زيارة نبي الله هود عليه السلام .. محفل ديني ومورث شعبي ..العلامة الشاطري: زيارة نبي الله هود أشبه ما تكون بمؤتمر إسلامي سنوي
> استطلاع/ علاء مولى الدويلة:
> زيارة نبي الله هود عليه السلام، أشبه ما تكون بتظاهرة إسلامية سنوية يحظرها الآلاف من الزائرين الذين يحيون شعائر التعبد والتقرب إلى الله بعيداً عن مشاغل الحياة ومطالب الدنيا اللا متناهية، ويحرصون على إقامة المحاضرات الدينية والمذاكرات الوعظية إلى جانب قيام سكان القرى المجاورة للشعب بإحياء فعاليات الترحيب الشعبية طيلة أيام الزيارة التي تمتد من ثلاثة إلى أربعة أيام وهي الثامن والتاسع والعاشر من شهر شعبان من كل عام.
يقع قبر النبي هود عيه السلام شمال شرق مدينة تريم بمسافة (80 كم) حيث يقع على سفح جبل إلى جهة الشرق من بئر برهوت، ولم تقتصر هذه الزيارة على أهل حضرموت فحسب بل يهب إليها آلاف الزوار من مختلف أقطار العالم لحضور ذلك التجمع الديني، ويكتظ شِعب نبي الله هود بجموع من الرجال الغفيرة من حضرموت ومن مختلف محافظات اليمن، وكذا من مختلف أنحاء العالم.
حقائق تاريخية
كما هو معروف تاريخيا أن قبر نبي الله هود عليه السلام يعتبر أقدم قبر على الإطلاق في العالم المعروف بالتواتر، وهو الموجود في الأحقاف بحضرموت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، هذا ما ذكرته الكتب التاريخية القديمة وما أكدته أقوال المؤرخين في كتبهم وهم كثير لا يسعنا حصرهم ولكن نكتفي بذكر ما قاله الإمام أبو محمد عبدالملك بن هاشم الحميري الذي توفي سنة 218هـ في كتاب "التيجان في ملوك حمير" ( ص 45): قال وهب: "وإن الله أنزل على هود أربع صحف، ثم إن الله تبارك وتعالى قبض هودا ودفن بالأحقاف بموضع منه يقال له الهنيبق بجوار الحفيف، فإن نهر الحفيف أخرج الله فيه الماء المعين وغرست فيه الثمار من يوم أخرج الله فيه آية هود".
وهناك الكثير من المؤرخين ذكروا قبر نبي الله هود عليه السلام مؤكدين موقعه المعروف في حضرموت منهم المؤرخ الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني صاحب كتاب "صفة جزيرة العرب" وكذا المؤرخ أبوعلي المرزوقي في كتابه "الأزمنة والأمكنة" بالإضافة إلى المؤرخ أبوجعفر محمد بن حبيب البغدادي في كتابه "المحبَّر" وغيرهم الكثير.
نشأة الزيارة
لم تنقل لنا كتب التاريخ بالتحديد عن أول من قام بها، بل المنقول أن زيارة قبر النبي هود كانت منذ قبل الإسلام وبعده، وأكد ذلك كثير من المؤرخين ما يفيد أن قبره في الأحقاف في حضرموت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة بجوار نهر يدعى الحفيف وهو النهر الذي لا يزال جارياً بجوار قبره حتى اليوم وبالقرب منها بئر تدعى بئر برهوت التي يقال بأن أرواح الكافرين تسكنها , ولمن يريد التأكد من صحة ذلك ينبغي عليه الرجوع إلى كتاب "نيل المقصود في زيارة نبي الله هود" للعلامة سالم بن عبدالله الشاطري فسيجد كل ما يتعلق بزيارة نبي الله هود ومجمل الشكوك التي أثيرت حول تلك الزيارة لها أجوبة وردود مفصلة تفصيلا كاملا ودقيقا مما لا تدع بها مساحة للشك, فما جاء في القرآن الكريم وما أكدته كتب التفاسير وبعض كتب الحديث والتراجم بالإضافة إلى الاستصحاب والتواتر وما ذُكرَ في النقول التاريخية الكثيرة كل هذه المصادر تؤكد على وجود قبر هود عليه السلام في حضرموت.
دروس وعبر
يحتضن شعب نبي الله هود الكثير من الآثار التي تتسم بالخصوصية وينفح منها عبق الروحانية، لذا أجبرتنا تلك المباني والآثار التليدة بما تحتويه من جمال وإبداع على أن نخصص لها جانبا نستعرض فيه أهم الحقائق التاريخية وأدق التفاصيل والأسرار التي تُحكى عن تلك الآثار.
تتربع القبة قاعدة مربعة الشكل ثم مبنى له نفس شكل القاعدة يحيط بها بحيث تقف القبة والمبنى المحيط بها على صفين من الأعمدة بينهما رواق، الصف الداخلي مكون من أعمدة ذات قاعدة مربعة الشكل تحمل القبة مباشرة وتنتصب في الجهة الشرقية والشمالية والغربية حيث منع الانحدار الجبلي الأعمدة في الجهة الجنوبية أما بالنسبة للصف الخارجي فقاعدة أعمدته دائرية الشكل ويزين صف المشربية بما يسمى بــ (الخيش) واجهات قاعدة القبة والمبنى المحيط بها كما يحيط بالقبة كذلك حزام من الخيش وكالعادة تظهر العرائس، على حافة الجدران المحيطة بقاعدة القبة والمبنى المحيط بها, ويُذكر أن الشيخ حكم بن عبد الله باقشير المتوفي سنة 878هـ قام بعمارة المشهد المذكور عمارة تامة وبناه بالحجر والنورة وجعل عليه قبة ومهَّد ما حواليه, وكان ذلك في القرن التاسع، ثم جاء بعده السيد محمد بن أبي بكر بلفقيه صاحب بنجافور في جاوا فعمر القبة ومهد الطريق المؤدية اليها من الجانبين سنة 1097هـ 1685م.
فعاليات الزيارة
وتعد زيارة الشعب على ظهر الجمال تقليداً قديماً لا يزال العديد من سكان المنطقة يحرصون على أداءه على طريقة أسلافهم، فيبادر مجموعة من الرجال إلى تجهيز الجمال أو ما تسمى بالـ (الركاب) في مجموعها.
ويُذكر أن بلـدة تريم وأهلها هم الأصل في الزيارة، ولذا فإن عوائد الزيارة وترتيبها مرتبط بأهل تريم ثم يأتي دور بقية المدن مثل سيئون وغيرها من المدن المجاورة.
ويقضي الزائرون أيام الزيارة وهي أربعة أيام وأوقات الزيارة اليوميّة تبتدئ قبل الفجر وتمتد إلى طلوع الشمس, ثم ينفضّ الجمع بعد طلوع الشمس, وفي المساء يأتي دور الزيارة اليوميّة الثانية وتبتدئ بصلاة المغرب ثم يقرأ الجميع سورة هود، بمثل الزيارة الأولى وتنتهي بصلاة العشاء.
يحرص زائري الشعب بكل فئاتهم العمرية كباراً وصغارا وحتى الشيوخ على الاغتسال في النهر القريب من قبر النبي هود وعند الفراغ من الاغتسال يتأهّب الجميع لأداء مراسيم الزيارة ، وقبل التحرّك يركع كل زائر ركعتين في مسجد حصاة عمر، ويركع الجميع ركعتي سنّة الوضوء ويتوجّهون إلى بئر التسلوم.
ويفد الزوّار إلى شعب هود ولكل وفد وبلد دخلة واحدة فقط تشتمل على صفات مميزة, أما لمدينة تريم فإن لكل بيت من بيوت العلويين دخلة وزيارة وهي دخلة أحمد بن زين الحبشي ودخلة آل الحدّاد ودخلة آل بلفقيه ودخلة الإمام حامد بن عمر حامد باعلوي..إلخ، وفق نظام خاص متعارف عليه منذ القدم.
وتكون الوقفة يوم العاشر من شهر شعبان صباحاً بزيارة آل الشيخ أبوبكر بن سالم وزيارة آل بن شهاب ، ففي اليوم الحادي عشر تكتمل وفود الزائرين وكما يقال من أدرك الوقفة أدرك نصيبه من أجر الزيارة، ويدخل آل الشيخ أبوبكر بن سالم بالطيالة والأهازيج والطبول التي يقف الزائرين بانتظارها، ويكون لزيارتهم ودخلتهم زجل عظيم ، وتعتبر دخلتهم الدخلة العظمى وهي في مراسيمها لا تختلف عن الأطر المقيّد بها نظام الزيارة كما ذكرنا إنما تمتاز بكثرة الناس وبالطيالة والطبول والبيارق وهي مجموعة من الرايات التي يكتب عليها شعارات وعبارات التوحيد وغيرها.
على طريق العودة
بعد أن يقضى الزوار ثلاث ليالي في ذلك الشعب المبارك، وبعد أن انهوا التقاليد المتعارف عليها في الزيارة وقطفوا ثمارها الروحية والتربوية وأخذوا نصيبهم من بركة تلك المجالس الدينية، يحرص الزوار على اقتناء الهدايا من السوق لتقديمها إلى الأهل والأقارب والجيران وتتنوع تلك الهدايا بين الكعك والمساويك والسمسم (الفحيط) والثياب والألعاب وغير ذلك، ويقام في تريم سباق للإبل التي كتب لها أن تسافر إلى ذلك الشعب فعند العودة يتم تنظيم سباق للإبل يقام كل عام وهو ما يسمى بـ (الحيكحيك) حيث يجتمع كل أهالي مدينة تريم وغيرها من المناطق المجاورة لحضور ذلك السباق الذي يعتبر من التراث الذي تميزت به مدينة تريم.
وتظل زيارة نبي الله هود عليه السلام بها الكثير من الجوانب التي تحتاج من المختصين أن يكرسوا جهودهم بعرض كل التفاصيل التي تحتويها هذه الزيارة تحت مجهر الفحص والدراسة، فإلى الجانب الديني الذي يطغى على هذا المحفل العظيم فإن هناك ملامح متعددة جديرة بالاهتمام والوقوف عليها، فزيارة نبي الله هود تعتبر موروثا دينيا وثقافيا استمر عطاءه عهودا سحيقة منذ الزمن التليد.
يقع قبر النبي هود عيه السلام شمال شرق مدينة تريم بمسافة (80 كم) حيث يقع على سفح جبل إلى جهة الشرق من بئر برهوت، ولم تقتصر هذه الزيارة على أهل حضرموت فحسب بل يهب إليها آلاف الزوار من مختلف أقطار العالم لحضور ذلك التجمع الديني، ويكتظ شِعب نبي الله هود بجموع من الرجال الغفيرة من حضرموت ومن مختلف محافظات اليمن، وكذا من مختلف أنحاء العالم.
حقائق تاريخية
كما هو معروف تاريخيا أن قبر نبي الله هود عليه السلام يعتبر أقدم قبر على الإطلاق في العالم المعروف بالتواتر، وهو الموجود في الأحقاف بحضرموت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، هذا ما ذكرته الكتب التاريخية القديمة وما أكدته أقوال المؤرخين في كتبهم وهم كثير لا يسعنا حصرهم ولكن نكتفي بذكر ما قاله الإمام أبو محمد عبدالملك بن هاشم الحميري الذي توفي سنة 218هـ في كتاب "التيجان في ملوك حمير" ( ص 45): قال وهب: "وإن الله أنزل على هود أربع صحف، ثم إن الله تبارك وتعالى قبض هودا ودفن بالأحقاف بموضع منه يقال له الهنيبق بجوار الحفيف، فإن نهر الحفيف أخرج الله فيه الماء المعين وغرست فيه الثمار من يوم أخرج الله فيه آية هود".
نشأة الزيارة
لم تنقل لنا كتب التاريخ بالتحديد عن أول من قام بها، بل المنقول أن زيارة قبر النبي هود كانت منذ قبل الإسلام وبعده، وأكد ذلك كثير من المؤرخين ما يفيد أن قبره في الأحقاف في حضرموت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة بجوار نهر يدعى الحفيف وهو النهر الذي لا يزال جارياً بجوار قبره حتى اليوم وبالقرب منها بئر تدعى بئر برهوت التي يقال بأن أرواح الكافرين تسكنها , ولمن يريد التأكد من صحة ذلك ينبغي عليه الرجوع إلى كتاب "نيل المقصود في زيارة نبي الله هود" للعلامة سالم بن عبدالله الشاطري فسيجد كل ما يتعلق بزيارة نبي الله هود ومجمل الشكوك التي أثيرت حول تلك الزيارة لها أجوبة وردود مفصلة تفصيلا كاملا ودقيقا مما لا تدع بها مساحة للشك, فما جاء في القرآن الكريم وما أكدته كتب التفاسير وبعض كتب الحديث والتراجم بالإضافة إلى الاستصحاب والتواتر وما ذُكرَ في النقول التاريخية الكثيرة كل هذه المصادر تؤكد على وجود قبر هود عليه السلام في حضرموت.
دروس وعبر
تتربع القبة قاعدة مربعة الشكل ثم مبنى له نفس شكل القاعدة يحيط بها بحيث تقف القبة والمبنى المحيط بها على صفين من الأعمدة بينهما رواق، الصف الداخلي مكون من أعمدة ذات قاعدة مربعة الشكل تحمل القبة مباشرة وتنتصب في الجهة الشرقية والشمالية والغربية حيث منع الانحدار الجبلي الأعمدة في الجهة الجنوبية أما بالنسبة للصف الخارجي فقاعدة أعمدته دائرية الشكل ويزين صف المشربية بما يسمى بــ (الخيش) واجهات قاعدة القبة والمبنى المحيط بها كما يحيط بالقبة كذلك حزام من الخيش وكالعادة تظهر العرائس، على حافة الجدران المحيطة بقاعدة القبة والمبنى المحيط بها, ويُذكر أن الشيخ حكم بن عبد الله باقشير المتوفي سنة 878هـ قام بعمارة المشهد المذكور عمارة تامة وبناه بالحجر والنورة وجعل عليه قبة ومهَّد ما حواليه, وكان ذلك في القرن التاسع، ثم جاء بعده السيد محمد بن أبي بكر بلفقيه صاحب بنجافور في جاوا فعمر القبة ومهد الطريق المؤدية اليها من الجانبين سنة 1097هـ 1685م.
فعاليات الزيارة
ويُذكر أن بلـدة تريم وأهلها هم الأصل في الزيارة، ولذا فإن عوائد الزيارة وترتيبها مرتبط بأهل تريم ثم يأتي دور بقية المدن مثل سيئون وغيرها من المدن المجاورة.
ويقضي الزائرون أيام الزيارة وهي أربعة أيام وأوقات الزيارة اليوميّة تبتدئ قبل الفجر وتمتد إلى طلوع الشمس, ثم ينفضّ الجمع بعد طلوع الشمس, وفي المساء يأتي دور الزيارة اليوميّة الثانية وتبتدئ بصلاة المغرب ثم يقرأ الجميع سورة هود، بمثل الزيارة الأولى وتنتهي بصلاة العشاء.
يحرص زائري الشعب بكل فئاتهم العمرية كباراً وصغارا وحتى الشيوخ على الاغتسال في النهر القريب من قبر النبي هود وعند الفراغ من الاغتسال يتأهّب الجميع لأداء مراسيم الزيارة ، وقبل التحرّك يركع كل زائر ركعتين في مسجد حصاة عمر، ويركع الجميع ركعتي سنّة الوضوء ويتوجّهون إلى بئر التسلوم.
ويفد الزوّار إلى شعب هود ولكل وفد وبلد دخلة واحدة فقط تشتمل على صفات مميزة, أما لمدينة تريم فإن لكل بيت من بيوت العلويين دخلة وزيارة وهي دخلة أحمد بن زين الحبشي ودخلة آل الحدّاد ودخلة آل بلفقيه ودخلة الإمام حامد بن عمر حامد باعلوي..إلخ، وفق نظام خاص متعارف عليه منذ القدم.
على طريق العودة
بعد أن يقضى الزوار ثلاث ليالي في ذلك الشعب المبارك، وبعد أن انهوا التقاليد المتعارف عليها في الزيارة وقطفوا ثمارها الروحية والتربوية وأخذوا نصيبهم من بركة تلك المجالس الدينية، يحرص الزوار على اقتناء الهدايا من السوق لتقديمها إلى الأهل والأقارب والجيران وتتنوع تلك الهدايا بين الكعك والمساويك والسمسم (الفحيط) والثياب والألعاب وغير ذلك، ويقام في تريم سباق للإبل التي كتب لها أن تسافر إلى ذلك الشعب فعند العودة يتم تنظيم سباق للإبل يقام كل عام وهو ما يسمى بـ (الحيكحيك) حيث يجتمع كل أهالي مدينة تريم وغيرها من المناطق المجاورة لحضور ذلك السباق الذي يعتبر من التراث الذي تميزت به مدينة تريم.