موسم الغش في مدارس عدن بإشراف رسمي وتقاعس أمني (5)..طلاب يمتحنون بدلا عن زملائهم ومدير مدرسة يحول مكتبه إلى مركز للغش

> رصد/ قسم التحقيقات:

> الامتحان قيمته، ولم يعد ذلك المعيار الصحيح والحقيقي لتقويم مستوى الطالب بسبب تفشي ظاهرة الغش وتطور أساليبها إلى درجة أضحى المسئول والمواطن والمعلم والجندي متواطئين فيها لتجهيل هذا الجيل.
وتواصلاً لأعمال الرصد التي بدأتها «الأيام» منذ بدء أول أيام سير العملية الامتحانية في محافظة عدن، فقد رصدت عدسات مراسليها تجاوزات وخروقات جديدة، أبرزها اشتراك رجال الأمن في حل أسئلة الطلاب.. وأين؟!.. داخل قاعات الامتحان!.
ليس امتحانا بل حصة نقل درس
ليس امتحانا بل حصة نقل درس
* مديرية خورمكسر
في مديرية خور مكسر والتي لم تكن بمنأى عما يحدث في مدارس وثانويات الشيخ عثمان وكريتر ودار سعد والمنصورة، فقد شوهد في مدرسة خالد بن الوليد طلاب يمتحنون وبرفقتهم سكاكين.
يقول أحد الطلاب: “نحن نمتحن وكل واحد معه سكين”، وعن سبب حمل الطلاب للسكاكين، أجاب: “نحملها في حال تم محاصرتنا نستخدمها للترويع”، وعن طريقة الغش في الامتحان.. قال: “المسألة بسيطة.. تدخل المراقبة الفصل ويتم إغلاق الباب ونحل براحتنا.. ما أحد يزعجنا من اخارج، حيث نجتمع كل مجموعة حسب نموذج الامتحان”.
لكن يبقى الأكثر قبحا في مدرسة خالد بن الوليد، هو ما يمارسه مدير المدرسة والذي شوهد مكتبه، أمس الإثنين، وقد تحول إلى مركز للغش، بل ويقوم بتقديم خدمات للطلاب بإحضار مدرسة المادة المخصصة للامتحان لتلقينهم الإجابات التي كان يمتحنها الطلاب أمس (اللغة الانجليزية)،كما أن حراسة البوابة جرى مشاهدتهم وهم يسهلون عملية الغش وبتواطؤ من إدارة المدرسة التي حولت الساحة الداخلية إلى أشبه بحديقة يسرح ويمرح فيها الطلاب دون حسيب أو رقيب.
هناك ظواهر مؤسفة تحدث في نطاق مراكز الامتحان بمديرية خور مكسر، طلاب يتغيبون ويتركون زملاء لهم يحلون بدلاً عنهم قائمة الأسئلة، وآخرون متواجدون خارج الوطن بعثوا بغرباء يمتحنون بدلاً عنهم، كيف سمح لهم؟ هذا السؤال لا يملك الإجابة عنه غير المعنيين في مكتب التربية بالمديرية والمحافظة!.
على عتبة باب القاعة
على عتبة باب القاعة
يقول أحد شباب المديرية: “دخلت قاعة الامتحان لزيارة صديقي المتواجد في قاعة الامتحان، ووجدته حائراً في حل الإجابة، فطلبت منه خلع قميصه وارتديته ودخلت القاعة لأمتحن بدلا عنه”.
* طلاب يشكون رجال الأمن
ويوضح طلاب أن “الغش أصبح بالنسبة لهم شيئا عاديا ولا يوجد صعوبة في ممارسته”، لكن مشكلتهم تكمن - حسب قولهم - في أن رجال الأمن يقولون لهم في حال رفضوا إعطاءهم (فلوسا) للسماح لأصدقائهم بالدخول معهم قاعة الامتحان: “خلاص حفظنا صوركم وأنتم بخلاء بالفلوس”.
وفي مشاهد أخرى رأينا رجال أمن يقدمون تعاونهم للطلاب في إتمام عملية الغش، بدلا من حماية المراكز الامتحانية،وحماية سلامة المراقيبن والملاحظين.
حيث شوهد تواجد طقم عسكري بكامل عتاده أمام مدرسة ريدان للبنات، بينما لا تتوفر أدنى حماية للمدرسة المجاورة والقريبة منها والتي يمتحن فيها الطلاب،والأمر المستغرب في هذا السياق هو أن (الطقم) ليس متواجدا للحماية.. بل لمساعدة البنات في حل الأسئلة.. بحسب إفادة مراسلي الصحيفة.
أحد مراكز الامتحان في خورمكسر
أحد مراكز الامتحان في خورمكسر
* مراقب: الغش بلغ مرحلة الإدمان
يؤكد معلم (مراقب): “أن تفشي ظاهرة الغش في عموم المحافظات وخصوصا في محافظة عدن بلغ حد الإدمان”،منوهاً بأن “أولياء الأمور والطلاب وصل بهم الأمر إلى الاحتجاج لعدم السماح لهم بتغشيش أبنائهم، وتهديد لجان الامتحانات،وأورد عددا من الأسباب التي قال إنها ساهمت في تدهور العملية التعليمية وولدت ثقافة مجتمعية وقصوراً في الوعي أبرزها: “ضعف الجانب التربوي،وحشو المنهج الذي يحتوي على معلومات لا تتناسب مع المستوى الفكري للطالب مع ضعف تأهيل المعلم وغياب الوسائل التعليمية، إضافة إلى الواقع المعاش للأسر وللطلاب والذي يعكس نفسه سلبا على العملية التربوية، في ظل انعدام تام وكامل لمسؤولية الدولة والتربية”.

أولياء أمور خارج قاعات الامتحان
أولياء أمور خارج قاعات الامتحان


طاقم أمني خارج مركز امتحان
طاقم أمني خارج مركز امتحان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى