المعهد التجاري والتقني بعدن أوضاع صحية تهدد الطلاب وبسط عشوائي بتواطؤ الإدارة

> استطلاع /عبدالعالم العتابي.

> يُعد التعليم الفني والمهني عمود بناء وتأهيل وتطوير أساسي يرتكز عليه بناء الأوطان في مجالات عدة، ولن يتحقق هذا إلا عبر الاهتمام بالمعاهد الخاصة التي من شأنها العمل على توفير مخرجات مصقولة ومتأهلة بإمكانها أن تحقق الغاية والهدف التي أنشئت لأجلها،غير أن الوضع الذي يعتري هذا المعهد حاليا في مديرية خومر مكسر - عـدن، جعل من هذا المعهد يفرغ من حصيلته العلمية والتقنية، حيث ثمة أوضاع وظروف مهملة يشهدها هذا المعهد والتي تتمثل، بالبسط العشوائي على ساحاته الداخلية، ناهيك عن ما يعانيه طلابه من ظروف لا تتوافق مع طبيعة العلم ومع مكانة هذا المعهد الذي يعد من أقدم المعاهد الفنية في شبه الجزيرة العربية.
يعاني طلاب المعهد التجاري بخور مكسر عدن، العديد من المشكلات والمعاناة التي أثرت على إمكانية الطالب المادية وأدت إلى انخفاض تحصيله العلمي.
وحول معاناة الطلاب في هذا المعهد، يقول الطالب رائد علي صالح: "إن المعاناة في هذا المعهد كثيرة وكبيرة، بدءاً بسوء التغذية وطفح المجاري، فضلاً عن افتقاره لحمامات صالحة للاستخدام، كما إن الحمامات تنعدم فيها الصنابير والمياه التي لا يعرفها طلاب المعهد إلا لساعتين في اليوم الواحد" .
ويوضح رائد: "أن طلاب المعهد كانوا قد تقدموا بشكوى تتعلق بهذا الشأن، إلى نائب العميد لشؤن الطلاب، ومدير السكن إضافة إلى مدير المديرية، غير أن شكواهم لم يتم التجاوب معها، بل زادت المشكلات بتفاقم القمامة والقاذورات في أكثر من موقع" .
المعهد والبالوعات تحيط به
المعهد والبالوعات تحيط به
* سوء تغذية
ويشكو الطالب محمد عبدالرب، أحد طلاب السكن الداخلي للمعهد، أنهم كطلاب يسكنون في المعهد يعانون كثيراً من سوء التغذية التي عادة ما تقدم لطلاب السكن، حيث تخلو من القيمة الغذائية وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.
ويضيف: "وقائمة الوجبات الغذائية التي توفر لنا عبارة عن (قرصي روتي) لكل طالب في الصباح، وعادة ما تكون (أقراص الروتي) التي تأتينا تكون بائتة، إلى جانب قليل من (الفاصوليا) من بقايا وجبة العشاء.
ويختتم محمد: "لا توجد هناك رقابة من قبل الإدارة على شؤون التغذية لطلاب السكن، إذ أن معظم الوجبات التي تقدم لنا كالدجاج مثلاً تأتينا منتهية الصلاحية" حسب قول الطالب.
* انتشار الأمراض
بدوره أوضح الطالب أشرف البارعي "عن إصابة عدد من زملائه بأمراض نتيجة ما يقدم لهم من أطعمة سيئة التغذية، في ظل عدم التزام القائمين على شؤون المطبخ بالنظافة، حسب تعبيره".
وقال: "هناك تأكيدات طبية صادرة عن مستشفى الجمهورية تؤكد فيها أن بعض الطلاب ممن أجريت لهم بعض الفحوصات أثبتت عن تعرضهم لتسمم غذائي".
ويضيف البارعي" :وفي هذا الخصوص تم إبلاغ الإدارة وغير ها من المعاناة التي يواجهها الطلاب في السكن، ولكن كثيراً من المعاناة والشكاوي لا تجد من يستجيب لها بروح المسؤولية والحرص" .
أسلاك خطرة تهدد أرواح طلاب المعهد
أسلاك خطرة تهدد أرواح طلاب المعهد
* سكن محاط بالمجاري
يقول الطالب أحمد علي البيتي: "إن ما يعانيه طلاب السكن الداخلي، لا تقتصر فقط على قصور الجانب الغذائي، وإنما أيضا تشملها قضايا صحية وبيئة سيئة" .
وأشار في حديثه إلى: "أن طفح المجاري داخل باحة المعهدة أكثر المشكلات التي يواجهها الطلاب، ويعلق ساخراً: "هناك بحيرتان بجوار السكن منذ عام، إحداها تقع أمام بوابة (المطبخ) مما يجعل الطالب يضطر إلى الوثب عليها حتى يتسنى له استلام وجبته، فيما تقع البحيرة الثانية خلف المعهد مباشرة، الأمر الذي أدى إلى انتشار البعوض والأوبئة التي نجم عنها إصابة العديد من الطلاب بالأمراض نتيجة استنشاقهم للانبعاثات والروائح الكريهة التي تتراكم بشكل مقزز".
حمامات المعهد غير صالحة للاستخدام
حمامات المعهد غير صالحة للاستخدام
* أمن غير متوفر
بدوره أشار الطالب عبدالقوي ناجي إلى غياب الجانب الأمني في المعهد، قائلا: "لا يتوفر لدينا أمن في السكن، حيث يتعرض الطلاب غالبا للسرقة نتيجة الاهمال وعدم وجود حراسة أمنية تتولى مهام ذلك".
ويلفت بقوله أيضاً إلى "أن مخصصات الطلاب من مستلزمات واحتياجات المبيت (سرر وفرش) لم يتم صرفها لهم منذ عامين".
* سكن بلاحمامات
مشكلة الحمامات هي الأخرى تعد من المشكلات المتراكمة التي يعاني منها الطلاب.
ويصف الطالب رائد علي صلاح، شكل المعاناة التي تكتنف وضع المعهد بقوله: "الحمامات لم تعد صالحة للاستخدام، حيث لا يوجد بها أبواب نستر بها أنفسنا ورائها، ولا صنابير تجر المياه إلينا، ناهيك عن القاذورات التي تملأ المكان ما أدى إلى تكاثر البعوض وانتشار الأمراض بين أوساط الطلاب" .
جانب من النفايات المنتشرة بالمعهد
جانب من النفايات المنتشرة بالمعهد
* البسط على أراضي المعهد
أثناء تجولنا في ساحات المعهد استرعى انتباهنا وجود مساحات تتبع المعهد جرى البسط والاستحواذ عليها من قبل عدد من المتنفذين دون حسيب أو رقيب، وبمساعدة إدارة المعهد.
وكثيراً ما يبدي الطلاب استغرابهم من أعمال البسط التي مست حرم المعهد، وما قد يؤثر ذلك البسط من تهديدات مباشرة على سلامة الطلاب.
جانب من ساحة المعهد
جانب من ساحة المعهد
يقول الطلاب: "إن الأبنية التي بنيت بتناسق مع سور المعهد وداخل باحته، تسببت بانقطاع المياه عنهم، نتيجة قيام ملاك المباني العشوائية المستحدثة بمد أنابيب المياه الخاصة بسكن المعهد إلى منازلهم الخاصة، إضافة إلى خطوط الكهرباء".
ويوضحون أيضاً: "أحد المتنفذين الذين قاموا بالاستيلاء على جزء من المعهد، شرع بالتسوير وإغلاق البوابة الداخلية المؤدية إلى ساحة المعهد، وسمح لنفسه بفتح بابه خاص لمنزله للشارع الرئيس، في ظل صمت الإدارة وغياب الجهات المعنية بحماية الممتلكات العامة، والتي لم تحرك ساكنا لمنع الانتهاك الجسيم الذي يحدث بحق حرمة وحرم المعهد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى