من أهم مستشفى إلى مبنى يفتقر إلى كل شيء..مستشفى الجمهورية بعدن .. إهمال يدفع فاتوته المواطن

> استطلاع /وليد الحميدي:

> يعد مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن من أهم وأبرز المستشفيات في اليمن إن لم يكن أعرقها، إذ يعود تاريخ نشأته إلى أواخر خمسينيات القرن الماضي، بني بأمر من الملكة البريطانية اليزابيث الثانية إبان استعمار بريطانيا لعدن، فكان قبلة يأمه المرضى من عموم الوطن جنوبه وشماله، حيث كان أبناء الشطر الشمالي ـ قبل الوحدة ـ يأتون إلى عدن للتداوي في هذا المستشفى العريق لسمعته الطيبة وما كان يقدمه من خدمات ورعاية صحية جليلة للمرضى، وما يتوفر فيه من إمكانيات وأجهزة طبية متطورة آنذاك.. أما اليوم فحدث ولا حرج فلم يُعد لهذا المشفى من رصيده الخدماتي وسمعته الطيبة إلا اسمه ليدل عليه، نتيجة ما حل به من إهمال وفساد وتهميش متعمد من قبل الجهات ذات العلاقة.
البداية كانت مع عضو اتحاد الصيادلة العرب الدكتور عادل عبد الغني المعاين، والذي أعرب عن أسفه الشديد لما حل بهذا الصرح الطبي العريق من إهمال وتدهور في الآونة الآخيرة، ما بات يتطلب إعادة تأهيله في كافة الأصعدة، بدءاً بالأقسام الداخلية لغرف العمليات، و تجديد الطوارئ وتطويره، بالإضافة إلى إنشاء وحدة مختبرات أساسية دقيقة لتشخيص الأمراض بسهولة.. وأوضح المعاين في إطار سرده لما حل بهذا الصرح الطبي من إهمال بالقول: "المستشفى بشكل عام يحتاج إلى ترميم، مع المحافظة على أصالة نمطه المعماري، لكونه يُعد من تاريخ عدن القديم"، وأضاف صاخراً: "لا شيء يوحي فيه بالجاهزية سوى ثلاجة الموتى، فهناك أقسام وحجرات متهالكة ومرضى ينامون على الأرض لافتقار الغرف إلى الأسرة، والنظافة معدومة، وكذا وحدة التكييف غير متكاملة"، موضحاً أنه "لا يمكن تجاوز هذه المعضلة إلا بإيجاد إدارة صارمة وقيادة ذات رؤية مستقبلية لانتشال هذا الصرح مما هو فيه، وإعادته إلى دوره الطبي المعهود قبل أن يحل به ما حل بمستشفى عدن".
* وضع مزري
الدكتور سالم ناصر جابر أستاذ بكلية الطب، عبر عن تخوفه مما حل بالمستشفى من تدهور في كافة مجالاته، بدءاً بالإهمال والنظافة والمجال الصحي وغيرها من العيوب الكبيرة التي لا يمكن ذكرها لعراقة هذا المستشفى ومكانته في نفوس الأطباء والمواطنين التي اكتسبها فيما مضى، ويضيف جابر: "مستشفى الجمهورية له مكانة خيالية في قلوب الأطباء والهيئة الأكاديمية في كلية الطب بجامعة عدن، لهذا أتمنى أن يُهتم بهذا الصرح ليعود إلى مجده وريادته الصحية من جديد ليسمع أنين المريض".
شحة الامكانات
أما الدكتور محمود المعاين فيقول: "على الرغم من شحة الإمكانيات المادية المخصصة لهذا المستشفى إلا أنه مازال يقدم خدماته للمرضى والمواطنين، وذلك بالدور الإيجابي الذي يقوم به الكادر الطبي الذي يسعى جاهداً في التخفيف من معاناة وآلام المرضى"، وطالب محمود أهل الخير ورجال الأعمال والمؤسسات والمنظمات إلى الوقوف والإسهام لإعادة هذا المستشفى إلى عهده السابق ليستطيع تقديم خدماته للمرضى بشكل يرقى إلى مستواه الصحي، ويلبي احتياجات المرضى والمواطنين على أتم وجه".
المواطن حسن المناع يبدأ حديثه بالمقارنة بين ما كان عليه المستشفى في الماضي والخدمات الطبية التي كان يتلقاها المرضى فيه، "ووضعيته الحالية التي تنذر بإغلاقه بالكامل، بعد أن طالته يد الفساد"، ويضيف المناع: "لقد كان القادم لهذا المستشفى من دول الجوار ينذهلون بتطور هذا المستشفى وتقدمه، واليوم يخجل المرء حال قدم إليه زائر من دولة أخرى نتيجة لما يعانيه من إهمال وفقدان للنظافة ونقص في الإمكانيات والأجهزة والكادر وغيرها من المعاناة، وهو ما زاد من هموم المرضى وآلامهم، إذ يضطر المرء إلى تحويل مريضه إلى مستشفى خاص لمعالجته وما يترتب على ذلك من خسائر وتكاليف علاجية باهظة، بعد أن أهمل هذا المستشفى والذي كان يشكل الملاذ الآمن للمرضى صحياً ومادياً".
أما أياد الزامكي فيرى أن "الفساد له نصيب الأسد في ضياع المستشفى من الناحية الإدارية والمالية"، محملاً ذلك جهات الاختصاص بدءاً بوزارة الصحة حتى قيادة المستشفى، و"النتيجة مزيد من المعاناة للمرضى والمواطنين لاسيما أبناء عدن".
* خدمات صحية متردية
الصحفي محمود كرامة يقول: "إن تناول مثل هكذا موضوعات تُعد غاية في الأهمية بتناولها ومعالجتها، ومستشفى الجمهورية أحوج إلى هذا للكشف للرأي المحلي والوطني عن ما وصل إليه من تردٍ وإهمال طال كافة جوانبه الإدارية والمالية وقلة الخدمات الطبية"، وأشاد كرامة بالكادر الطبي في المستشفى والتأهيل لبعض كوادره لاسيما بخصوص مرضى السكري، وتكسر الدم المنجلي ومرضى القلب.
هاني كوكني (ممرض في المستشفى) يوضح عدم الاهتمام بالممرضين والكادر العامل فيه المتمثل في عدم صرف مرتباتهم ومستحقاتهم "مما زاد من معاناة المرضى نتيجة للإضرابات التي يقوم بها الموظفون".. ويواصل: "إلى الآن لم نستلم حقوقنا، وعند مطالبتنا يوجهونا إلى مكتب الصحة الذي بدوره يجيب "ليس لدينا تعزيز"، وعلى الرغم من ذلك مازلنا نؤدي دورنا في خدمة المريض".
* أعيدوه لسيرته الأولى..
محمد عادل (أستاذ تربوي) يوضح أن "لمستشفى الجمهورية جهودا جبارة في العقود الماضية في خدمة المرضى والاهتمام بهم وتطبيبهم، فضلاً عن تقديم العديد من الأدوية المجانية، وكثيراً من التسهيلات التي عادة تصب في خدمة المريض والمواطن، وهو ما فُقِد اليوم".. وطالب البكري الدولة والجهات المختصة "بالاهتمام به، وتعيين الكادر الطبي الذي يحترم مهنته ويهتم بمرضاه كاهتمامه بنفسه، وكذا إيجاد إدارة صارمة وحازمة لإدارة المستشفى، ومجانية العلاج، إلى جانب الاهتمام بالمظهر الخارجي للمستشفى مثل التشجير، كمحاولة لإعادته إلى مظهره وسيرته الأولى التي كان عليها في القرن الماضي".
عبده أحمد الزبيدي (ممرض في مستشفى الجمهورية، يقول: "الموظفون والمرضى ـ على حد سواء ـ يعانون في المستشفى".. ويضيف: "نحن نعمل بورديات متواصلة وإضافية، في الوقت الذي لم نتحصل فيه على حقوقنا من مستشفى هو الآخر وصل إلى حالة يرثى لها من تدهور بشقيه الإداري والخدماتي، فالأطباء لا يؤدون واجباتهم في خدمة المريض في ظل غياب الإدارة الحازمة الذين لا يهتمون بمرضاهم بقدر اهتمامهم بمصالحهم الخاصة".

مقدمة المستشفى الجمهورية
مقدمة المستشفى الجمهورية


من امام غرفة العمليات
من امام غرفة العمليات


حمامات المستشفى غير نظيفة
حمامات المستشفى غير نظيفة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى