الجامعة الرمضانية

> «الأيام» متابعات:

> لا يخفى عليكم أن رمضان المدرسة الأولى بل الجامعة الأولى للتعليم في شتى التخصصات، وها نحن سنحل ضيوفا على الجامعة الرمضانية، وسنطوف في كلياتها لنستزيد من نورها وننهل من ينبوعها، ثالث هذه الكليات: كلية اليقين.
كلية اليقين عندما تكلم أهل مكة عن يوم القيامة وتساءلوا عن حقيقة ذكر الله لهم في سورة النبأ الظواهر الطبيعية الدالة على قدرته ثم أشار عز وجل إلى يوم القيامة “إن يوم الفصل كان ميقاتا” النبأ: 17 وعندما أشار أيضا إلى ذلك اليوم ومقدماته قال عزوجل: “كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين”، ولذلك أراد الله أن يعلمنا كيف نكون من أولئك الجازمين الحازمين في أمورهم، لا يتلاعب الشيطان بهم، ولا تزيغ منهم الأبصار والقلوب، وتبقى متمسكة بالحق الذي تسعى إليه وتكون على ثقة دائمة بحكم الله عز وجل، وهي بهذه الظاهرة التي يفطر الصائم عند لحظتها شاكرا لله نعمه عليه “إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم” صحيح الجامع (364)،ولذلك يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الظواهر الطبيعية التي لها تعلق بالعبادة “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون” صحيح الجامع (7695)، وهذا حتى لا تتعلق النفس بالشك والجهل الذي منع كفار مكة من الدخول في دين الله عز وجل فقالوا “أألقي عليه الذكر من بيننا بل هو كذاب أشر” القمر: 25 ولذلك كان تعليم الناس الحرص على اليقين، ونبذ الشك،والناظر في قصص الأنبياء يجد أن الشك في الرسل صلوات الله عليهم وما أنزل الله معهم من الحق كانت هي السمة المشتركة بين الأجيال المتتالية قال تعالى: “وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا” النجم: 28 فكانت دعوته صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله “إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا ونؤخر سحورنا ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة” صحيح الجامع (2285).
فهذه تربية من الله عز وجل لمن أراد أن يثبت نفسه ويتخلص من الوسواس، ويرفع شعار نبيه صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى