوار إلى ميدان الحرب الطائفية والمذهبية،تظهر مدى العداء والانتقام الذي يحمله كل طرف على الآخر، لكنها في الأخير تجتمع على
تقويض الدولة وإسقاط سلطاتها، وقد شهدنا بعضا من ذلك خلال مراحل الأزمة في 2011 وثورة الشباب المسروقة”، حسب قوله.
ويضيف: “أثبت كل طرف أن له مشروعا يبنى على إنقاض المشروع الوحدوي الاتحادي الذي يؤسس له ويبنيه الرئيس هادي، متحديا
كل الظروف والتحديات المعقدة التي تقف أمامه”.
وحصدت مواجهات أمس نحو 120 مسلحا من الطرفين، بينهم 30 قتيلا من الجنود ونحو 40 جريحا، فيما لاتزال المواجهات مستمرة
حتى ساعة إعداد التقرير.
ورصدت «الأيام» خروج تعزيزات من العاصمة صنعاء نحو عمران، في إشارة إلى احتدام المعركة خلال الأيام المقبلة على النحو
الذي يكبح جماح الأطماع ونوازع الجماعات المسلحة للانقضاض على الدولة.
وشهدت الجبهة تصعيدا منذ شهر تقريبا بعد لقاء أبناء عمران والسلطة المحلية برئيس الجمهورية الذي وعد بإجراء تغيير
للمحافظ محمد حسن دماج وقائد اللواء 310 حميد القشيبي المنتميين إلى حزب الإصلاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى