رجال في ذاكرة التاريخ.. حسين أحمد الفقير: جوال دثني في ذاكرة عدنية

> نجيب محمد يابلي:

> الميلاد والنشأة:حسين أحمد عُمر الفقير من مواليد قرية الصبر، دثينة في العام 1938م تلقى دروسه الأولية في معلامة (كتاب) شقيقه الأكبر محمد أحمد عُمر الفقير، أما دراسته الابتدائية فقد تلقاها في عدن، والمتوسط في المعهد التجاري العدني لمؤسسة الحاج ياسين راجمنار، توفاه الله في العام 1924م، وبذلك يكون هذا المعهد أقدم معهد تجاري في الجزيرة العربية.
تم تسجيل حسين الفقير لدى الشرطة المدنية في عام 1956م والتحق بصفوف الشرطة المدنية في العام 1957م، وصادف في ذلك العام افتتاح مدرسة الشرطة بعدن في معسكر البوليس المسلح، والتحقنا بالمدرسة والتحق معنا ضباط من الشرطة (ARMED POKICE) وفضل محمد خليل وأحمد جامع موسى وعلي حسين حبيشي ومنهم فيصل قائد علي الإنجليزي بولتن.
وبعد تخرجنا شجعتني القيادة على المواصلة، وتم تعيني في شرطة التواهي والتحقنا في الصفوف المسائية (EVENING CLASSES) وتلقينا دروساً في مواد مختلفة على يدي كوكبة منهم، الأساتذة حسن علي منيباري وعبده حسين أحمد وعلي أحمد عمراوي وهنود وسودانيون، وبعد ثلاث سنوات عدت إلى الدورة في مدرسة الشرطة، وحصلت على ترقية، واشترطت القيادة بأن التحق بدورة لمدة ثلاثة أشهر لتحمل مسؤولية حفظ السجلات بشرطة التواهي، والتحق معي في نفس الدورة زملاء منهم : سالم الغراب وعلي الصهيبي ومحمد حسن سالم.
عدت إلى موقعي في شرطة التواهي، وبقيت هناك لمدة ثلاث سنوات، وحصلت على علاوة لتقدمي في اللغة الإنجليزية.
حصلت علا دورة تأهيلية لصف ضباط (NON COMMISIONED OFFICERS NCO)، ثم التحقت بعد ذلك في دورة لمدة عامين، وجلست للامتحانات في العمل الشرطوي في خمسة مواضيع باللغة الإنجليزية، وبعد نجاحي عدت إلى العمل في شرطة التواهي لمدة عام واحد، وأرسلت مرة أخرى في دورة ضابط لمدة 16 شهرا عام 1964م، وكان مدير المدرسة للشرطة آنذاك محسن بلال والمدرسون : عبدالله سالم الخضر وعبد الغفار نعمان وعلي حسين حبيشي ومحمد بن محمد، ومن زملائي في الدورة، توفيق حمود وأحمد سعد محسن ومحمد مقبل ضالعي.
* بمعية فيصل قائد في شرطة كريتر
بعد اجتيازي الامتحان نقلت إلى المعلاء وحصلت على درجة مساعد مفتش (Sabinspectoy) لمدة 16 شهرا، ذلك أن فيصل قائد أخذني معه إلى شرطة كريتر، حتى عين قائداً للشرطة هناك، وكان معنا قاسم محمود الغرباني قائد شرطة كريتر السابق.
30 نوفمبر 1957 م
30 نوفمبر 1957 م
* مع محسن بلال في مدرسة الشرطة
في بداية 1965م نقلني حسن بلال إلى مدرسة الشرطة لاكون مدرساً ومدرباً، وأمضيت في مدرسة الشرطة حتى بداية 1967م.
وأعلنت مصلحة الهجرة الاتحادية عن وظيفة مفتش واستأنست لتلك الفرصة لتحسين أوضاعي، وتقدمت إلى لجنة الخدمة العامة، وكان في اللجنة : أحمد علي مسعد وأحمد حسين الصاعدي (تاجر) وتم اختياري من ضمن المتقدمين في إبريل 1967م، ونقلت إلى وزارة الأمن الداخل مدنية الاتحاد (مدينة الشعب حاليا)، وكان الوزير آنذاك صالح بن حسين العوذلي -رحمه الله- ومن كبار موظفيها أحمد علي مسعد وفيصل أحمد غانم وطه محمد مكي.
* رياح الثورة تستهدف أكفئ العناصر
بعد نيل الجنوب استقلاله الوطني في 30 نوفمبر 1967م تم دمج مصلحة الهجرة في عدن ومصلحة الهجرة الاتحادية في وزارة الداخلية لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وكان العزيز آنذاك محمد علي هيثم -رحمه الله- وكان من مديرها العام للهجرة محمد نايف صالح -رحمه الله- وفي عام 1971م برزت إسطوانة مشروخة تطالب بتصفية بقايا القوة الاستعمارية، وكانت تشكل أكفئ العناصر وأخذتنا إلى المعتقلات ومعنا أحمد عبد القادر صالح وأحمد عبده رمزو وعبدالله سعيد ماطر ومحمد عبدالله الدبعي وعبدالرحمن عاصم ومحمد عبدالله الشعيبي والديحي وسلطان.
قدمنا المحكمة في الشعب وكان رئيسها محمد عوض حصامة والمدعي العام طه علي صالح، وأفرجت المحكمة عن بعضنا، إلا أن قوى شريرة أخذتني من بيتي مرة أخرى إلى أمن الدولة، وبقيت فيها شهرين، وأفرج عني (لا سفر لا حقوق لا عمل) لولا قيض الله لنا بريطانيا العظمة التي منحتنا حقوقنا، وانتقلنا من حال إلى حال.
* الرئيس علي ناصر محمد يرد لنا اعتبارنا
في إبريل 1972م، رفعنا رسالة تظلم إلى الرجل الطيب علي ناصر محمد رئيس مجلس الوزراء فأحال طلبنا إلى الخدمة المدنية، وكان مديرها العام آنذاك علي أسعد مثنى -رحمه الله- الذي كان يعمل معي عندما كنت ضابطاً في مصلحة الهجرة الاتحادية والذي أمر بتوظيفي ضابطاً إدارياً في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة خلال الفترة من 1974م إلى 1975م نقلت إلى فرع الجهاز في زنجبار حيث تحملت مسؤولية الفرع، وبعد عامين نقلت إلى فرع الجهاز في الحوطة حيث تحملت مسؤولية الفرع هناك.
قائد فرقة الخريجين من الأفراد في 24 مارس 1966 م
قائد فرقة الخريجين من الأفراد في 24 مارس 1966 م
* إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية GDR
أُبتعث إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية في دورة مالية لمدة 16 شهراً، وعند عودتي إلى عدن التحقت بالمدرسة الحزبية لمدة 13 شهراً، وعدت إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في ديسمبر عام 1982م، وتحولت بعد ذلك إلى وزارة الخارجية ومنحت درجة سكرتير أول بعد تقييم فترة خدمتي ومسؤوليتي في مصلحة الهجرة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
* مع بير أحمد في جمهورية الهند الصديقة
أبتعثني وزارة الخارجية بعدن مع الزميل معتوق علي أحمد إلى سفارتنا في نيودلهي، العاصمة الهندية لبحث مديونة محاسب السفارة المتوفي، وكان الزميل فضل عبدالله عوض (من منطقة بير أحمد العقربية) قنصلنا في مومباي وكان من زملائي في الهجرة (عدن)، وكان الزميل ناصر علي هيثم محاسب القنصلية قد انتهت فترة امتداده، فجائني أمر تعين من الخارجية للعمل محاسباً في القنصلية بطلب من القنصل فضـل، وبقيت في مومباي حتى انفجار الأوضاع في 13 يناير 1986م.
* الرئيس علي ناصر رجل المواقف الصعبة
غادرت الهند إلى صنعاء لمواصلة مشوار المتاعب والاغتراب الذهني والنفسي، أنقذ الموقف الحرج الذي عشته في صنعاء، ذلك الرئيس علي ناصر محمد عينني في مكتبه حتى قيام دولة الوحده حيث عشت ظرفاً أكثر صعوبة وحرجاً فلا الشمال اعترف بنا، ولا الجنوب قبل أن يكون مظلتنا، وبقينا بين مطرق د. عبدالعزيز الدالي ود. عبد الكريم الإرياني مع فارق جوهري، وهذا تعليقي الخاص "أن الدكتور الدالي معروفاً بذماتت خلقه لولا أن الفران العام كان سيئاً وكانت الأجواء مشحونة بالتأمر ومسلسل التصفيات الجسدية والانقلاب على دولة الوحده، مما أدى إلى إعلان فك الارتباط من جانب الشريك الجنوبي علي سالم البيض يوم 21 مايو 1994م، وقيام حرب صيف 1994 الذي انتهى في 7 يوليو 1994م، وفرض الاحتلال على الجنوب.
* حسين فقير وملعون أبوها الوحدة
منح الجنوبيون فتات الفرص، وعين المنتصرون في حرب صيف 94م حسين الفقير ظن طاقم السفارة اليمنية في كينيا في نهاية 1994م، وبدلا من البقاء لمدة (4 أعوام) أسوتاً بسائر الدبلوماسيين اليمنيين في بعثات الخارج، إلا أن القوى المتنفذة العنصرية أبقته في نيروبي (عاصمة الكينيا) لمدة عام ونصف، وأعادوه إلى صنعاء وقاعدو قسراً، ظلماً وتعسفاً وقهراً.
التصرف العنصري الآخر الذي أخذ بعداً قذراً أن الأخ حسين أحمد الفقير لم يخضع راتبه للتقييم والمراجعة منذ تعيينه سكرتيراً أول في الخارجية في أواخر عام 1982م، ودفع الأخ الفقير عدة تظلمات إلى مسؤولي النظام الحقير إلا أنهم رمو بكل الشكاوي في سلة مهملات نظامهم العنصري، ولا يزال راتبه التقاعدي في حده الأدنى (39000) ألف ريالا منذ تقاعده القسري في إبريل 2004م.
الفقير «حديثاً»
الفقير «حديثاً»
* حسين الفقير يحمد الله ويشكر عدن والرئيس علي ناصر محمد
حسين أحمد الفقير كما عرفته رجلا مؤمنا بالله، وقال لي بالحرف الواحد : "الحمدلله والشكر لله، وحفظ الله عدن التي علمتنا وأسكنتنا وثقفتنا وهذبتنا، وأشكر الرجل الطيب الرئيس علي ناصر محمد الذي أسعفني في الظروف العصيبة التي مررت بها في علاجي الأخير سواءاً في دمشق أو في القاهرة.
حقاً إن حسين أحمد الفقير جوال دشني بذاكرة عدنية فهو يعرف - حفظه الله وأطال عمره - معظم الشخصيات البارزة والمعروفة في عدن في كل المجالات، ويندر ألا يعرف أحدا منا والشخصيات المعروفة، بل ويعرف خلفيات كل الأحداث التي وقعت في عدن.. وأراهن أن حسين الفقير يحظى باحترام الكثير والكثير من الشخصيات المعروفة في عدن.
حسين الفقير متزوج وله 6 أولاد نصفهم والنصف الآخر إناث، وكلهم ولله الحمد من مواليد عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى