قعطبة.. مشفاها يخلو من مستلزمات العلاج ومشروع لمياه الشرب متوقف منذ سنوات

> استطلاع / فواز المريسي

> ثمة أوضاع بائسة ومؤسفة تعاني منها مديرية قعطبة التي تعد واحدة من المديريات الواسعة في إطار محافظة الضالع، والتي تشهد فيها كثافة سكانية متنامية يحملون تطلعات كبيرة.
حيث هناك الكثير من الأوضاع والظروف الصعبة التي ترزح تحت هذه المنطقة السكانية الهامة، أبرزها: غياب مستشفى عام للمرضى، وانعدام مشروع لمياه صالحة للشرب، وانعدام النظافة العامة وانتشار أوضاع بيئة سلبية، لكن يظل غياب وانعدام الجانب الأمني هو الحاضر في المشهد اليومي لمنطقة قعطبة.
بقايا مخلفات
حفر المجاري
بقايا مخلفات حفر المجاري
* مستشفى واحد وقديم
تفتقر مدينة قعطبة كغيرها من مدن الضالع إلى العديد من المشاريع الضرورية والخدمات الأساسية العامة، حيث يشكو العديد من أهالي المنطقة من أوضاع التهميش والحرمان اللذين طالاهم منذ عقود طويلة.
وحول هذه الأوضاع التي يصفها أهالي المنطقة بالأوضاع المتدهور والمتدنية، يقول المواطن محمود علي محمد موضحا جانب من معاناة المواطنين، والذي ينحصر بعضها بالجانب الصحي: "المدينة تخلو من وجود مستوصفات ومراكز طبية، باستثناء مستشفى واحد قديم جرى بناؤه سابقا على نفقة دولة الكويت".. ويستطرد موضحاً: "يوجد في هذا المشفى كادر طبي لكنه يعمل في ظروف قاسية وصعبة حيث لا تتوفر في العنابر الداخلية المستلزمات والأدوية الكافية لعلاج المرضى، ما يضطر الأطباء إلى تحويل الحالات الوافدة إليهم إلى مستشفيات خاصة للعلاج بدلا من المستشفى الحكومي الذي أهملته الدولة ممثلة بوزارة الصحة ومكتب الصحة بالمحافظة".
الشارع الرئيسي
في المديرية
الشارع الرئيسي في المديرية
* القاذورات تزحف للمقابر
ويضيف محمود بكلامه: "الإهمال أيضاً شمل شوارع المدينة التي تزدحم مع كل سنة بالسير وزيادة الحركة المرورية وغياب رجال المرور من ضبط المخالفين والإمساك بزمام أمور تنظيم حركة الشوارع العامة، هذه كلها عوامل ساعدت على إحداث حالة من الإرباك المروري، فضلاً عن ما تشهده المدينة من انفلات أمني بات يهدد أمن وسكينة المواطنين، لاسيما مع شيوع وانتشار ظاهرة حمل السلاح، والذي بلغ بحامليه الولوج به إلى داخل دور العبادة والمساجد".
ويواصل: "هناك الكثير من حوادث وجرائم القتل التي ارتكبت في نطاق المديرية خلال الأشهر القليلة الماضية، ولم يستطع رجال الأمن من ضبط أي شخص من مرتكبي تلكم الجرائم"، مضيفا: "وفي حال أراد أحد المواطنين التقدم بشكوى لإدارة الأمن فإنه سوف يتعرض للمساومة والابتزاز من قبل العديد من الجنود الذين لا يريدون تأدية واجبهم إلا بعد أن يدفع لهم"، حد قوله.
ولفت محمد في حديثه إلى أن "القمامة والبالوعات أصبحت تثير حالة من الاستياء والتقزز، خصوصاً حين نراها وهى تملأ شوارع وأسواق وحارات المدينة، وتتجمع أمام مبنى إدارة الأمن، والأكثر إيلاماً حين تشاهد مقابر المنطقة تتحول إلى مكبات لأكوام النفايات والقاذورات".
مخلفات القمامة بجوار
المقبرة
مخلفات القمامة بجوار المقبرة
* محرمون من المياه
ويلخص المواطن هاني الشرجبي جزءا مما يعانيه أبناء منطقة قعطبة، قائلاً: "منذ سنوات وأبناء المدينة يتعرضون لسياسة تجهيل يراد من خلاله خلق جيل أمي ومتخلف في المنطقة"، مضيفاً: "كذلك الحزبية والتعصب الأعمى أصبحا من المظاهر السائدة والمهيمنة على حياة قعطبة، وهما يعدان سبباً رئيسياً في ضعف التعليم من خلال استقطاب الشباب للعمل ضمن الولاءات السياسية دون غرس في مفاهيمهم ضرورة مواصلة الدراسة والقراءة والكتابة".
وحول مشكلة المياه في المنطقة قال: "أهالي المدينة يعانون من شحة المياه منذ فترة طويلة بسبب تعثر مشروع المياه الوحيد والذي مازال الأهالي يطالبون به".
وبخصوص هذا المشروع يوضح بالقول: "إنه نتيجة للوقفات الاحتجاجية التي نفذها الأهالي جرى استبدال مدير المشروع بمدير جديد، والذي سعى فور تعيينه إلى توفير المياه بصورة مؤقتة لم تستمر لأكثر من شهرين".
نساء يجلبنا الماء
نساء يجلبنا الماء
ويلفت الشرجبي إلى أن "عدد ثلاثة غطاسات مياه تابعة للمشروع تلفت بعد تعرضها للحريق، حيث يقدر قيمة الغطاس الواحد من أربعة إلى ستة ملايين ريال، الأمر الذي فاقم معه معاناة الأهالي الذين يضطرون إلى جلب مياه الشرب عبر ظهور الحمير من مسافات بعيدة في ظل ازدحام كبير من الأهالي على البئر الإرتوازية التابعة للمسجد الكبير، بعد أن وصل سعر الوايت (البوزة) الماء إلى أكثر من 12 ألف ريال في نصف الشهر، وهو ما لا يقوى عليه كثير من المواطنين، لظروفهم المعيشية الصعبة.
ويوضح الشرجبي أن مدير مشروع المياه يقوم ببيع الماء لأصحاب مزارع القات المجاورين لمشروع المياه المتواجد في منطقة (حمر) في ظل تقاعس من المجلس المحلي ومشايخ وأعيان ومواطنين المدينة وعدم محاسبته رغم مديونية المشروع عند بعض الأهالي والتجار الكبار والمتنفذين، والتي تقدر بـ 24 مليون ريال لم يتم تسليمها، حسب كلامه.
* قعطبة حرمان وأنين
مديرية قعطبة تئن من فقدان الخدمات في مختلف مجالات الحياة هذا ما بدأ به المواطن يحيى أبو طالب، ففي الجانب الصحي "الكثير من الكوادر الطبية لا يؤدون واجباتهم في المستشفى الحكومي، بل اتجهوا للعمل في العيادات الخاصة الخارجية، مع حرمان أطفال المدينة من حقهم في التحصين كبقية المديريات".
أمام إدارة الأمن
أمام إدارة الأمن
ويضيف "إن المياه أيضاً لم يتم توفيرها في ظل وجود إدارة غير مؤهلة في تأدية واجبها بقدر ناجحها في الابتزاز"، ويلفت أبو طالب إلى أن المدير يستغل منصبه في توظيف أقاربه غير المؤهلين وكذا بيع مياه الشرب لمزارع القات بدل توزيعه لسكان عاصمة المديرية، حسب قوله.. مضيفاً: "إن قيمة الوايت الماء وصل إلى أكثر من اثني عشر ألف ريال والبعض أصبح يعاني من مشكلة البحث عن ناقلات مياه لشرائها بمبالغ تفوق قدرته الاقتصادية".
وطالب في ختام كلامه الجهات المعنية إلى ضرورة توفير الكهرباء في المديرية وتغيير الشبكة القديمة التي مر عليها سنين وهي على وضعها البائس".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى