انقطاع الكهرباء وشح الديزل أزمة تخنق المواطن في عدن

> رصد: وليد الحيمدي

> على الرغم مما تمتاز به عدن من مكانة كبيرة كونها العاصمة الاقتصادية والتجارية ووجه البلد السياحي، إلى جانب ما تتميز به من موقع استراتيجي هام، إلا أن ما يحدث في مدنها من انقطاعات متكررة للكهرباء، وأزمات في مادة الديزل يوضح على ذلك.. فمواطنوها يعانون انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي، وأزمة في مادة الديزل، فأمام محطات الوقود المختلفة في محافظة عدن نشاهد أرتالا من السيارات بانتظار دورها للتزود بالديزل.. «الأيام» تسلط الضوء على هاتين الأزمتين.
تحدث إلينا في بداية استطلاعنا الشاب أحمد الحمادي قائلاً: «صراحة نحن نعيش هنا في محافظة عدن معاناة كبيرة متمثلة في انقطاع الكهرباء المتواصل والأزمة الحاصلة في مادة الديزل، إلى جانب العديد من المشاكل التي نعانيها مثل تراكم القمامة وطفح المجاري وغياب الأمن وغيرها سببها الرئيسي الفساد الحاصل في معظم المؤسسات والمكاتب في المحافظة.. أما بخصوص الكهرباء فنحن نعلم عدم استقرارها في فصل الصيف نهائياً، فالإهمال يزيد يوماً بعد يوم، والدولة لا تسعى لعمل حل لهذه المشكلة المتكررة كل عام، وفي الأيام القليلة يهل علينا شهر رمضان المبارك، ومشكلة انقطاعات الكهرباء ما زالت مستمرة، فنحن نصبر الحر لكن هناك من لا يستطيعون تحمله مثل كبار السن، ومرضى الضغط والقلب والسكري.. أما أزمة الديزل فالحكومة هي المسؤولة عن هذه الازمة، لأن قبل أربع سنوات كانت هناك أزمة، لماذا لم تستفد الحكومة منها؟! وفي الأخير أوصي المواطن الكريم بالصبر الجميل».
* أزمة مفتعلة
أحمد جمال الخُبش (شاب من أبناء كريتر)تحدث عن أزمة الديزل بالقول: «أرى في أزمة الديزل غموضا، لأنه عند حلول شهر رمضان المبارك من كل عام نلاحظ الأزمة تتفاقم، وأعتقد أن الأزمة مفتعلة من قبل المسؤولين والقطاع الخاص من مراكز تجارية ومحلات، هذا كله يؤثر سلبا على المواطن المسكين المغلوب على أمره، وتثقل كاهله، فأغلب مواطني عدن هم من ذوي الدخل المحدود،وهناك سلسلة من الهموم تتوالى عليه فشهر رمضان المبارك على الأبواب، والكل منا يعلم متطلبات هذا الشهر الفضيل ثم يأتي عيد الفطر المبارك واحتياجاته من ملابس وغيرها ثم عيد الأضحى وكبش العيد وغيره من المتطلبات، ثم المدارس ومتطلبات الأبناء من ملابس مدرسية وحقائب ودفاتر وأقلام وغيرها والأسعار مستعرة.. أما مشكلة الكهرباء فحدث ولا حرج،وأعتقد أن الشعب أصبح مخدرا من الانقطاعات المستمرة للكهرباء».
* لكل يعاني
عبدالله سنان المطحني، مالك محل تجاري،يوضح قائلاً: «نحن التجار نعاني مثلما يعاني المواطن، فالكهرباء في انقطاع مستمر والديزل منعدم، والمجاري تطفح وتصل أمام محلي، والقمامة بجوار المحل، والرائحة يا سلام، فنحن التجار والمواطن العادي منكوبون، أما بالنسبة للديزل فأنا من نفسي ذهبت إلى المحطة واصطففت مع المصطفين، ازدحام شديد يجعل الواحد يكره نفسه، هذا كله من أجل الديزل الذي أصبح مثل الماء نحتاجه في الإنارة في البيت والمحل.. ونطالب جهات الاختصاص بنظافة الشوارع والأماكن التي بجوار محلاتنا».
وائل جمال السروري، عامل في محل، يقول:«انقطاعات الكهرباء مزعجة جداً لنا نحن العمال،والسبب أننا نداوم لمدة اثنتي
عشرة ساعة، لذا نحتاج إلى عدة ساعات للراحة والنوم، لكن الكهرباء تنطفئ وقت النوم،أليس هذا إزعاجا لنا ولغيرنا من المواطنين، إلى جانب أزمة الديزل التي تحدث كل عام، فالمسؤول الأول عنها وزارة النفط والمعادن، وهناك مشكلة تناثر أكوام القمامة وانتشارها في الطرقات والشوارع وهذا يعني أن هناك تقصير من قبل صندوق النظافة وتحسين المدينة، فشهر رمضان المبارك على الأبواب والوضع في عدن مزرٍ للغاية ،وهو لم يتغير منذ عشر سنوات.. الواقع في عدن مالوش حل».
*أزمة جديدة قديمة
وتحدث الشاب محمد أحمد الحمادي،خريج جامعي، عن الوضع المزري والمعاناة التي يعانيها المواطن في عدن وعموم اليمن من انقطاعات الكهرباء والأزمة في مادة الديزل قائلا: «في البدء نهنئ الشعب اليمني بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى المسلمين أجمعين بالخير والبركات،أما بخصوص المشاكل التي أتعبت وأثقلت كاهل المواطن اليمني على مدى سنين طوال تتمثل في مشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي يعاني منها المواطن ليل نهار، وخاصة في فصل الصيف، فهذه المشكلة إلى الآن لم تحل رغم الوعود المتكررة من قبل المسؤولين، أما أزمة الديزل فتظهر من جديد كأزمة قديمة، فأنا أعتقد أنها أزمة مفتعلة ومدبرة،فهي تأتي قبل حلول شهر رمضان من كل عام».
أبو بكر النمري تحدث بالقول: «حلول شهر رمضان الكريم أثلج صدري، فأنا أحب هذا الشهر الفضيل حبا لا يوصف، ولكن هناك ما يعكرصفوك في هذا الشهر المبارك ألا وهو انقطاعات الكهرباء، لأنها أصبحت حديث الساعة، فالمواطن المسكين ينتابه القلق الدائم في ظل (الكورس) اليومي لانقطاعات الكهرباء.. لماذا هذا الإهمال من قبل الحكومة، التي دائما تعد بحل جذري للكهرباء، وتدفع مبالغ ضخمة لإيجار محطات للكهرباء من شركات أجنبية، متناسية أن هناك تخطيط من أجل إنشاء شبكة متكاملة للكهرباء،بدل هذه المعمعة كلها.. لماذا لا تخصص الحكومة مشروعا لشبكة الكهرباء ويكون حق الوطن والمواطن، وآخر الحلول هو اعتصام أمام مكتب محافظ محافظة عدن أو الاعتصام أمام الهيئة العامة للكهرباء في (حجيف) للمطالبة بحق الكهرباء حتى يجدون حلا لهذه المشكلة».
نختتم لقاءاتنا مع المواطن أصيل محمد الوليد الذي قال: «إن الأزمات في اليمن وخصوصا الجنوب لن تحل إلا بوجود مسؤولين يخافون الله ويراقبونه في أفعالهم، ليحسوا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، فهم مسؤولون عن المواطنين أمام الله عز وجل.. فمشاكل الانقطاعات المتتالية للكهرباء والأزمة في مادة الديزل والغلاء وغيرها تتحمل الحكومة مسؤوليتها، وتتحمل التدهور الحاصل في البلاد، وفي الأخير رمضان كريم على كل مواطن شريف ».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى