(محتسبون) يهدون (الأكفان) لمرضى المستشفيات

> «الأيام» متابعات:

> بدلاً من أن يكون الهدف من زيارة المرضى المنوّمين في المستشفيات (التطمين) وبثّ روح التفاؤل بهدف تجاوزهم الأزمة الصحيّة. قلب (محتسبون) المعادلة بـ (إهدائهم أكفاناً)، خلال زيارتهم والتصوير معهم، في خطوة تهدف إلى احتساب الأجر بتذكيرهم بفضل الآخرة، كما يذكرونهم بإمكان حدوث أخطاء طبية وموت مفاجئ وجلطات وزوال الدنيا؛ ما أحدث جدلاً واسعاً بين السعوديين، مطالبين بـ (الوقوف على هذا الأمر ومعرفة من يقف وراءها).
وأثارت صور جرى تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمتدينين وهم يحملون (أكفاناً) ويقدمونها لمرضى في مستشفيات كهدايا (تذكارية) انتقادات واسعة، ووصفها البعض بـ (بمحاولة للبحث عن فرقعة إعلامية)، في ردة فعلٍ مضادّة، تعكس الانزعاج الذي تسببت فيه هذه التقليعة الجديدة، مطالبين استبدال (الأكفان) بـ (مصاحف) أو ما شابه. وتستهدف فئة من المحتسبين المرضى المنوّمين لفترة طويلة في المستشفيات، إذ يزورونهم تحت شعار (الاطمئنان على صحتهم)، ويهدونهم (أكفاناً) تسمّى (منازل السعداء)، ولم يُفهم بعد المعنى من تسميتها بذلك. وينتهي الأمر بالتقاط صور تذكارية مع المريض، بابتسامة وتفاؤل واضحين في مفارقة عجيبة، إذ أن (الأكفان) تشير إلى قرب الأجل.
وتساءل مغردون عبر (تويتر) حول إمكان معرفة هؤلاء المحتسبين عمر المريض الذي يرقد على السرير الأبيض، وما إذا كانوا أطول منه عُمراً، إذ رُبما يكونون من المتوفين قبله، لأن ذلك في (حكم الغيب) وذكروا أن اختيار الكفن كهدية لا يكون سوى للمرضى الميؤوس من حالهم، أو المصابين بالسرطان المنتشر في الجسم ونسبة شفائه معدومة جداً أو مرضى (الأيدز).
وقال عبدالعزيز بن عبدالله في تغريدةٍ أطلقها عبر حسابه: "نعلم أن الموت حق مفروض علينا، لكن الحياة كذلك حق علينا، ومن أبسط حقوق الإنسان أن يجد من يسعده ويدخل السرور عليه"، وهو ما اتفقت معه الجوهرة العاصمي، قائلة: "متى سيفهم هؤلاء أننا خلقنا لنعيش الحياة لا لنموت أو ننتظر الموت " .
بدورها، استنكرت وزارة الصحّة قيام المحتسبين بابتكار طريقة (منافية لآداب الزيارة) والأنظمة التي وضعتها، بدخول الأشخاص المقرّبين والمسموح لهم بزيارة المرضى في أروقة مستشفياتها، حاملين (الأكفان) التي لا يمكن إدخالها من الأساس حال ثبوت صحّة المعلومات، بحسب ما تم تداوله عبر المواقع الإلكترونية موثقاً بالصور، موضحة أن ذلك لم يرد حوله شكاوى من المرضى حتى الآن " .
وقال المتحدث باسم المديرية العامة للشؤون الصحيّة في المنطقة الشرقية خالد العصيمي، لـ "الحياة": "إنه حال تقديم شكاوى من أحد المرضى ضد من قاموا بمثل هذه الزيارات، ستباشر الوزارة في الحال متابعة الوضع والتأكد منه" ، مؤكداً أن الوزارة " تسمح بإدخال ما لا يتسبب في تخطّي الأنظمة والآليات، ويؤثر على صحّة المريض مثل الحلويات والورود وخلافه " .
وأضاف العصيمي: "يجب معرفة الجهة المسؤولة عن هذه الزيارات وأخذ وجهة نظرها"، متسائلاً عن الحكمة والمناسبة من اختيار الأكفان لزيارة المرضى، لافتاً إلى أن الوزارة " ليست مع الموقف وليست ضدّه، على رغم استنكارها الفكرة والمضمون الذي وصلها وتسعى إلى التأكد منه". ولفت إلى أنه " لم تصل ولا حالة لديهم في المنطقة الشرقية حتى الآن، وفي حال ثبوت ذلك سيتم اتخاذ الإجراء اللازم" . وأكّد متحدث باسم "صحة الشرقية" أن الأنظمة: " تمنع دخول الهدايا الكبيرة في حال الزيارة، وذلك يطبّق على الأكفان "، موضحاً أنه "لا يسمح للمحتسبين بالدخول، وهو مشابه لمن يزور المرضى ويقرأ عليهم القرآن من دون معرفتهم بقصد الاحتساب " . وأضاف: " إن الوزارة ستتحرّك لمنع انتشار هذه الظاهرة، والحيلولة دون حدوث التباس " ، مؤكداً أنه لم يصدر أي قرار حتى هذه اللحظة، وذلك بحسب الحالة.
المصدر: عن الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى