لا يكرم الطالب بل يهان !

> أحمد ناصر حميدان :

> إن الربيع اليمني أثبت أن هناك شعبا يمنيا حيا وطموحا، ويأمل بمستقبل أفضل ليواكب تطورات العصر، وبرهن أيضا بأن النخب السياسية اليمنية ليست في مستوى هذا الحدث الهام والمنعطف التاريخي للنهوض بالوطن.
وما يحدث من تعثرات لاستكمال أهداف الثورة الشعبية الشبابية هي تلك النخب والقوى السياسية، كانت حليفة للنظام السابق و ترهلت كثيرا، كانت ترعى من ميزانية الدولة وسكنت الفلل الفخمة وركبت السيارات الفارهة وصارت منغمسة في الفساد لهذا لم تتمكن من إدارة المرحلة الانتقالية بإتقان بل عمدت إلى الحفاظ على امتيازاتها، وأضافت امتيازات جديدة لها، وفقدت الهم العام وتلمس معاناة الجماهير وهمومهم، فالحدث فوق مستواها وقدراتها وإمكانياتها بل يمكن القول إن الترهل الذي أصاب هذه النخب في فترة حكم الاستبداد قد أضعفها، واستأنسها النظام السابق حتى أفقدها الروح الوطنية الحقة والنضالية. الكهرباء هي المعضلة الأهم في مصفوفات الهم العام للمواطن التي لم تتمكن الحكومة من ترشيدها وحمايتها وإدارتها بصورة أفضل كخدمة ضرورية وهامة في مرحلة مفصلية وحساسة.. الكهرباء المرتبطة بأمور عدة حولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، وخاصة في المناطق الحارة وشديدة الحرارة ومنها عدن وأخواتها من المناطق الساحلية كالحديدة والمكلا والشريط الساحلي الطويل، الذي تمتاز به اليمن.
كمواطن لم استوعب ما يدور.. يحدث الخلل دائما في أوقات الحاجة، وتستقر الكهرباء في أوقات اللا حاجة، وكمثال الليلة الماضية التي تسبق صباح يوم جلوس الطلاب لامتحانات الثانوية العامة كانت من أصعب ليالي انطفاء الكهرباء في عدن والمدن الأخرى.. أرهقت أعصابنا، وحطمت جيلا من شباب المستقبل، جعلت أعصابهم منهارة ومتوترة وهم مقدمون صباحا على امتحان يكرم فيه المرء أو يهان.. والحكومة أهانتهم قبل الجلوس على طاولة الامتحان!!.
كل هذا يجعل المواطن يتساءل ما دور حكومة الوفاق؟ وأي استعدادات وترتيبات قدمتها للطالب لتهيئة أجواء الامتحانات؟ ولماذا يشتد الانطفاء وقت الحاجة، ليلة امتحان الثانوية العامة؟ وهل هناك من يعبث بمستقبل البلد وبالذات النشء جيل وعماد المستقبل؟!.. البعض من المتشككين ذهب للقول إن هناك تعمدا مقصودا ليخلق تعاطفا من ضعفاء النفوس ليبرروا الغش أو يؤسسوا لظاهرة غش مسببة.
اتقوا الله بهذا الوطن!! إن كنتم قادرين على إدارة شؤون الناس وتحسين ظروفهم وتسهيل أمورهم وخلق حالة من الرضا العام والتفاؤل للمستقبل المنشود ورسم طريق سوي للانتقال السلس للدولة المدنية ومحاربة الظواهر السلبية بالعمل الجاد والمثابر، ما لم اتركوا الأمر لغيركم ليقودوا المرحلة، واستريحوا لتريحوا المواطن من تراخيكم وترهلكم وفشلكم الواضح.
يوم أمس والليلة التي سبقته أثبتا بالملموس الفشل الذريع للحكومة في إدارة البلد وشؤون الوطن والمواطن، لأن هناك من يريد انحطاط التعليم وإتاحة الفرصة للغش ومحاربة أي نوايا صادقة لتجنب الغش في هذا العام. صباح يوم الامتحان (أمس) كان الطلاب في وضع سيء جدا، أعصاب منهارة وتوتر وتذمر وقلق وخوف وسهر وتعب، حتى المواطير جعلت أذانهم صماء وعقولهم (دوشة).. الله لا سامح من كان السبب، حتى المعلم الذي كلف بمراقبة هذا الطالب وتسهيل أمور الامتحان هو نفسه في حالة يرثى لها لا نوم ولا راحة، أتوقع أن تكون اعصابه منهارة وكل هذا سببه الكهرباء يا وزير الكهرباء!. أملنا بالأخ الرئيس أن ينقذ الوطن من هؤلاء المترهلين، فالوطن بحاجة لقوى جديدة، قوى لم تتلطخ بالفساد ولم تترهل بالامتيازات، حكومة تكنوقراط حكومة كفاءات حكومة تخرج البلد من أزمته، حكومة تعزز التفاؤل لدى المواطن للانتقال لمستقبل أفضل، فالشعب منتظر قراركم الحكيم في ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى