صالح الحاج .. أربع سنوات (معاناة) !

>
ياســر الأعسم
ياســر الأعسم
في وطني لا مكان للوفاء في ضمير المسئولين، ولا يهم أن تفني أجمل سنوات عمرك تخدمه بشرف، ولكن المهم أن تكون مخلصًا لأصحاب القرار، وخبيرًا في دغدغة مشاعر المسئولين، وشاطرًا بطرق أبواب مكاتبهم صباحًا، وزيارة مجالسهم مساءً!.
لا يحتاج الكابتن صالح الحاج إلى بطاقة تعريف، ولكننا نعتقد أن هناك من تحتاج ذاكرته، وضميره إلى حقن منشطة !.. صالح الحاج فاكهة الكرة اليمنية في زمنها الجميل، ومن نوع اللاعبين ذات الجودة العالية، والذين يشعرونك بالمتعة، وتعشق مشاهدتهم، وواحد من الذين صنعوا مجد نادي الشعلة، ووضعوا قدمه على منصات التتويج، ورسموا الفرحة الأولى، والأخيرة في شوارع مدينة (البريقة)، وبعد عقدين من التألق والإبداع على المستطيل الأخضر، أصبح اليوم يعيش تحت رحمة المرض، ومزيد من تأخير في علاجه قد يكون سببًا بإصابته بالشلل .. لا قدر الله.
قبل عام تقريبًا حدثنا أحد الأصدقاء أن الكابتن صالح الحاج يعاني من مشاكل صحية، ولا يستطيع مغادرة منزله، فذهبنا للاطمئنان عليه، واستقبلنا بابتسامة عريضة، ورحب بنا بصوت مبحوح بالكاد نسمعه، وكان يجر قدمه، ويتحرك بصعوبة، وعند سؤالنا عن صحته قال: "أعاني منذ ثلاث سنوات من مشكلة في أعصاب الرقبة تؤثر على قدمي، ولساني، وأجد صعوبة في الحركة، والنطق، وقد عدت من رحلة علاجية في دولة (الهند)، ولكن دون فائدة، حيث تم تشخص إصابتي على أنها حالة نادرة، ونصحني الأطباء بالسفر إلى إحدى الدول الأوروبية التي تملك إمكانيات علاج حالتي (بريطانيا أو ألمانيا)" .. وقال أيضا: "إن هناك من وعده بتكاليف السفر والعلاج" .. وبعد عام من زيارتنا الأولى كانت لنا زيارة ثانية، فوجدناه مازال ينتظر الوعود!.
أربعة أعوام، والكابتن صالح الحاج يتوجع بصمت، وتسكن الحسرة منزله، وقلبه، وعجزت عزة نفسه أن تطرق الأبواب .. كان (الحاج) مصدر سعادة نادي الشعلة، ومن المؤسف أن يكون مسئوليه اليوم مصدر إحزانه، فمواقفهم السلبية تثير علامات استفهام (!!)، فطوال مدة مرضه لم يجد دعم من ناديه، ولم يزوره أحد من أعضاء إدارته، لا من باب إسقاط الواجب، ولا حتى كموقف شخصي وإنساني!.. إن الظرف الحرج الذي يعيشه (الحاج) يجعلنا نوجه رسالة إلى الكابتن (فضيل) أولاً، ونقول له: "إن موقف إدارتكم غير مسئول، ويحتاج إلى إعادة نظر، فقد كنا نتوقع منكم الانتصار للقيم، فـ(الحاج) لم يكن لحظة عابرة في تاريخ (الشعلة)، ولا يستحق خذلانكم!".
إن صدى مواقف الدكتور نجيب العوج الإنسانية الكثيرة يتردد في الساحة الرياضية، والأوساط الاجتماعية، ونعتقد أن اتخاذ قرار سفر الكابتن صالح الحاج للعلاج في إحدى مستشفيات (لندن) على نفقة المصفاة ليس بالأمر المعقد، وخاصة أن (الحاج) ليس فقط خدم نادي الشعلة الذي يرأس (الدكتور) إدارته، ولكنه أيضا أحد كوادر شركة مصافي عدن.
الكابتن صالح الحاج يبحث عن حق، ولا يطمع بمكرمة، ولسنا متأكدين إن كان رئيس الاتحاد يعلم بمعاناته، ولكن الذي نحن واثقون منه أن (الحاج) دافع عن شعار الوطن منذ كان ناشئًا إلى أن أجبرته الإصابات على ترك الملاعب، كما تم اختياره مدير للمنتخب الوطني (الشباب والأول) أكثر من مرة، وهو من الشخصيات التي تربطها بالشيخ أحمد العيسي علاقة مميزة، ولا نشك بأن كلمة من (الشيخ) تستطيع أن تنقل (الحاج) من مدينة (عدن) إلى أضخم مستشفى في جمهورية (ألمانيا).
الدكتور نجيب العوج، والشيخ أحمد العيسي ليسا وحدهما من تقع عليهما مسئولية علاج الكابتن صالح الحاج، ولكنهما أكثر من يعنيهما أمره، والأهم من ذلك أنهما يملكان السلطة، والقرار، ونعتقد بأن حالة (الحاج) الصحية لا تحتاج إلى مزيد من الانتظار! .. نسأل الله أن يمن على الكابتن صالح الحاج بالشفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى