انقطاع الكهرباء.. الكابوس اليومي الذي يجثم على صدور المرضى والأطفال في عدن

> استطلاع / الخضر عبدالله:

> في هذه الأيام التي تتسم بأجواء شديدة الحرارة بالتزامن مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، تزداد وتيرة السخط عند المواطنين بمدينة عدن الساحلية، وبشكل تتعالى معه الصيحات المستهجنة والغاضبة التي ما كان لها أن تتعالى لولا استمرار الانقطاع للتيار الكهربائي الذي أضحى أحد السمات اليومية الواضحة لمعاناة سكان المحافظة. أصوات المواطنين تتعالى غضباً.. فكبار السن يشكون.. ومرضى يعانون.. وأطفال يبكون؛ خصوصا عندما تنطفئ الكهرباء في وقت متأخر من الليل، ما يسبب المزيد من القلق والاكتئاب وتدهور الوضع النفسي لهم.
بدأنا حديثنا مع موظفين من مدينة عدن، وكان في مقدمتهم المواطن معتز عبيد قاسم، والذي شكا قائلاً: “نعاني هذه الأيام من الانقطاعات التي تصل في بعض الأوقات إلى ثلاث أو أربع ساعات متواصلة، وما نتكبده من رسوم مضاعفة تأتينا فوق فاتورة الكهرباء،والتي تصل إلى ثمانية آلاف ريال في الشهر الواحد، رغم أننا لا نستخدم أجهزة التكييف إلا في حدود ساعة ونصف فقط ليلاً”.
وعن الضريبة المرافقة للفاتورة قال: “ليست مناسبة للمواطن ونتمنى أن تلغى فهي ترهق كاهل المواطن المسكين”.
* نخاف تلف الأجهزة
المواطن يسلم محمد سعيد قال: “أبذل قصارى جهدي للحفاظ على الأجهزة المنزلية من التلف الناتج عن الانقطاعات الكهربائية المتكررة حيث نعاني كل يوم من انقطاعات الكهرباء بشكل مستمر وقاسٍ” ويوضح: “نحن نعيش في مناطق ساحلية ومن المفروض أن يكون لدينا تعرفة خاص للاستهلاك، وهو ما وعدت به الحكومة السابقة، ولكن للأسف وزارة الكهرباء لم تحقق هذا الوعد للمواطن ونرجو من قيادة الوزارة الجديدة أخذ هذا بعين الاعتبار، ومعالجة مشكلة الانقطاعات الكهربائية، ووضع حدٍ للتلاعب في فواتير الاستهلاك التي تأتينا وعليها أرقام خيالية”.
* الفوانيس عوضا عن الكهرباء
حلمي القشيني يتحدث قائلا:“دائما نعاني من انقطاعات الكهرباء المتكررة نتيجة ازدحام الخطوط،والفوانيس حلّت في المنازل عوضا عن إضاءة الكهرباء”.
وعن تلف الأجهزة قال: “هناك بعض الأجهزة تلفت علينا بسبب انقطاعات الكهرباء، ونتمنى من إدارة الكهرباء أن تنظر لنا بعين الرحمة والشفقة، فيكفي أن الحر قتلنا، وألا تكون الفواتير خيالية بدون قراءة العداد، فقرّاء العدّاد يكتبون أرقاما تقديرية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء النزول الميداني للتأكد من صحة قراءة العداد، وهذا يعرضنا للكثير من الظلم حين تأتينا الفواتير محملة بمبالغ خيالية”.
* نصحو وننام على الحر والظلام
وفي إطار استطلاعنا التقينا بمواطنة مسنة تبلغ من العمر 70 عاماً، وقد بدت عليها علامات التعب والأرق، شكت لنا: “يا ابني والله الكهرباء حكايتها حكاية.. آخر الليل نقوم من النوم ونغرق في الظلام ونسمع أحد أفراد الأسرة يقول: أين الشمع؟: والبقية يتخبطون في الظلام.. وننتظر إلى ما يقارب ساعتين أو ساعتين ونصف ونحن في معاناة من الحر، والبعض حتى يأتي الفجر حتى يعود التيار الكهربائي إلى منازلنا”.
ويقول المواطن عبدالفتاح محمود: “إدارة الكهرباء في كل عام تقول سنقوم بالتقوية لمواجهة الصيف ولا شفنا هذه التقوية، وفي كل عام نحترق من الحر وكل ما عملوه أنهم زادوا لنا ضعف التيار الكهربائي نتيجة هذه الإضاءات التي عملوها في الطرقات والشوارع التي تستهلك طاقة كهربائية كبيرة”.
* حرام عليكم
كما شكا المواطن صالح أحمد من ضعف الكهرباء، وقال: “تضعف الكهرباء وتعود فجأة وبقوة شديدة ما أتلف علينا الأدوات المنزلية الكهربائية”.
وتساءل بحرقة: “لماذا هذا العبث بنا يا أصحاب الكهرباء مش حرام عليكم؟ نحن نقف على رواتبنا في آخر الشهر وليس لدينا دخل آخر”.
ويضيف : “لقد ذهب النوم من عيوننا ولم يغمض لنا جفن عندما ينقطع التيار الكهربائي، هل هناك من حلول لحل مشكلة الانقطاعات أم نقول حسبنا الله ونعم الوكيل؟!”.
صاحب مختبر المواطن مياز الصبيحي يقول: “انقطاع التيار الكهربائي عن المختبر يسبب لنا معاناة هي في مجملها توقف العمل،وظلمة، وعدم توفر الفحص للمرضى مما يسبب لنا وكذلك المرضى حالة من الضيق والتعب، وتتلف علينا أجهزة تكلف مبالغ باهظة”.
* الانقطاعات تؤرّقنا وتقطع أرزاقنا
وأثناء جولتنا الاستطلاعية عن انقطاعات الكهرباء وأضرارها دلفنا إلى صيدلية (الشهيد) والتقينا بصاحبها الصيدلي عقيد محمد الصبيحي، فقال:“نحن في الصيدلية نعاني كغيرنا من أضرار انقطاع التيار الكهربائي وبسببه تذهب البرودة التي تساعد على حفظ الأدوية، وبذلك قد تنتهي كمية كبيرة من أدوية الصيدلية قبل انتهاء صلاحيتها، ونحن (نطلب الله) وليس هناك من أحد يقوم بتعويضنا جرّاء هذه الخسائر المادية”.
صاحب محل ملابس حدثنا عن هذه المعاناة فقال: “كما ترى يا أخي معنا محل تحت (مسجد النور) وهو عبارة عن (بُغدة)”.. مضيفا: “ تنقطع الكهرباء خصوصا مع حلول الظلام،ويخيم علينا الحر الشديد، وينقطع التنفس عنّا، ونتيجة ذلك بعض أصحاب المحلات يشغلون مولدات كهربائية صغيرة فينبعث منها دخان يسبب لنا الضرر بالاختناق، ونطالب إدارة الكهرباء بالحسم في هذه المشكلة واتّخاذ الحلول السريعة لانتشالنا من هذا الوضع المأساوي”.
* كلمة أخيرة
من خلال أخذ آراء الناس حول انقطاعات التيار الكهربائي بعدن هذه الأيام كان لزاماً على “الأيام” نقل همومهم ومعاناتهم وطرحها على طاولة إدارة مؤسسة الكهرباء.. فهل نأمل أن يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد؟. أملنا كبير أيضاً في الحكومة ببذل المزيد من الجهود لإيجاد الحلول العاجلة للانقطاعات الكهربائية التي باتت تؤرّق جميع أبناء محافظة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى