أزمة سياسية حادة بين أحزاب اللقاء المشترك تهدد بانفراط منظومة سياسية عمرها أكثر من 10 أعوام

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف :

> ظهرت على السطح بوادر ازمة سياسية حادة بين الأحزاب السياسية في اليمن خصوصا بين أحزاب اللقاء المشترك وهو الأمر الذي يهدد بانفراط منظومة سياسية عمرها أكثر من 10 أعوام دفعت بها نتائج هزيمة حزب الإصلاح الإسلامي في مدينة عمران وسقوطها كأهم معاقله القبلية بأيدي انصار الله الحوثيين عقب قتال مميت استمر شهرين راح ضحيته مئات القتلى وتشريد الألاف.
بعد مرور اسبوعين على تلك الأحداث المؤسفة يبدو الوضع السياسي في البلاد أخذ في التأزيم كما يراه محللون بأنه يسير الى منحى تصاعدي واسع الخلاف الأخذ – بما لا يدع مجالا للشك- طريق انهيار منظومة الشراكة الحزبية والسياسية التي كانت حتى وقت قريب متكاملة ومتجانسة.
يشير محللون الى أن نتائج "حرب عمران" أثرت على حسابات حزب الإصلاح ورؤاها المستقبلية ككيان ديني وسياسي يتبع تنظيم جماعة الإخوان المسلمون الدولية التي سبقته في عملية الانحسار والانهيار أفرع أهم في بلدان نشأة التنظيم كمصر وتونس.
وخلال اليومين الماضيين أبدى الاصلاحيون غضبا وتشنجا شديدين تجاه الدولة وحلفائهم السياسيون المنطوين في إطار تكتل اللقاء المشترك إذ دعت بعض رموز حزب الإصلاح غريمهم وخصمهم اللدود والأهم المؤتمر الشعبي العام الى تطبيع العلاقات من جديد وفي الموازاة سرع اخرون وفي مقدمتهم محمد اليدومي زعيم حزب الإصلاح الى استلال الخناجر وتوجيه لشتم والتهديد المبطن وتحديدا باتجاه القيادة السياسية للدولة والى الحزب الاشتراكي حليفه البارز تحت مظلة اللقاء المشترك الذي تأسس في فبراير عام 2003 والذي يضم سبعة احزاب جاء تحالفهم أساسا ضد حزب المؤتمر الشعبي والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقال المحلل السياسي خالد السعدي لـ«الأيام» ان حزب الإصلاح دخل مرحلة الهذيان والانهيار التدريجي بعد أن وضع نفسه في طريق مسدود حيث بات بخسر تعاطف وتأييد الشارع نتيجة تحركات فاشلة بدأها بالاستحواذ على صناعة القرار عبر تعينات رموزه في أركان الدولة مهمشا وضاربا شركائه باللقاء المشترك عرض الحائط.
الاشتراكي بتعقيب اعلامي على تصريحات ومنشورات بعض قيادات حزب الإصلاح ومنها ما نشره رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي التي تضمنت اتهام الاشتراكي بالتشفي به (الإصلاح) نتيجة سقوط عمران، وكذا المشاركة في ذلك السقوط من خلال صمت شركاء النضال السياسي وعدم استنكارهم جرائم الحوثي.
ورد الحزب الاشتراكي اليمني على ما ورد في منشور زعيم حزب الإصلاح محمد اليدومي واصفا أنه "عويل المنهزم العائد من معركة خاسرة".
واتهمت الاشتراكي من يلقون اللائمة على الآخرين في خيباتهم بأنهم يحضرون لكرة جديدة من الحرب بهدف الاسترزاق والإثراء من الحروب الداخلية فقال: "هذا العويل ما هو إلا تفسير سطحي واتهامي.. كما أنه تحشيد لكرة جديدة في الحرب التي يدعو إليها فريق محترف في فنون الاسترزاق والإثراء من الحروب الداخلية".
وتابع أن الطرف الذي دق طبول الحرب في عمران قام عبر منابره الإعلامية بإنشاء صلة مختلقة للحزب الاشتراكي بتلك الحرب المؤلمة، وتصوير الحزب الاشتراكي على أنه متشفٍ في شركاءه السياسيين في إشارة منه إلى الاتهامات التي أطلقها إصلاحيون للحزب الاشتراكي بالوقوف موقف المتشفي في حرب عمران.
وذكّر المحرر السياسي بأن الحزب الاشتراكي اليمني الذي يصبون عليه جام غضبهم ظل يدعو طيلة أسابيع الحرب إلى عقد لقاءات وطنية لتدارس وقفها واتخاذ موقف حازم بشأنها في الوقت الذي كانت منابرهم – أي الإصلاح – تذكي الحرب وتبرر لها من منطلقات غير وطنية.
وقال "إن موقف الحزب الاشتراكي مشهود وثابت حيال الحروب الداخلية التي يرفضها مبدئياً وعلى نحو مطلع".. مضيفا القول بأنه لا يميز الحروب الأهلية إلى حروب خيَّرة مقدسة وأخرى شريرة محرمة، كما هو دأب من يشنعون بموقفه اليوم منذ هللوا لأسوأ حرب هزت البناء الوطني في عام 1994م.
ويرى المحرر السياسي للاشتراكي أن كل أطراف الحروب المشتعلة في الجوف وعمران وغيرها من محافظات أخرى هي "أطراف آثمة بحق الوطن وأمنه، مهما بدا لأي منها أن الحق في صفها، ذلك أنها بالمقياس الوطني والمدني تحارب تحت رايات عصبوية توغل في هدم مبدأ المواطنة لتشيد حجماً جديداً للوطن مقاسه المذهب والجماعة أو القبيلة".
وفي وقت سابق رد قيادي بالحزب الاشتراكي اليمني عبر «الأيام» على دعوات قيادات بالإصلاح استئناف العلاقات السياسية مع حزب المؤتمر الشعبي رغم ترحيبه المبدئي بها إن على حزب الإصلاح ألا يرتهن لخطاب الموتورين في الحزب أصحاب الاصوات المتطرفة ممن هم دعاة حروب لانهم بذلك يسعون لتوسعة رقعة خصومة الاصلاح نفسه.
كما وصف السياسي المعروف د. محمد عبدالملك المتوكل تصريحات اليدومي بـ"كارثية" التي قال إنها لن تنال سوى من حزب الإصلاح وحده.
وقال المتوكل وهو من أبرز مؤسسو تكتل اللقاء المشترك حول ما ورد في منشور الأخ محمد اليدومي أنه شيء مؤسف ويدفعنا إلى التساؤل "هل آن الأوان للإصلاح أن ينتحر؟".
وأضاف "تحول الإصلاح إلى حركة مسلحة إرهابية (داعش) هو انتحار ولا يمكننا تسميته بشيء غير ذلك".
وقال المتوكل أنه إذا كان قصد اليدومي إرسال تهديدات للرئيس عبدربه منصور هادي أو وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد فهو مخطئ مؤكدا أن الرئيس مدعوم دوليا.. وكذلك داخلياً من الشمال والجنوب، كما أن مثل هذه التهديدات بالتحول إلى جماعات مسلحة إرهابية هو دليل ضعف وليس دليل قوة".
وقال: "على الإصلاح أن يقرأ الوضع جيداً، وأن يعيد حساباته وأن يجيب على السؤال التالي: لماذا لم تخرج بيانات المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الأمن ورعاة المبادرة الخليجية بإدانات ضد أنصار الله (الحوثيين) من ذلك النوع الذي كان يأمله الإصلاح".
المتوكل
المتوكل
وقال المتوكل في تصريحات صحفية نشرت الخميس أن المجتمع الدولي يعرف جيداً أن الحرب التي جرت في عمران وما جاورها هي بين( الحوثيين والإصلاح)، وأن وحدات من الجيش قاتلت دون إذن وزارة الدفاع ولهذا ورد في بيانات المجتمع الدولي الإشارة إلى ضرورة التزام وحدات الجيش بالعمل للسيادة الوطنية.
وعن دعوات التحالف مع المؤتمر الشعبي العام الواردة من بعض كوادر الإصلاح العقلانية قال المتوكل: "لا أعتقد أن المؤتمر قد فقد عقله إلى الحد الذي يجعله يقبل العودة للتحالف".
من جهته قال جميل الجعدبي مدير تحرير موقع (المؤتمر نت) الناطق الرسمي للمؤتمر الشعبي لـ«الأيام» إن دعوات الإصلاح غير واضحة ولا مفهومة ومن الصعب قبولها من المؤتمر الشعبي بهذا الظرف او غيره. وقال:" حزب الإصلاح يبحث الان عن طوق نجاة له ولن يكون المؤتمر الشعبي هذا الطوق على الاطلاق.. لأنها محاولة مفضوحة هدفها شق المؤتمر والايقاع بين قياداته بعد محاولات فاشلة كثيرة على السنوات الماضية".
وتابع الجعدبي لـ«الأيام»: “يجد الإصلاح نفسه وحيدا غارقا في الساحة. فبعدما تآمر على المؤتمر في 2011 يريد الآن التآمر على حلفائه وشركائه السياسيين بل ويريد التآمر على المنظومة السياسية الجديدة التي أساسا المؤتمر لا يزال فيها قويا”.
** نبذة عن تكتل أحزاب اللقاء المشترك **
- هو تكتل لأحزاب المعارضة الرئيسة في اليمن، وقد تم تأسيسه في 6 فبراير 2003 م.
ويشكل اللقاء المشترك تطويراً لتكتل أحزاب المعارضة اليمنية، فهو ليس سوى انضمام حزب التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم السبتمبري الديمقراطي إلى ما كان يعرف ب“مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة” المؤسس عام 1999 م والذي كان يضم الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية اليمنية.
- أيدت أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية اليمنية 2006 مرشحاً مشتركاً معارضاً للرئيس صالح، حصد 22 % من الأصوات المثيرة للدهشة لفيصل بن شملان.
- لعبت أحزاب اللقاء المشترك أثناء الربيع العربي عام 2011 دوراً هاماً في عملية الانتقال المحتمل للسلطة من صالح إلى النظام الجديد.
** الأحزاب المشكّلة له **
حزب التجمع اليمني للإصلاح. الحزب الاشتراكي اليمني. حزب الحق.
التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري. حزب البعث العربي الاشتراكي القومي.
التنظيم السبتمبري الديمقراطي.
اتحاد القوى الشعبية اليمنية.
** أهداف اللقاء المشترك **
يهدف تكتل اللقاء المشترك إلى التنسيق بين مكوناته في الانتخابات البرلمانية،والعمل المشترك لضمان وصول جميع الأحزاب الستة الموقعة على الاتفاق للمشاركة في المجلس النيابي.
** بنود الاتفاق **
اشتمل الاتفاق الذي أطلق عليه “اتفاق المبادئ” لأحزاب “اللقاء المشترك” على سبعة بنود تؤكد ما يلي: أولوية التنسيق بين أحزاب اللقاء المشترك الموقعة على الاتفاق والعمل على ضمان وصولها إلى التمثيل في البرلمان المقبل.
الالتزام بوجوب المحافظة على الوضع الحالي بالنسبة للدوائر الانتخابية للأحزاب الموقعة على الاتفاق في مجلس النواب الحالي،واعتبارها كحد أدنى مع مراعاة وضع الحزب الاشتراكي اليمني غير الممثل في البرلمان الحالي نتيجة مقاطعته للانتخابات النيابية عام 1997 م.
العمل الدؤوب على ضمان زيادة عدد مقاعد هذه الأحزاب في البرلمان المقبل.
عدم جواز التنافس بين أحزاب “اللقاء المشترك” في الدوائر الانتخابية الواحدة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إذا كانت النتيجة ستخدم فوز مرشح حزب آخر من خارج “تكتل اللقاء المشترك”.
عدم جواز التنسيق مع أي طرف آخر على حساب أي حزب من أحزاب تكتل “اللقاء المشترك” أو دون علمه.
لا تعتبر الدائرة الانتخابية - التي يترشح فيها أي من القيادات العليا لأحزاب “اللقاء المشترك” بما لا يخل بمستوى التمثيل الحالي للأحزاب في البرلمان - دائرة تنافسية، ويجب التنسيق فيها بين كافة أحزاب التكتل لصالح دعم العضو القيادي المرشح شريطة أن يكون لديه فرصة حقيقية للنجاح متوافق عليها.
يتوجب على المتنافسين في الدوائر التي يتنافس فيها أي من أحزاب التكتل الالتزام بمبادئ وأخلاقيات التنافس الديمقراطي الشريف وتجنب كل ما من شأنه الإضرار بتكتل اللقاء المشترك”.
** حصيلة التنسيق **
تمكن اللقاء المشترك من إحراز بعض المكاسب السياسية ومن ذلك: الوقوف ككتلة أثناء مناقشة قانون الانتخابات ما دفع بالحكومة إلى النزول عند رأي “اللقاء المشترك” في عدد من النقاط.
التنسيق في انتخابات اتحاد الطلبة مما مكن اللقاء المشترك من الفوز فيها.
توقيع وثيقة تاريخية مع الحزب الحاكم (حزب المؤتمر الشعبي العام) تتعهد الأحزاب فيها بضمان استقلالية المجتمع المدني المهني ورفض تجيير أي مؤسسة منها لخدمة أي طرف غير الشريحة التي أنشئت النقابة أو الجمعية أو المنظمة أو الاتحاد لخدمتها.
** اغتيال جار الله **
شكل اغتيال الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر يوم 28 ديسمبر 2002 م تحدياً كبيراً لأحزاب اللقاء المشترك حيث تم اتهام حزب التجمع اليمني للإصلاح “رسميا” باغتياله. وقد استطاعت أحزاب “اللقاء المشترك” - خاصة قطبيه الأساسيين الاشتراكي والإصلاح - أن تجتاز أزمة اغتيال جار الله عمر بإبعاد شبهة تورط حزب الإصلاح في تلك العملية وبالبقاء صفاً واحداً.
المصدر: الموسوعة الحرة ويكيبيديا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى