تكريس ثقافة الغش في المراكز الامتحانية بالشمايتين في تعز

> تعز «الأيام» محمد العزعزي:

> تشهد الامتحانات ارباكا و فوضى وتدخل أولياء الامور في سير العملية الامتحانية وتجمهركبير للمواطنين امام بعض المراكز في مديرية الشمايتين بتعز .
وتزايدت مخاوف التربويين وابناء المديرية من انتشار ظاهرة خطيرة وشاذة من شأنها تقويض أركان المجتمع برمته وكثرت دعواتهم لتتضافر الجهود لضمان بناء جيل متسلح بالعلم والايمان والاعتماد على الذات.
وفي عدد من المراكز الامتحانية تمتد الفوضى الممنهجة التي رافقت سير الامتحانات في الاعوام الماضية وما انفكت تراوح مكانها وتطالعنا بين الحين والآخر فتنعكس سلبا على العملية التربوية والتعليمية في المديرية.
وواكبت «الأيام» سير العملية الامتحانية في عدد من المراكز ووقفت امام اوجه الاخفاق في آراء العديد من ارباب الشأن وجوانب القصور واسباب الاهمال.
ويبلغ عدد الطلبة المتقدمين الى الامتحانات الثانوية العامة لهذا العام بالمديرية (3037) طالبا وطالبة يتوزعون على (16) مركزا امتحانيا فيما عدد المتقدمين الى الامتحانات الاساسية في (32) مركزا امتحانيا (3690) طالبا وطالبة.
وشهدت عدد من المراكز الامتحانية وفقا لتأكيدات الاهالي عراكا بالايدي من قبل شباب حضروا برفقة زملائهم وهي: مركز المنصورة بالعزاعز ومركز برح الظهر بالزكيرة الذي حدث فيه اطلاق رصاص ما ادى الى حالة ذعر وهلع للطلبة وكذا مركز النجاح بالاصابح و 13 يونيو ومركز الحمدي بالزعازع.
وقال رئيس قسم الامتحانات بالمديرية صالح علي سلال: “لم نتلق بلاغات حول الانفلات بالمراكز ولكن وجدنا غياب التنسيق بين السلطات المحلية”.
وزاد بالقول: “كلفنا (724) مراقبا للمرحلتين هذا العام”. وفي سياق متصل افاد رئيس لجنة مدرسة النجاح بالأصابح عبدالله سعيد السامعي بقوله: “حدث ارباك امتحاني في اليوم الاول حيث دخل الطلبة بدون ارقام جلوس، وبعض المكلفين ليس لهم صفة قانونية وتخلصنا من المشاكل والازدواجية يوم امتحان مادة اللغة الانجليزية”. وأضاف: “الجو الامتحاني جيد داخل القاعات لكن للأسف لا يوجد علم بعقول الطلبة”.
وقالت الطالبة روضة محمود علوان من مدرسة الشهيد عبدالرحمن الغافقي: “الاسئلة في مادة اللغة الانجليزية ليست صعبة بل وسط وهي اصعب من السنوات المنصرمة”.
ووافقتها الرأي الطالبة لميس عبدالواسع هاشم بأن “الاسئلة وسط فلا يوجد صعوبة”.
وذكر رئيس المركز الامتحاني بمدرسة النهضة للبنات بالتربة سيف عبدالملك العريقي: “ان المعيقات التي يواجهونها في الامتحانات شحة المخصص المالي البالغ (1700) ريال لرئيس اللجنة وهو لا يفي بمتطلبات الحياة كونه يصطحب معه مرافقين يحتاجون نفقات اما المخصص المالي للمساعد فيبلغ (1360) ريالا والمراقب (680) ريالا والملاحظ (510) ريالات”. وأضاف قائلا: “وفرت ادارة التربية والسلطة المحلية مواصلات للجان فردية وجماعية بحسب القرب والبعد للمراكز لاسباب ازمة الوقود، هذا العام..”. أما الجانب الامني فأفاد قائلا: “اشكر مدير عام المديرية ومدير الامن الذين وفروا الامن للمراكز ولا توجد حتى الآن حالات ضبط للغش ولم تسجل حالات مرضية وإغماء بين الطلبة”.
من جهة اخرى قال الطالب مازن عارف محمد غانم من مدرسة العهد الجديد في بني غازي “بالرغم من اننا درسنا المنهج كاملا هذا العام إلا ان، الاسئلة صعبة فوق مستوى عقولنا”. رئيس مركز الفجر الجديد الامتحاني شهاب سيف السفياني نفى وجود غش وقال: “لا توجد مشاكل في المركز والنماذج الامتحانية المتعددة جيدة وسهلة واسهمت في الحد من الغش بشكل كبير”.. واصفا المخصصات المالية بأنها لا تفي بالغرض بالرغم ان الوزارة رفعت المخصص 100 % وبالكاد هذا المبلغ يفي بوجبة
الافطار”. حسبما قال.
في سياق متصل قال التربوي عبدالحكيم الاكحلي:“الوضع الامتحاني هذا العام افضل من الاعوام السابقة ولم نر تواجد النافذين بمركز الفجر الجديد..”. وزاد بالقول: “الجبايات من الطلبة ربما تؤخذ بواسطة سماسرة ونتمنى تجاوز السلبيات في الاعوام القادمة كون هذه الثقافة دخيلة على مجتمعنا المفروضة من النظام السابق”.
من جهته تحدث التربوي سليمان الشرجبي بقوله: “الملاحظ ان المشاكل الامتحانية تأتي من عشوائية توزيع الملاحظين وعدم ابلاغهم بتكاليفهم وعدم كفاية المخصصات المالية لرؤساء اللجان الاساسية البالغة 4080 ريالا قابلة للخصم.. بينما بلغت اجور المواصلات للمركز الامتحاني 12000 ريال”.. متمنيا “مساواة اللجان، الاساسية بالثانوية”.
مدير ادارة التربية بالشمايتين خالد الشيباني قال انه تفقد يوم امس الأول المراكز الامتحانية البعيدة عن مركز المديرية في عزلة الزعازع غرب المديرية واكد وقوع اشكاليات في مركز الزكيرة،وقال: “نحن بصدد ايجاد الحل المناسب وكان ذلك بحضور مشرف التربية بالمديرية عن محافظة تعز عبدالحكيم المهدي وقد تم ايصال المتسبب في الاخلال الى ادارة امن الشمايتين وإيداعه سجن الاحتياط”.
تبقى قضية الغش حاضرة بقوة وتصاعد وتهدد مستقبل الاجيال وسط مطالبات بدور تربوي ورسمي ومجتمعي مناهض للغش في وقت تدار فيه العملية الامتحانية بآلية الماضي مع تحسن طفيف في تنوع اسئلة النماذج ورفع المخصصات المالية لرؤساء اللجان الثانوية ويتوجب على الجهات ذات العلاقة وضع الحلول الناجعة امام كارثة الغش المدمرة لهذا الجيل وتصحيح وتقييم الاجراءات المتبعة لإرساء قواعد جديدة للتخلص من السلبيات ومواجهة الغش بكل قوة وحزم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى