طقوس شعبية يتوارثها الصائمون في تعز

> تقرير: أحمد النويهي:

> مع دنو موعد انقضاء شهر رمضان الذي يقضي فيه الناس حاليا خواتمه المباركة بالدعاء والعبادة وحب الخير ويتسابق الناس للاحتفاء به، ويختلف هذا الاحتفاء باختلاف عادات وتقاليد المتبعة في كل منطقة من عموم البلاد محافظة تعز إحدى المحافظات التي يلتزم سكانها بالحفاظ على هذه الطقوس الرمضانية ذات التراث الشعبي، لا سيما أبناء الريف الذين اعتادوا على أدائها منذ الطفولة، طقوس رمضانية يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل.
** حلاوة المشبك الرمضاني **
التمر وجبة رمضان الأولى إذ لا تخلوا موائد الصائمين منها، وذلك لما لتمر من فوائد غذائية وصحية بينها النبي الأكرم في حديثة الخاص بالصائمين، لسرعة امتصاصه في الجسم وقيمته الغذائية العالية، وعلى الرغم من أن التمر المستورد وجبة أساسية في موائد الإفطار، لكن الصائمين في تعز لا يغفلون من شراء التمرالمحلي أو مايسمى بـ(المناصف)، الذي تزامن توفره في الأسواق مع شهر رمضان في منصف كل سنة كثمرة العنب.
ومن الحلويات التي تشهد إقبالاً كبيراً في هذا الشهر الفضيل من قبل الصائمين (حلاوة المشبك) ذات اللون البني الداكن، وخصوصا المصنوعة في محافظة الحديدة والمطلية بالعسل وخفيفة على
المائدة، لتحتل بذلك المرتبة الأولى على نظيراتها المصنوعة في الراهدة ذات اللون الأحمر الفاتح، وعادة ما تقدم هذه الحلويات بعد وجبة العشاء.
** الأكلات الرمضانية المفضلة **
لا تخلو أي مائدة رمضانية يتناولها الصائمون في محافظة تعز الحالمة من وجبة الشفوت باعتباره إحدى الدعائم للوجبة الرئيسية للمواطن، وهي عبارة عن مجموع من رقائق اللحوح مع الحقين أو الزبادي، ويضاف له في الريف التعزي أوراق النعناع، وكذلك (الخوعة ) التي تضيف طعما شهيا لهذه الوجبة، وتختلف أنواع اللحوح الذي تتولى بيعه نسوة في المدينة، فهناك اللحوح المصنوع من الذرة الشامية، واخر من الدخن أوالبر.
** أهم المشروبات الرمضانية **
تحتوي مائدة الصائم الرمضانية على العديد من المشروبات، إلا أن مشروب الليم الحامض (الليمون) يعتبر المشروب الرئيس بين المشروابات الخاصة بوجبة الإفطار، ولكنه بات في كثير من الأحيان ليس في منتاول الصائمين نتيجة للإنقطاعات المستمرة للكهرباء التي تحول دون ذلك، كما يتم استخدام هذه الفاكهة بين الشفوت بتقطيعها إلى شفرات صغيرة، وهو يضيف مذاقا رائعا له حال حرموا من خدمة التيار الكهربائي والتي خلقت معاناة كبيرة للصائمبن في تعز، فضلاً عن حرمانهم من المياه البادرة التي يكون أكثر مايشتهيها الصائم أثناء فطوره بعد يوم كامل من الصيام، والذهاب الاضطراري إلى الأسواق لجلب (الثلج ) والمشروبات الباردة.
** بقوليات رمضانية **
ما إن يوشك النهار أن يرحل معلناً بغروب الشمس اليوم حتى يتهافت الصائمون إلى شراء الخضروات والبقوليات لتضمينها ضمن وجبت عشائهم الرمضانية، حيث تعد هذه البقوليات من المستلزمات الأساسية للمائدة الرمضانية، ومن هذه الخضروات والبقواليالت الكراث والبقل والنعناع والكزبرة لدى العديد من الأسر، ويتضح مداء تهافت الناس عليها في الأسواق الشعبية لمدينة تعز، خصوصا من بعد صلاة العصر والتي تبدوا جلية وواضحة لكل من يزور هذه الأسواق الشعبية في المدينة.
ومن المميز في هذا الشهر الكريم في هذه المدينة هو تواجد الخضروات والفواكه بكثرة، حيث تمتلئ أسواق تعز بمحاصيل المانجو المزروعة في وادي البركاني أو الحديدة، والبلس القادم من صبر، وكذلك البلس الشوكي والخوعة التي يتم جلبهما من مديرية مقبنة وجبل حبشي، والعديد من المناطق الريفية.
** المسواك مطهر للفم **
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" حديث صحيح بين فيه محمد - صلى الله عليه وسلم - أهمية السواك لصحة الإنسان، ولهذا نجد في هذا الشهر المبارك أن هناك تزايد وإقبال كبير من الناس على شراء السواك لتسوك به وتطهير الفم اقتداء واتباعا للحديث النبوي، وذلك للتقليل من روائح الفم الناتجة عن الصيام، ونتيجة للإقبال المتزايد أغرى الباعة من أصحاب المساويك من الانتشار في كل الشوارع والأزقة في المدينة، لا سيما من الباعة صغار السن الذين اتخذوا من عملية البيع للمساويك مصدر دخل لعوائلهم الفقيرة.
** ختام **
للمواطن في تعز طقوس وعادات وتقاليد ومتطلبات خاصة، لا سيما في المائدة الرمضانية، منها ما توارثها من الأجداد على مر السنين، ومنها ما تم استحدثها كالسمبوسة والباجية والرواني لتعطي المائدة الرمضانية مذاقاً وطعما وقيمة غذائة قيمة.
تقرير / أحمد النويهي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى