في احتفالية بصنعاء بالذكرى السابعة لانطلاقة الحراك.. العميد النوبة: رفع الظلم لا يأتي الإ بإرادة جسورة لا تهاب الدبابات والمدافع

> صنعاء «الأيام» خاص:

> في خطوة غير مسبوقة أحيا الحراك السلمي الجنوبي أمس في صنعاء الذكرى السابعة لانطلاقة الحراك من ساحة العروض بمدينة خورمكسر بعدن.
وفي الفعالية حيا العميد ناصر النوبة مناضلو الحراك السلمي الجنوبي الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، ليعلنوا قيام الحركة السلمية الجنوبية في 7/7/2007م كنواة رائدة وقوه حاملة لمعاناة شعب الجنوب.
وفيما يلي أبرز ما جاء في خطاب مؤسس الحراك السلمي الجنوبي العميد ناصر النوبة، والذي وجهه إلى الشعب اليمني وقواه الوطنية والسياسية في الداخل والخارج ومكونات الحراك السلمي الجنوبي، بمناسبة الذكرى السابعة لقيام الحركة السلمية الجنوبية:
"أيها الشعب اليماني العظيم, يا جماهيرنا الأبية داخل الوطن وخارجه، أخوتي وأخواتي أعضاء وعضوات مكونات الحراك السلمي الجنوبي، السادة الكرام أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية، السيد رئيس المعهد الديمقراطي الأمريكي، الأخوة والأخوات الحاضرون جميعا في مثل هذا اليوم ألأغر السابع من يوليو، وقبل سبع سنوات تقريباً من العام (2007م) تقدم “الصفوف” مناضلو الحراك السلمي الجنوبي، وهم يحملون أرواحهم على أكفهم، ليعلنوا “إشهار” و “قيام” الحركة السلمية الجنوبية، كنواة رائدة ، وقوه حاملة لمعاناة أهلنا في جنوب الوطن.
وبهذه المناسبة الغالية تسترجعني الذاكرة إلى ذلك اليوم المجيد، الذي فيه تقدمت “كوكبة” من خيرة أبناء شعبنا في الجنوب، لتعلن “الاصطفاف” الوطني الجنوبي، ضد جحافل القهر والظلم والطغيان وهي تدرك سلفاً أن كسر حاجز الخوف ، ورفع الظلم والجور عن كاهل هذا الشعب الصبور والجسور؛ ووقف ممارسات وسلوكيات “الطيش” الصبيانية، وكل إشكال “البلطجة” والنزعات الفوضوية اللا إنسانية، لا يأتي الإ بإرادة جسوره مقدامة، لا تهاب “عسكرة” الشوارع؛ ولا “ارتال” الدبابات والمدافع أو "أزيز" رصاصات القتل الهمجي اللإنساني؛ لأنها تؤمن إيماناً راسخاً أن مطالب إن الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية لا ينالها الإنسان الإ بتقديم الأرواح والدماء “قرباناً” لها.
وقد كان كذلك حقاً؛ فقد روت دماء شهدائنا الطاهرة “الساحات” و “الميادين” لتعلن مجدداً عهدها ووفائها لوطنها وشعبها ، وذلك بإرواء شجرة الحرية والكرامة الإنسانية ، للانعتاق من “أسر” نظام غاشم؛ و “قيد” حُكم ظالم.
إن يوماً كهذا ، سيظل ولا شك منقوشاً كالوشم على أرواحنا وقلوبنا ليس نحن “الرواد” فحسب ، بل وأجيالنا المتناسلة جيل بعد جيل من بعدنا ؛ ولن ننساه أو تنساه أجيالنا المتعاقبة الإ إذا توقفت القلوب عن الخفقان؛ لأنه ينبض مع كل نبضه من نبضات حياتنا.
وأصدقكم القول إننا تعلمنا من دروسه معنى التضحية والفداء للأوطان ؛ وخبرنا فينا قبل غيرنا جسارة الموقف، وعظمة الوفاء؛ ونستطيع القول إن هذه القيم والمبادئ لا تتكشف للمرء الإ في المنعطفات التاريخية الحاسمة ، التي فيها يظهر بجلاء معدن الرجال الأوفياء لأوطانهم وشعوبهم".
أضاف العميد النوبة قائلا: "ولا نخفي سراً إن قلنا لقد تكالبت علينا وسائل القهر والظلم، وتمادت في ممارسة فنون وإشكال العُنف والصلف اللا اخلاقي، وأرسلت إلينا في كل تجمعاتنا “بطانة” الحكم البليد لتجرب فينا وسائل جديدة، واختراعات بليدة من منا فقين، ومأجورين، ومندَسين وصعاليك وزنادقة لغرض أن ينالوا من عزيمتنا؛ بل وصلوا إلى “المساومة” معنا في إسقاط “مطالبنا” وذلك لوأد كل ما أشهرناه، والإجهاز على “ولادة” كل ما أعلناه (الثورة الجنوبية السلمية). ولكن هيهات، فما كل ما يطلبه “حُكمُ جائر” يدركه.
يا أبناء الجنوب .. أيتها الأخوات المواطنات .. أيها الأخوة المواطنون.
هناك من المحطات التاريخية، ما يدعونا إلى استرجاعها للاستزادة منها خبرة وموعظة حسنة؛ بوصفها دروس لا بد من الوقوف عليها ، لاستلهام العِبر منها؛ وكُلنا يدرك كم عانينا في مسار “الوحدة اليمنية” قبل إعلان إشهارها، وبعد قيام دولتها (الجمهورية اليمنية) على الرغم من “إدلَة” الاتفاقيات الوحدوية، التي بيَنت لنا الأسس والمبادئ والموجَهات اللازمة كخارطة طريق لا بد من الرجوع إليها ، والأخذ بها عند بناء هياكل الدولة الوليدة.
الإ أنه ولأسباب كثيرة ، لم يؤخذ بها، بل تم الانقلاب عليها من كلى قيادتي الشطرين الجنوب والشمال وذلك عن طريق “التراضي” بين هاتين القيادتين على الانتقال “الدراماتيكي” إلى قيام دولة الوحدة “الفوري” .
إن عدم الاعتراف بهذه “المحددات” من مبادئ وأسس بناء الدولة الجديدة، وغض الطرف عنها من قبل قيادتي الشطرين، قد أصاب دولة الوحدة “الوليدة” بمقتل؛ إذْ أن هذا السلوك الفوضوي قد شرَع بإنتهاج نهجاً فوضوياً يمنحه “صك” تجاوز “الضرورات” للدخول في “المحظورات”:
إن الوقائع التاريخية الدامغة تشير إلى أن تلك القيادات اللا مسؤولة ؛ قد تجاوزت كل ما جاء من مبادئ وأسس ، وموجَهات بوصفها المحددات الرئيسية في الانتقالات (الآمنة) التدريجية طبقاً لما بيَنته الاتفاقيات الوحدوية بدءاً من العام (1972م) وحتى (1989م) وإنها عمدت بسلوكها الفوضوي هذا إلى إلغائها وعدم “الأخذ” أو حتى “الاستئناس″ بها في منطلقاتها وتوجَهاتها ، بل أنها علاوة على ذلك لم تستأنس بالتجارب والخبرات الإنسانية الرائدة، لتنأى بنفسها من الوقوع في “فخ” الانزلاق السياسي ، والسقوط في “نزق” “التهافت” العاطفي اللا عقلاني، دون خبره أو بصيرة.
وكانت من نتيجتها “الطبيعية حرب 94م ليصبح ذلك اليوم 7/7/1994م للوحدويين، يوم “النصر العظيم” وفي نفس الوقت أصبح للانفصاليين يوماً مشئوما وبسخرية القدر!.
أيها الأخوة أيتها الأخوات أعضاء وعضوات مكوَنات الحراك السلمي الجنوبي لقد اختارت القيادة المؤسسة للحركة السلمية الجنوبية ؛ تاريخ تأسيسها (7/7/2007م) بعناية فائقة، فلم يكن هذا الاختيار “عبثياً” ولا “مصادفة” بل قراءة موضوعية للمشهد السياسي الداخلي والخارجي فعلى الصعيد الداخلي ظهر إلى السطح (وما خفي كان أعظم) ما آل إليه نظام الحُكم من نكوص وارتداد والوصول إلى مشارف السقوط ؛ وعلى الصعيد الخارجي ما وصلت إليه معظم البلدان العربية والإقليمية من “أحتفانات” و “انتفاضات” وثورات عُرفت في وطننا العربي بالربيع العربي وبالتالي فأن لحظة إعلان قيام “الحركة السلمية الجنوبية” في الجنوب كانت لحظة دقيقة وحاسمة وإيذانا ومقدمة لثورات الربيع العربي ، ذلك لان الحراك السلمي الجنوبي كان السباق في خيار نضاله السلمي حين أنطلق كالنار الحارقة في “هشيم” نظام الحكم العتيق، ليسري في كيانه بركان هادر وصلت نيرانه إلى كل مكونات هذا النظام ومفاصل هياكله البنيوية؛ ولم يمر على هذه النيران وهي “وقَادة” ثلاث سنوات تقريباً، حتى انتقلت إلى عُقر داره ، لتهز صروح بنيانه.
وحتى لا تتحول هذه الثورة المباركة إلى حرب أهلية مدمَرة تأكل الأخضر واليابس توافق الحكماء وأصحاب العقول النيَرة والخيَرة في اليمن ومجلس التعاون الخليجي على وضع “خارطة طريق” لِحلحلة الأزمة السياسية الخطيرة عبر مبادرة خليجية ، وآلية تنفيذية تجنَب البلاد والعباد الكوارث العبثية والنوازع الهمجية.
ونستطيع القول إن “التوافق” على انتهاج لغة الحوار، عبر قيام آلية: مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان بمثابة “طود نجاة” والوسيلة الأرقى لخروج اليمن من أزمتها السياسية صوب مراسيها الآمنة.
أيها الأخوة المواطنون .. يا شعبنا العظيم، كلنا يدرك، أن فخامة الأخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي، قد تسلَم مقاليد السلطة في ظروف غاية في الحساسية والتعقيد، وندرك أيضا أن فخامة الأخ الرئيس لم يذهب إلى السلطة (مهرولاً) بل جاءت إليه مستنجدة، ذليلة وطائعة؛ وإن قبوله لها قد جاء، ليس حُباً فيها، ولكن حُباً لشعب عظيم ووطن كريم أسمه اليمن.
بالإضافة إلى حرصه الشديد على أن لا تتحوَل تداعيات الأزمة السياسية الخطيرة ، التي مؤشراتها – وقتذاك – كانت تؤسس “لكوارث” لا يعلم حجمها ومداها الإ الله وحده سبحانه وتعالى. وبموقفه الوطني الجسور هذا لم يبخل على وطنه وشعبه قبول تسلَمه مقاليد السلطة (طواعية)؛ وذلك لإنقاذهما من مآلات: مخاضات وأزمات وكوارث لا يحمد عقباها بل لا تبقي ولا تذر.
لقد أثبت فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، للداخل والخارج؛ وفي كل المنعطفات التاريخية الحاسمة؛ ومحطات العملية السياسية الانتقالية بل وما واجهه من عقبات وتحديات الحقيقية منها والمفتعلة وما أكثرها أنه “أهل” لها ؛ وإنه كان في كل مواقفه وسيظل كما عرفناه حريصاً على أن يتعامل مع كل هذه الوقائع والإحداث بالحكمة الثاقبة ، والصبر الجسور، والقدرة الفائقة والشجاعة النادرة؛ ومواقف ثابتة قلما لا تتأرجح مع رياح “النزعات” والأهواء والمقاصد الأنانية الضيقة ، بل تميزت وتتميز بالتوازن والاعتدال. ومن سجاياه المميَزة في كل مواقفه إنه كان ولا يزال يقف على مسافة واحده من الأطراف المتصارعة، وكان ما يحكمه ويحتكم له في كل مواقفه : المصلحة العليا للوطن وفي المقدمة منها حرصه الشديد على تأمين مسار سفينة الوطن؛ للوصول بها إلى مراسيها الآمنة.
يا أبناء الجنوب .. أيها الأخوة الأبطال قادة مكونات الحراك السلمي الجنوبي
إذا كانت هذه هي المقاصد والأهداف للخيَرين من أبناء الوطن بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي فإننا في الحركة السلمية الجنوبية، علينا أن نقف في اصطفاف وطني واحد، مع هولاءِ الخيرين، بما يؤسس لشراكة حقيقية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ويحقق السلم والاستقرار والأمن للوطن ، ونهضته وآماله وتطلعاته إلى مستقبل أفضل.
ولا يُخفى على أحد، أن كل ما اقر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من حلول وضمانات لقضيتنا الجنوبية، ما كأن لنا الوصول إليه لولا صبرنا وثباتنا في التعاطي مع قضايا الوطن العامة أو المطروحة في مؤتمر الحوار بإيجابية ورباطة جأش وحنكة واقتدار؛ وبالطبع فقد كان لمكونات الحراك السلمي الجنوبي داخل المؤتمر دوراً كبيراً لا يستهان به، في كل جلسات “المؤتمر” وذلك بالمشاركة الفاعلة في الدفع بسفينة “المؤتمر” نحو معظم الأهداف والغايات التي نادينا بها، وحرصنا على تحقيقها.
وطالما تحقق بعض ما سعينا إلى تحقيقه، حتى وإن لم يصل إلى مستوى طموحنا ، فإن علينا واجب الإقرار بما تم تحقيقه، والقبول به، وأن لا نتوانى في الركون على ما وصلنا إليه ، بل مواصلة النضال موَحدين لتحقيق ما لم نستطع الآن تحقيقه ولدينا من الأمل والطموح إننا سنصل إلى ما نسعى إليه ونحقق كل آمالنا وطموحاتنا؛ وإن غداً لناظره قريب.
لقد أدَت الأحداث التي عصفت بالوطن في المحصلة النهائية وللأسف إلى تدهور واضح في العلاقة البينية بين بعض مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، وإلى ازدياد حدة الخلافات بينها، مما دعا ذلك إلى سقوط بعض القيَم الأساسية التي قامت عليها هذه المكونات ، الأمر الذي جعل هذه العلاقات بحاجة إلى مرجعية جديدة ، واحدة وموحَدة.
ولا شك في إن الوضع الذي وصلت إليه علاقات هذه المكونات قد أصبح بمثل تهديداً مباشراً على مصالحها ليست “المشتركة” فحسب ، بل والمنفردة أيضاً ، لا سيما في ظل الخلل القائم في توازن القوى الوطنية والسياسية في بلادنا؛ وكذا في ظل ازدياد الضغوط الخارجية .
لكل هذه الأسباب والحيثيات، فإن الحاجة قد أصبحت ملحة – في تصورنا – لإعادة بناء هذه العلاقات ، بما يتلائم ومصلحة مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، والمصلحة العلياء للوطن .
لقد أدى كل ذلك ، إلى وجود درجة من درجات (الخلاف) أو (الاختلاف) حول المصالح الوطنية والذاتية لكل مكون من هذه المكونات: خلاف في الأولويات لكل مكوَن في تقدير المصلحة الوطنية العلياء وخلاف حول مضمون ومحتوى مصلحة المكوَن وأولوياته ، وخلاف حول ارتباط هذه المصالح بالخارج.
والخلاصة في القول: إن الخلاف بين مكوَنات الحراك السلمي الجنوبي، ولا سيما في تقدير أهمية هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، ومدى إمكانيات الاستفادة منها وتوظيفها، بما يحقق مصلحة الوطن العلياء ومصلحة “أبناء الجنوب”، كان له أثره في عدم تحقيق الاستفادة الملائمة من هذه الفُرصة؛ مع الآخذ بنظر الاعتبار الدور الذي لعبته بعض المكوَنات ولا سيما السعي إلى إجهاض هذه الفُرصة، وتفريغها من عناصر قوَتها، وهو ما أدى إلى تحول هذه الفُرصة التاريخية الحاسمة إلى موضوعات لخلافات بين هذه المكونات هي في غنى عنها.
ونستطيع القول في هذا السياق: إن الاختلافات في وجهات النظر حول “الأولويات” لدى مكونات الحراك السلمي الجنوبي، قد قوَضت من فُرص وحدتها وبالتالي أظهرت على السطح خطاباتها المتشنجة غير المسؤولة التي ساهمت في إبطاء سرعة حركتها، وإضعاف قدرة تأثيرها، لأنها قد أظهرت للشارع العام، والسياسي تحديداً ضبابية الرؤية عند بعض هذه المكونات.
ولأن التاريخ لا يكرر نفسه، واللحظة التاريخية الملائمة لا تأتي الإ مره واحدة، كما إن حركة المتغيرات ونوعيتها وطبيعتها تختلف من مرحلة تاريخية إلى مرحلة تاريخية أخرى، فأنني لا أخفيكم سراً، إننا قد توصلنا إلى “توافقات” مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي، المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وغيرها من قوى الحراك والنخب الجنوبية الفاعلة.. على المبادئ والأسس العامة كموجَهات لتأسيس تحالف قوى الحراك السلمي الجنوبي لدعم مخرجات الحوار والاصطفاف مع فخامة الرئيس هادي حفظه الله وندعو كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي للمشاركة والانضمام للتحالف الذي سيمثل غطاء لكافة القوى الجنوبية والتي ستعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ونحن نرى أن الفرصة مؤاتيه الآن لدعوة كل الجنوبيين في الدخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة، وذلك للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية وذلك طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م؛ الذي يؤكد على كُثره من القضايا لعل أهمها في نظرنا: تنفيذ عملية الانتقال السياسي بشكل كامل، وفي الوقت المناسب ، تمشياً مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليته تنفيذها، ووفقاً للقرارين (2014) لعام 2011م و (2051) لعام 2012م؛ وذلك عبر إصلاح بنية الدولة، لإعداد اليمن للانتقال من دولة وحدوية (بسيطة) إلى دولة اتحادية (مركبة) وذلك من خلال: صياغة دستور جديد في اليمن، في ضوء الموجَهات التي حددتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
تنفيذ الإصلاح الانتخابي، بما يشمل صياغة واعتماد قانون انتخابي جديد، يتفق مع الدستور الجديد.
إجراء استفتاء على مشروع الدستور، بما في ذلك التعريف به بالشكل المناسب.
إجراء الانتخابات العامة في الوقت المناسب.
ولأننا نقف اليوم على المرحلة الثالثة من العملية السياسية الانتقالية وهي ولا شك مرحلة معقدة (متشابكة ومتداخلة) فأن علينا أن نحسن فك العُقد.. عُقدة.. عُقدة.. وإن يكون نصب أعيننا المبدأ القائل: لا عداوة .. ولا صداقة دائمة وإنما مصالح دائمة.
ولكي نحذر من الوقوع في “شرك” العداوات؛ وسؤ التقديرات في العلاقات، علينا أن نواجه هذا المحذور بالاحتراس والحيطة الممكنة، وذلك عن طريق استقراء وقائع المشهد السياسي للعملية الانتقالية، واستنباط الحلول والتدابير الممكنة التي تتماهى مع قرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م؛ وموجَهات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة العظيمة التي نحتفل بها اليوم في قلب العاصمة اليمنية صنعاء الا أن نحيي الدور الايجابي الفاعل والمتميز الذي لعبه سعادة الدكتور جمال بنعمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص إلى اليمن الذي سعى جاهدا لوضع القضية الجنوبية في سياقات الحلول الممكنة ضمن مصفوفة القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السياسية في اليمن .. وما بذله من جهود كبيره إلى جانب سفراء الدول الراعية ممن أثمرت مساعيهم الحميدة إلى جلوسنا معهم وفي العاصمة اليمنية وجه لوجه .. كاعترافا صريحا بعدالة ومشروعية “القضية الجنوبية” وهو ما يمثل انتصارا جديدا لنضالنا السلمي والقضية الجنوبية برمتها.
أن خيار النضال السلمي الذي اختطيناه منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في مثل هذا اليوم من العام 2007م رغم كل ما اجترحناه من صنوف القمع والعنف المشين ومحاولات جرنا إلى مربعات العنف والعنف المضاد.. التي منيت بالفشل الذريع . وما قدمه شبابنا وشاباتنا الأوفياء الأخيار من تضحيات عظيمة.. ما يؤكد صواب وعقلانية خيارنا السلمي الحضاري.. وستظل خالدة في وجدان التاريخ.. تحسب وتجير في سجلات الخلود والمجد الأبدي لهذا الشعب الحضاري العظيم.
وما مجيئنا اليوم إلى صنعاء الا تأكيدا راسخا على نبل قيم “التصالح والتسامح” التي آمنا بها وعلى صواب خيار نضالنا السلمي وتمسكنا الثابت والمبدئي بالنضال السلمي كخيار أمثل في نجاعة الحلول المؤدية إلى صناعة السلام بالسلام وتحقيق كل ما نصبو إليه .. فأن جنحوا للسلم فأجنح لها.
المجد والخلود للشهداء.. الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.. الحرية للأسرى والمعتقلين".
كما الأخ أحمد عبيد بن دغر، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، كلمة في الفعالية، وجاء فيها: "الأخ العزيز ناصر النوبة، الأخوة الأعزاء ممثلي الحراك الجنوبي، إنه لشرف كبير لي أن أتحدث إليكم في هذا اللقاء إلهام لفصيل هام من فصائل الحراك الجنوبي، فصيلا كان الأساس في ظهور الحراك ولا زال هو الجوهر.. لقد أخترتم أيهاء الزملاء الأفاضل المكان والزمان المناسبين لهذه الفعالية أما المكان فهو عاصمة دولة الوحدة صنعاء رمز الهوية، ومطمع الرجاء.. وأما الزمان فإنه زمان الوفاق، زمان التصالح، والحوار الوطني، ومخرجاته العامة حيث حمّلت الأقدار عبء هذه المرحلة المناضل الكبير المشير عبدربه منصور هادي المسئولية في ظروف تتسم بقدر كبير من التعقيد، وتنبئ بمخاطر عديدة، نعول كثيراً على حكمته، وطول صبره وصلابة مواقفه الوطنية في التغلب عليها.. إنني أعتبر لقاءكم اليوم في صنعاء تحولاً حقيقاً في مسار الأزمة، في جانبها الوحدوي، اليوم يقول الجنوب كلمته قوية مدوية، نعم للوحدة، نعم لمخرجات الحوار الوطني.. نع لإنصاف الجنوب ورأب الصدع بين الأهل في اليمن الواحد المود.. كنتم الطليعة في النضال من أجل الحرية والعدالة، ولا زلتم مناضلين من أجل التقدم والوحدة.. لقد جربنا الكثير من الأطروحات السياسية، ومارسنا عديداً من التوجهات الوطنية في العقود الخمسة الماضية، والآن نستطيع أن نقول إن خيار الوحدة القائم على العدالة، واحترام الأخر، والتعويض عن الضرر والأعتراف بالخصوصية قد غدى الاتجاه العقلاني الأكثر قبولاً، والأكثر موضوعية والأكثر تقدمية، فلا تقدم بدون وحدة، ولا مستقبل إذا ضاعت الوحدة، ولا وحدة بدون الجنوب، ولا معنى للجنوب إلا في ضل الوحدة، هدفنا الوطني وغايتنا القومية، إن الوحدة التي نعيد صياغة مفاهيمها، ونقوم بترتيب أولوياتها قد حملت اليوم مفهوماً جديداً مغايراً بعد مؤتمر الحوار الوطني، إن القضية الأكثر جوهرية في هذه المسألة، هي في اختيار شكل الدولة المدنية الحديثة العادلة التي نبتغيها وقد تعاقدنا وتوافقنا على أن شكلها اتحادي من ستة أقاليم تمثل خلاصة تجربتنا الوطنية في البقاء والتقدم، دولة تحافظ على حرية الأفراد والمجتمع، وتشكل أساساً لمستقبل واعد ومعطاء تضمن الوحدة، وتعترف بالتنوع، ترفع الظلم، وتجبر الضرر.. لقد عانى الجنوب كثيراً من أختلال التوازن في العلاقة بين الإخوة، وقد أدرك الشمال بذات الوقت حجم ما إرتكب من أخطاء خلال العقدين الماضيين، وقد حان الوقت لرأب الصدع، وإعادة الأمور إلى طبيعتها التي تحترم الحق في العيش المشترك تحت سقف متفق عليه من العدالة والمساواة وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالالتزام التام بمخرجات الحوار الوطني، والإعتراف بأن الدولة المركزية التي أقمناها في 1990م لم تعد قادرة على الصمود، لم تعد قادرة على الحفاظ على وحدة البلاد، ووحدة المجتمع الذي افتقدناها.. إن الأمر العاجل والملح هنا هو ما تقوم به اللجنة الدستورية، إنني أعتقد بأن كافة القوى الوطنية المحبة لليمن، والمخلصة لأبنائه تنتظر بفارغ الصبر ظهور وإعلان الدستور الاتحادي الجديد، للدولة الاتجادية الجديدة، الذي تحافظ على الوطن موحداً، والمجتمع متماساكاً، دستور يُعيد الألفة للهوية الوطنية اليمنية الواحدة التي تعرضت للكثير من التشويه خلال السنوات الماضية من جانب، والأفعال المضادة والتي كادت إن تطيح بوحدة الوطن من جانب آخر، لقد تعرض أمننا واستقرارنا لخطر محدق، إن وجودكم اليوم في صنعاء هو تعبير آخر عن الإرادة الوطنية المشتركة لكل اليمنيين، وهو بذات الوقت تعبير عن الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع وتجاه القيادة، وإعلان تقدم جديد في الوفاق الوطني، وخطوة أخرى في السير نحو إزالة آثار الماضي، وتجاوز الأزمة.. إننا نعتقد أن هناك مسئولية وطنية أمام هذا الجمع الغفير من المناضلين الذين أسهموا في نجاح ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وكانوا زاداً ووقوداً لوحدة مايو العظيمة إن هذه المسئولية هي في الدعوة الصريحة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، مصالحة تجب ما قبلها، مصالحة ترفع من شأن المسامحة، وطي صفحة الماضي الانقسامي التناحري الذي ساد علاقتنا وطغى على سلوكنا، إن المصالحة الوطنية التي ننشدها جميعاً تبدأ بالاعتراف بالأخر في الحياة، وفي المشاركة السياسية، وإدارة الشأن العام، بما في ذلك إدارة السلطة والثرورة، وتوزيعها توزيعاً عادلاص يحقق الرضاء، ويقوي أواصر الإخوة والوحدة الوطنية.. لقد أثبتت الأيام الماضية أن أحداً بمفرده لا يمكنه قيادة اليمن، وصناعة حاضره ومستقبله، إن مثل هذا الافتراض قد سقط في ظل واقع مرير، وفي خصم المعارك الجانبية التي خضناها ضد بعضنا البعض، خسرنا فيها المزيد من الأرواح، والكثير من الإمكانيات والموارد حتى شارفنا للأسف الشديد على السقوط، وشارفت الدولة على الانهيار، لقد فقدنا أمننا، واستقرارنا، وتعرضت مصالحنا وحقوقنا وحقوق ابناءنا للخطر.. ليس فقط بسبب الأزمة المالية التي تعصف باقتصادنا كما يعتقد البعض بل بسبب الصراع، والحروب، والخروج على الدولة، إن الأزمة الأقتصادية ليست سوى الناتج الموضوعي لحالة التناحر والقتال الأهلي، وازدياد أعمال العنف والإرهاب التي طالت مناطق واسعة من بلادنا، وقوضت السلم الاجتماعي وحولت أماننا خوفاً، وأمننا رعباً.. إننا إزاء وضع خطير فإما إن نبادر إلى لملة عناصره، وتحييد قوة الشرفية، وهذا لن يتم إلا بمصالحة وطنية شاملة، وإما أن نفقد القدرة على ضبط إيقاع الحياة في بلادنا فنسلمها للمجهول، لقد علت صيحات الانتقام، والثأر، والنيل من الآخر يرافقها وينتج عنها المزيد من الدماء، والتشرنم، وصعود خطر الانقسام ليس إلى جنوب وشمال، بل إلى أكثر من جنوب، وأكثر من شمال.. وحيث تتعرض الثورة والجمهورية، والوحدة، لاحتمالات الفشل فيكون ذلك هو أسوأ ما انتجته التجربة الوطنية في تاريخنا كله، قديمة وحديثه، واسوأ ما مضت إليه القوى السياسية، ونخب المجتمع، وشبابه ورجاله ونسأئه، إنني أخشى أن نوصم جميعاً بالتخلف السياسي حيث لم ندرك حجم المخاطر المحدقة ببلادنا، وحجم الانهيار المتوقع لإنجازاتنا التي تحققت بتضحيات الأبطال من رجالنا خلال العقود الماضية لهذا ويجب علينا ان نسارع إلى لم الشمل، ونسيان الماضي، والسمو فوق خصوصياتنا المذهبية، والمناقطية، والسياسية، التي غلبناها على كل ما هو وطني، وللأسف مرة أخرى لم يتبق لنا إلى القليل القليل من الوقت.. وبالتأكيد أيها الأخوة، ليس هناك من معنى عن مصالحة وطنية شاملة دون الحديث عن مصلحة وطنية حقيقة في الجنوب على قاعدة المصالح الوطنية العليا، الجمهورية، والوحدة، والديمقراطية، وأمن البلاد واستقرارها والتي تجسدت في مخرجات الحوار الوطني. إن أمامكم مهمات معقدة، ولعلى أرى بوادر الخير والآلفة والمحبة على بعد مرمى حجر تبدأ من الجنوب، وتفيض شمالاً، وتغمرنا شرقاً، وغرباً في كل أرجاء الوطن.. تقديري العالي أخي ناصر النوبة، لشخصكم الكريم ولزملائكم، لتشريفكم لنا بحضور لقائكم التاريخي هذا، وتمنياتي لكم بالنجاح، وتحية خاصة للقيادة السياسية التي أتاحت لنا أن نلتقي في عاصمة الدولة الاتحادية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى