> أعمال الفوضى والغش تتواصل في عدن، ومسؤول أمني ودكتور أكاديمي في مقدمة (المغششين)، وغرباء يمتحنون بدلا عن الطلاب في الفصول.. والأمن يفرق جموع المغششين بمسيل الدموع.
تواصلت لليوم الثالث على التوالي - الخميس - أعمال الفوضى والغش في مراكز الامتحانات بمحافظة عدن في ظل صمت الجهات المعنية ممثلة بمكتب المحافظة والتربية والتعليم والأمن التي لم تحرك ساكنا إزاء ضبط هذه الأوضاع المنفلتة والمؤسفة التي أضحت تمارس في مدارس وثانويات عدن دون حسيب أو رقيب.
ففي مديرية الشيخ عثمان اقتحم عدد من المواطنين و أقارب الطلاب بعض مدارس المديرية، وقاموا بتزويد أبنائهم الإجابات المتعلقة بمادة اللغة الانجليزية لشهادة الثانوية العامة.
وذكر مراسل الصحيفة الذي زار ثانوية ومدارس بلقيس وحاتم والنهضة،أن الفوضى هي التي كانت تسود مراكز امتحان المديرية، حيث شوهد عدد من الطالب يخرجون بملفات الامتحان إلى خارج أسوار المدارس،والبعض منهم داخل ساحتها، أمام أعين المشرفين ومرأى عناصر الأمن المكلفة بالحراسة.
وأكثر الأمور التي شدت الانتباه أثناء عملية الفوضى التي تشهدها مدارس الشيخ عثمان، هو تواطؤ المشرفين والمعلمين مع أولياء أمور الطلبة في التغشيش، وقد شوهد ضابط أمني كبير متواجد داخل أحد قاعات الامتحان بمعية معلمة تقوم بمساعدة نجله على حل الأسئلة في مدرسة (حاتم) بالشيخ عثمان، إلى جانب قيام دكتور أكاديمي بكلية الآداب بجامعة عدن وهو شقيق مسؤول في المجلس المحلي بعدن،يقوم بأخذ أوراق الغش من شباك أحد القاعات وإعطائها للطلاب.
وأكد معلمون أن شاهدوا أشخاصا غرباء يقومون بالامتحان بدلاً عن أقارب لهم، داخل قاعة الامتحان، وأن المشرفين رفضوا التدخل لمنع ذلك.
* غياب مشرفي الامتحانات
وحيال هذه الفوضى عبر عدد من المشرفين عن استيائهم من اقتحام المدارس بمساعدة رجال الحراسة، وقال الأستاذ أنور الضالعي - مشرف مدرسة حاتم – : “إن هذا العام سيكون بالنسبة له آخر عام يشرف فيه على سير الامتحانات الختامية، بسبب الانفلات الإداري والأمني داخل المدارس”.
وشكا عدد من الملاحظين عن نقص وتغيب المشرفين ما سبب لهم مشاكل مضاعفة أفقدتهم السيطرة على الأوضاع، وقالوا “لا يمكن أن نضبط الأمور وداخل كل قاعة مشرف واحد”.
ولم يقتصر الأمر على أولياء الأمور، حيث إن بعض المدرسين الذين اتهمهم الطلاب بأنهم كانوا يطلبون المال من أجل مساعدتهم في حل إجابات المواد، إضافة إلى التسهيل الكبير والمتعمد من قبل المراقبين الذين كانوا يشاهدون، وهم يتركون قاعات الامتحان،تاركين الطلاب يسرحون ويمرحون فيها دون رادع أو ضبط.
وقال لـ«الأيام» أولياء أمور أن من أسباب مجيئهم بمعية أبنائهم إلى مقار الامتحان هي بسبب مشكلة الكهرباء، وضعف التعليم خلال هذه الأعوام، وعدم التزام المدرسين بمسؤولياتهم، مضيفين: “الغش مشكلة كبيرة خصوصا عندما يكون هناك طالب مجتهد وطالب مهمل، فإن الظلم يقع على الطالب المجتهد”.
وقالوا: “المشكلة الكبرى هي عندما يقرر الطالب الفاشل أن يدخل إلى الكلية، وهو جمع علاماته من وسائل الغش فكيف سيكون
المستقبل بالنسبة لهذا الوطن”.
* الأمن يفرق المغششين بمسيل الدموع
من جانب آخر فرقت عناصر الأمن عددا من أولياء الأمور المتجمهرين أمام بوابة مدرسة أحمد حامد خليفة في منطقة ريمي بمديرية المنصورة، ورغم ذلك لم يتمكن رجال الأمن من السيطرة على الوضع، حيث أدخلت إلى وسائل الغش تقنيات جديدة استخدم فيها برنامج (الواتس آب) بالجوال، وتعد هذه التقنية هي الأسرع في تسريب أسئلة الامتحانات،والتي يقوم من خلالها الطلاب بتصوير ورق الأسئلة وإرسالها للخارج، حيث يوجد المدرسون المتخصصون في المادة المعينة الذين بدورهم يقومون في حل الامتحانات وإرسالها مرة أخرى.
يقول عدد من أولياء الأمور: “إن بعض إجابات مواد الامتحان كانت متوفرة ومطبوعة من قبل أن تبدأ الامتحانات،وحين سألنا من أين جاءت وكيف، فإن الإجابة مبهمة”، بعض أولياء الأمور أكدوا أن جنود الأمن هم من كانوا يسمحون لهم بدخول قاعة الامتحان مقابل 500 ريال.
* معلمون تحت التهديد
كثيراً ما يشكو المعلمون والقائمون على عملية الرقابة والإشراف من تعرضهم للتهديد وللاعتداء اللفظي والبدني، التي غالباً ما يكون من ذوي الطالب، ومن بعض الأشخاص الذي يدلفون القاعات وهم يخبئون السلاح، في ظل امتناع عناصر الأمن المكلفة بحماية مقار الامتحانات عن حمايتهم، وعجزها في التصدي للأعمال المحرضة على الفوضى والاقتحام.