عاد للواجهة بعد 36 سنة من اعدامه..الشعب .. في انتظار عودة (سالمين)

> كتب/ ناصر الشعيبي:

> 36 عام هو عمر غيابه عن المشهد السياسي في الجنوب بيد أن هذه الاعوام وما حل بها من كوارث واحداث لا يمر يوماً ولا يذكر فيه رئيس جنوبي اسمه سالم ربيع علي ويلقب (بسالمين).
بصمت غريب ضل ثلة من الشباب يستمعون لـ عبدالكريم قاسم وهو ناشط في الحراك كان يحكي عن سنوات حكم سالمين للجنوب وما شهدها خلال تلك الفترة من تطور اقتصادي لم يشهد لها مثيل.
عدنا من يافع إلى مدينة عدن بعد مشاركتنا في ذكرى تحرير جبل العر الثالثة عندما بدأ عبدالكريم يقص لنا بعض المواقف التي شهدها مع سالمين وبرغم المنعطفات الخطيرة التي مرينا بها في جبال يافع إلى اننا لم نكن مهتمين بها فحديث قاسم الشيق عن ذكريات رئيس جنوبي غير الكثير واستطاع خلال سنوات حكمة بناء مؤسسات الدولة الجنوبية جذب انتباهنا وشغلنا عن التركيز في النظر إلى المناظر الخلابة طوال الطريق.
يقول عبدالكريم قاسم في غصه :رافقت سالمين ايام قليلة لكنها كانت بالنسبة لي كافيه واشعر بالفخر أنني كنت في يوماً من الايام إلى جوار ذلك الرجل.
اخذ قاسم يسرد لنا كيف تعامل مع سالمين عندما ذهب إليه يطالبه بأن يوفر له عمل وكيف سأله عن خبراته العملية، خصوصاً وقاسم ما يزال صغيراً حينها،وكيف أصبح بعدها يعمل في وكالة انباء عدن حتى ليلة بث خبر اغتيال سالمين وتلفيق العديد من التهم إليه منها خروجه عن الاهداف التي ان يسير عليها الرفاق حينها.
انتهى قاسم عن حديثه وكنا قد وصلنا مدينة عدن ، وكان حديث الاخير بمثابة الباب الذي جعل الكثير يبحثون وراء سيرة الرئيس الذي ما تزال سيرة حياته تتداول يومياً كواحد من أبرز الرؤساء الذين يحضون بقاعدة شعبية كبيرة.
يعلق ردفان الدبيس وهو أعلامي جنوبي معروف أن حنين الشارع الجنوبي لسالمين هو لشعورهم أن ربيع لم يكن فقط رئيساً، بل كان أب وكان قائداً ومعلماً وقريب لك الفئات الاجتماعية في الجنوب.
يقول الدبيس إن شريحة واسعة من الشباب تعتبر سالمين قدوة لهم في نضالهم على الرغم أنهم لم يعيشون فترة حكمة إلى أن ما سمعوا عنه جعل الكثير منهم يتأثر بشخصيته، ويحاولون تقليده في كل شيء يقدمون عليه.
قصة ناشطة في الحراك تقول أن سالمين حي
كانت المسيرة تتجه صوب ساحة العروض عندما تقدمت ناشطة من ناشطات الحراك الجنوبي الصف الأول في المسيرة، وتلوح لأحد المصورين أن يلتقط لها صور تذكارية مع الرئيس الشهيد سالم ربيع علي.
منذ انطلاق المسيرة التي تنظم كل أسبوع تضامناً مع معتقلي الحراك - يوم الأسير الجنوبي - كانت الناشطة تسير مع جموع من أنصار الحراك وهي ترفع صورة سالمين بكلتا يديها، وأمام عدسة الكاميرا وقفت لالتقاط الصور، وبعد الانتهاء من التصوير قالت بمليء صوتها هذا هو الرئيس الذي ما يزال حياً في قلوبنا رغم سنوات غيابه.
سالمين هو القائد والرئيس الذي لم تنجب الجنوب بعده من يشبهه..هكذا كانت تخبر ثريا البيحاني - شاعرة شابة - رفيقتها بالمسيرة وهي تشير بيدها لصورة تذكارية لسالمين.
الرئيس الذي عرف بقربه من الطبقة المسحوقة والشعبية بشكل عام، وفي الوقت الذي طغى الحديث عن ضعف قيادات الحراك، يتسأل الشارع عن مصير شخصيات قيادية كان لها وزنها ، وتم الانقلاب عليها عقب الاستقلال من بريطانيا، وبرأي الكثير من الشخصيات الجنوبية فأن من تم تصفيتهم من قادة الجنوب كانوا قيادات من الطراز الأول.. وبلغة عاطفية يقول ناشطون أنه في حال كان كتب لها البقاء ، ما وصل الوضع في الجنوب لهذه الحالة.
مجدداً سالم ربيع يتصدر المشهد في الساحة الجنوبية بعد مرور مايقارب 36 عام على اعدامه، وبرزت صور " سالمين "في أكثر من مسيرة وفعالية مركزية ينظمها الحراك داخل عدن ، فيما ظهرت مطالبات كثيرة للكشف عن مصير الرئيس الذي حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من 22 يونيو، 1969 وحتى استسلامه للمنقلبين عليه في 22 يونيو، 1978 وإعدامه بعدها في 26 يونيو، 1978.
وبحسب تصنيفات لمؤرخين فـ "ربيع" كان قائد الجناح اليساري في جبهة التحرير الوطني اليمنية والتي أجبرت قوات الاحتلال البريطاني على الانسحاب من الجنوب العربي في 29 نوفمبر، 1968. استطاع "الراديكاليون" أن يبسطوا سيطرتهم أكثر من الجناح المعتدل الذي كان يقوده قحطان الشعبي حيث تم الانقلاب عليه. أثناء عهده، تم تغيير اسم الدولة من جمهورية جنوب اليمن الديمقراطية الشعبية إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وذلك في 1 ديسمبر، 1970. بعدها انضم جناح ربيع إلى عدة أطراف سياسية يسارية أخرى لخلق التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية غير أنه عارض فكرة الحزب الاشتراكي اليمني التي طرحها عبد الفتاح إسماعيل.
صالح الجبواني هو واحد من قيادات الحراك كان قد طالب في وقتاً سابق (محسن الشرجبي) - رئيس جهاز أمن الثورة خلال الفترة التي قتل فيها الرئيس "سالمين" - الكشف عن الموقع الذي دفنت فيه جثة الشهيد "سالمين" بعد إعدامه في الـ 26 من يونيو 1978 .
الجبواني أكد: "ان الجنوبيين تصالحوا وتسامحوا موضحا ان دعوته هذه بهدف تكريم الرئيس "سالمين" ومنحه جزء من التقدير والاحترام باعتباره شخصية وطنية فذة نالت حب وتقدير كافة قطاعات الشعب".
وقال "الجبواني" في تصريح صحفي: يحق للجنوبيين توجيه السؤال إلى "الشرجبي" بصفته احد ابرز المسئولين الأمنيين الذين شاركوا واشرفوا على عمليات التصفية للكثير من الكوادر والقيادات الجنوبية.
وبرزت تساؤلات على الساحة الجنوبية خلال الفترة الحالية أهمها محاولة معرفة مصير سالمين المجهولة حتى اللحظة وكذا مصير شخصيات قيادية تم تصفيتها عقب الاستقلال .
أخذ الحنين الشارع الجنوبي لقيادات مر الكثير من الوقت على رحيلها ، في وقت يتحدثون فيه عن فشل قيادات جنوبية تُسبب الكثير من الخلافات بالداخل وتعجز عن أدارة الوضع في الجنوب، وسبق أن وجهت دعوات كثيرة لقيادات الحراك في الخارج للتوحد واعلان قيادة موحدة للحراك.
وحتى يتحقق ذلك فالحديث عن سالمين والحنين لماضية الذي لا يشابه احد في شيء من الرؤساء الذين خلفوا بعده ,سيظل مفتوح حتى يجدون اجابات مقنعه عن مصيره أو يأتي رئيس أخر يقال عنه أن سالمين جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى