الحبيلين عروس ردفان.. مشاريع غائبة وخدمات متوقفة

> تحقيق/ قائد نصر:

> مدينة الحبيلين كبرى مدن ردفان وحاضرة مديرياتها الأربع تنافس اليوم بتوسعها العمراني والتجاري مدينة الضالع والحوطة عاصمة محافظة لحج.
يعيش في مدينة الحبيلين قرابة العشرين ألف نسمة، وكانت تتوفر بها سابقاً أغلب الخدمات التي يحتاجها المواطن، لكن قبل فترة باتت أغلب تلك الخدمات تتلاشى إلى مستوى الغياب التام، ومثال على ذلك مكتب بريد الحبيلين الذي يقدم خدماته لسكان أربع مديريات ويلبي احتياجات المواطنين والوافدين إلى المدينة من أعالي الجبال ومن مناطق مختلفة في يافع السفلى.
وهذا ما سبب حالة من الإقبال والازدحام عليه بصورة تمتد على شكل طوابير تقف على طول الشارع المحاذي أمام مكتب البريد، تمتد أحياناً لمدة خمسة أيام من كل شهر لاسيما مع موعد صرف الرواتب والمعاش.
يشكو المواطنون أنهم يعانون من الخدمات المتردية والمعاملات غير العادلة التي يلقونها من موظفي مكتب البريد العام في المنطقة، أبرزها: رفض الموظفين صرف المعاشات بحجة نفاذ المبالغ المالية، أو التحجج بأوضاع الانفلات الأمني بالمنطقة، وغالباً ما يكون انقطاع الكهرباء هو السبب في تعطيل مصالح الناس والمواطنين، على الرغم من أن للبريد (مولد كهربائي) ويمكن تشغيله في سبيل تذليل الصعاب للمتعاملين مع البريد، لكن الإدارة العامة ترفض تشغيله في الغالب.
النفايات وصرف الصحي تملئ الشوارع والاسواق
النفايات وصرف الصحي تملئ الشوارع والاسواق
* خدمات غائبة
يقول المواطن صالح العمري، متحدثاً لـ«الأيام» : " كما تراني أتيت اليوم من حيث الجبال العالية التي تبعد بمسافة خمسة ساعات بالسيارة لغرض تسديد فاتورة الجوال، واستلام حوالة مالية" مواصلاً: " تحملت عناء الطريق بمشقة، وما إن وصلت حتى وجدت باب البريد مغلقا ".
وأضاف محتاراً: " لا أعلم هل أواصل رحلتي إلى عاصمة المحافظة، أو أعود منزلي دون فلوس"، خصوصاً وأنا أشاهد الآن من حوالي رجال من أعمار مختلفة يجلسون أمام بوابة البريد بانتظار أن يستيقظ الموظفون والعمال من نومهم ويمارسون دوامهم".
الحاج ثابت حسين، رجل في الخمسين سنة، قال: " كم أنا مسرور بزيارة صحيفة «الأيام»" التي عودتنا التواجد في كل المناطق والقرى لتنقل احتياجات ومعاناة الناس".
وأضاف بقوله: " كما تشاهد بنفسك، لا تسأل عن البريد، لأن البريد أصلا غير موجود، والدولة أيضا لا نشعر بوجودها، فهي غائبة تماماً عن أداء دورها في المراقبة والمحاسبة، وهذا ما جعل إدارة البريد تعامل المواطنين بهذه الطريقة غير اللائقة ".
وواصل: " مبالغ مالية كثيرة نصرفها من جيوبنا ذهابا وآيابا من الريف إلى المدينة، لمجرد استلام أو تحويل (حوالة)، التي بسببها أصبحنا نخسر الكثير من الفلوس في المواصلات " .
سوق بيع الخضار في المنطقة
سوق بيع الخضار في المنطقة
* أوضاع بيئية ملوثة
وحول الوضع البيئي العام في المنطقة، قال الحاج ثابت، " كما تشاهدون المجاري تغرق المنازل، والقمامة متكدسة بين الناس، والمخلفات منتشرة في كل زاوية من المدينة وسوقها الشعبي الكبير".
وعن الوضع الصحي في المنطقة، أجاب: " في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة انتشار وتكدس القاذورات والنفايات في كل أنحاء المنطقة بسبب التغيب المستمر لعمال البلدية عن القيام بواجبهم، الذين يرجعون ذلك الإهمال إلى عدم حصولهم على حقوقهم من قبل السلطة المحلية".
ويوضح ثابت،: "أن شاحنة واحدة متوسطة الحجم هي من تقوم بدور التمشيط لتنظيف شوارع المدينة، وانتشال القمامة، وهي تعمل في ظروف صعبة وقد تجاوزت عمرها الافتراضي "، مشيراً إلى "أن هذه الشاحنة قد حصلت عليها المنطقة هبة من حكومة اليابان، وليست مقدمة من صندوق النظافة بالمحافظة ".
* فوضى في الشوارع العامة
ولا تقتصر معاناة أبناء الحبيلين على ضعف الخدمات التي يقدمها البريد، ورداءة الأوضاع البيئية التي تشهدها معظم شوارعها وأحيائها، بل زادتها معاناة أصحاب (البسطات) الذين قالوا: " ندفع يومياً 100 ريال رسوم النظافة، فيما نراها تتفاقم وتتكدس".
ويضيف أحد مواطني المنطقة: " ليست القمامة والمخلفات من تحاصر شوارع المدينة، بل أيضا بسطات الباعة التي زحفت إلى وسط الشوارع مما يضيق من مساحة الشوارع، وتتسبب في زيادة اختناق الحركة المرورية، في ظل غياب تام لرجال المرور وعمال النظافة"، وغالباً ما يتم تنظيف المدينة من قبل حملات طوعية من شباب الحراك أو أعضاء منظمة أهلية؛ لأن عمال البلدية والمجلس المحلي لا يعرفون قيمة النظافة في إطار مدينة الحبيلين إلا مرة كل ستة أشهر على الأقل".
القمامات تزحف صوب الاحياء السكنية
القمامات تزحف صوب الاحياء السكنية
* أوبئة منتشرة وحشرات مضرة
تفتقر المدينة إلى مشروع للصرف الصحي الذي تعثر إنجازه لأكثر من مرة أثناء تعدد إشراف عدة سلطات محلية، رغم نزول فريق المهندسين لمسح المنطقة منذ سنوات طويلة، إلا أن الصمت وحده مازال يخيم بسبب توقف هذا المشروع، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة التي ازدادت خطورتها مع اتساع رقعة المخلفات والقاذورات في أرجاء مختلفة من البلدة.
يتناقل أهالي المنطقة عن وجود (حشرة) تعد من الحشرات الأكثر نقلا للأوبئة، وتؤكد ذلك الكلام مصادر طبية.
حيث أفادنا مصدر في مستشفى المدينة أن أكثر الأمراض انتشارا في المدينة هي الالتهابات (الحمى)، والطفح الجلدي، والإسهال، والسعال الديكي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى