حمّام الحويمي بكرش مشفى طبيعي للتداوي من الأمراض ومصدر رزق للعائلات..ويتسم بخصائص طبية علاجية تعود إلى مئات السنين

> استطلاع/ عبدالله مجيد:

> تتمتع بلادنا بالعديد من الحمّامات البخارية التي تفيد في علاج العديد من الأمراض سيما الجلدية منها، ومن هذه الحمامات حمّام (الحويمي) الواقع بكرش الصبيحة بمحافظة لحج، ولشهرة هذا الحمّام في معالجة الأمراض أصبح قبلة الكثير من المرضى بغرض التداوي والعلاج أو للسياحة ، حيث يتوافد إليه في اليوم الواحد المئات من الزوار والسياح من داخل الوطن وخارجه، ورغم شهرة هذا الحمام وموقعه السياحي إلا أنه يعاني الإهمال الرسمي من عدم استثماره سياحياً.
يتكون حمّام الحويمي ذو المياه الكبريتية من عدد من الحمّامات بعضها خاص بالإناث واثنين للذكور، ويعود البدء في استخدام هذه الحمامات إلى عقود من الزمن، وبحسب الأبحاث فإن موقع هذا الحمام السياحي يقع على الخط البركاني المترابط مع حمام دمت بالضالع، وعلى الرغم مما يتمتع به هذا الحمّام من ميزات سياحية وطبية إلا أنه لم يحظ بأي اهتمام من قبل الجهات المعنية لاستثماره سياحياً، لعدة اعتبارات يأخذ بعضها سمة التهميش السياسي لوقوعه على خط التماس بين الشطرين سابقاً كما يقول الأهالي .
ولسنوات عدة مضت تسلمت الجهات المعنية في المديرية عملية تحصيل عوائد الحّمام لقرابة عشر سنين إلا أن هذه الجهات هي الأخرى لم تسخر ولو الجزء البسيط لمصلحة الحمام وتطويره، بما يلبي احتياجات الزوار والسياح، ليعود مرة أخرى إلى الأهالي دون أي استحداث يذكر، الأمر الذي خلق في نفوس الأهالي شيئا من عدم الثقة لأي جهة تتقدم لاستثمار الحمّام في المنطقة ، بإقصائها وحرمانها من عائداته التي تتحصل عليه بشكل شبه يومي من دخل الحمّام، بعد تقسيم دخله بين الأهالي بشكل نوبات دورية بين الأسر في التحصيل وتوفير الأمن والحماية للقادمين الذين يتوافدون إليه يومياً بالعشرات من داخل الوطن وخارجه وتبلغ ذروة الزيارة في أيام الإجازات والمناسبات كالعيدين وغيرهما .
* مشفى طبيعي
يُعد حمّام الحويمي من أكثر الحمّامات زيارة من المواطنين الذين يتوافدون إليه من عموم محافظات البلد بغرض العلاج والتداوي، وقد أثبتت قدرته العلاجية فعلياً لدى الكثير.
يوضح الدكتور منصور علي سيف، القيمة العلاجية الطبيعية لهذا الحمام، بالقول: "حمّام الحويمي مشفى طبيعي للتداوي وهو يعالج العديد من الأمراض بحسب ما أثبتته دراسة أجراها متخصصون أثبتت أن مياه هذا الحمّام تحتوي على الكثير من العناصر والفؤائد العلاجية لمعالجة العديد من الأمراض، سيما الأمراض الجلدية، وإذابة الدهون والأملاح وكذا تنظيم الدورة الشهرية لدى النساء، والروماتزم، وتنشيط الدورة الدموية لدى الفرد، كما أثبتت بأن التربة الكبريتية الخاصة بالحمّام أيضاً لها قيمة علاجية كبيرة في معالجة الأمراض الجلدية.
* مصدر دخل الأسر
الشيخ أحمد ناصر وهو أحد وجهاء المنطقة يوضح: "يعود هذا الحمام لعشرات بل لمئات السنين وهو أحد الحمّامات البخارية الشهيرة في البلد، والذي أصبح مؤخراً ملجأ للكثير من المرضى من عموم المحافظات للتداوي ممن يعانون الأمراض، مع أن الكثير قد يئس من الشفاء فشفي بعد استخدامه لمياه هذا الحمام.
ويوضح ناصر: " أن عائدات هذا الحمّام يتم تحصيلها من قبل الأهالي وهي تسخّر لأكثر من مائة أسرة من أبناء المنطقة، كثير منهم يعتمد عليه بشكل أساسي في توفير احتياجاتهم المعيشية.
* أتيتُ لغرض العلاج
يقول محمد علي أحد الزائرين من أبناء محافظة عدن: "هذه زيارتي الثالثة للحمّام بغرض التداوي" .
ويضيف: " أعاني منذ سنة من مرض جلدي تداويت له كثير ولكن سرعان ما يعاود من جديد، ولهذا جئت إلى هذا الحمّام للتداوي بعد أن دلّني عليه أحد الزملاء الذي سبق له أن كان يأتي بأمه لعلاجها من مرض الروماتزم"، ويوضح: "لقد شعرت بتحسن وأتمنى المواصلة، ولكن أعاني الكثير من الناحية الخدماتية، الأمر الذي أضطرّ معه بإحضار وجبة الغداء معي من الصباح، لعدم توفر المطاعم في الحمّام، وكذا افتقاره إلى الفنادق التي يمكن للزائر للمنطقة النزول فيها " .
* افتقار للخدمات السياحية
بدوره عبر الحاج علي محمد ناصر، من أبناء ردفان ما لاحظه أثناء زيارته المتكررة لهذا الحمام، بالقول: "استغرب الإهمال الذي يعاني منه هذا الحمام رغم شهرته وتهافت الزائرين عليه من الداخل والخارج ، وهو يفتقر لأبسط الخدمات التي يمكن أن يتحصل عليها الزائر"
ويضيف: " هناك العديد من الأشخاص يحضرون معهم عوائلهم إلى هذا الحمام ولا يجدون غرفة يقعدون فيها مما يضطرهم للبحث عن شجرة تظلهم أو غيرها، وبعض الأحيان يضطرون بالاكتفاء بالاستحمام سريعاً والعودة إلى مناطقهم ".
واختتم مطالباً: "على الجهات المعنية بالسياحة أن تسخّر ولو قليلاً من مخصصات السياحة في المديرية لتطوير هذا الحمام الذي يُعد الوجهة السياحية للمديرية، بالإضافة إلى تخصيص نسبة ما يتحصل عليه أهالي المنطقة من دخل الحمام اليومي وتسخيره لمصلحة الحمّام بغرض تطويره وتوسعته، بما يلبي احتياجات القادم إليه من زائر وسائح" .
* حمّام سياحي يفتقر إلى الاستثمار
ويختتم كلامه: "حمّام الحويّمي يتمتع بكل بالمقومات السياحية بدءاً من موقعه الاستراتيجي ومكانته العلاجية والتي ستجعل منه مكاناً استثمارياً وسياحياً بامتياز ستعود فوائده حال تمت على أبناء المنطقة ككل بخلق فرص عمل وغير ذلك" .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى