قرية مهددة بالجفاف وتعاني غياب الخدمات..أهالي الجروبة بلحج يجلبون الماء من أماكن بعيدة ويعيشون في أكواخ من الطين (1 - 2)

> استطلاع / محمد الصبيحي:

> الحياة غير الآدمية التي يعيشها أهالي قرية (الجروبة) التابعة لمديرية المضاربة بمحافظة لحج، والتي تبعد عن عاصمة المحافظة الحوطة بحوالي 150 كيلومترا، وتحيطها الجبال من كل الاتجاهات ويقطنها نحو 500 نسمة، غالبيتهم من فئات الشباب وصغار السن، جميعهم يعيشون حياة صعبة يذوقون طعم الموت فيها، حيث لا تتوفر في منطقتهم مرافق ولا خدمات ولا شيء يشعرهم بأنهم أحياء في وطن يحترم أبناءه.
ورغم كل هذه المآسي والظروف الصعبة القاسية، نجد أن المتلاعبين والمتاجرين بقضايا هذه القرية لاسيما من قبل وجهائها قد حالوا دون توفير المشاريع الخدمية،والمرافق الحيوية من مراكز صحية وتعليمية، إضافة إلى افتقار القرية لمشاريع المياه والطرق ما جعل الرحلة تتفاقم لدى سكان القرية، والمعاناة تثقل كاهلهم، إضافة إلى أوضاع السكن حيث يبيتون وسط أكواخ مبنية من لبنات الطين التي تكاد تسقط على رؤوس ساكنيها.
فحياة الجفاف والفقر والبؤس أصبحت يوميات يعيشها المواطنون بقرية الجروبة، بينما السلطات الرسمية في محافظة لحج مستمرة في تغاضيها حيال الأوضاع الصعبة التي تعيشها قرى مضاربة لحج.
وأنت في طريقك إلى قرية (الجروبة) بمضاربة لحج تواجهك زفرات كثيفة من الغبار المتصاعد من الطريق الترابي غير المعبد والذي يمتد حتى إطلالة تلك البيوت المتواضعة التابعة لسكان قرية (الجروبة) التي يعيش أهلها في أحلك الظروف ومرارة العيش، فيما تجد بعض سكان القرية يعيشون في أكواخ طينية تكاد تسقط على قاطنيها.
أما من حيث مشاريع البنية التحتية فإنها لا أثر لها، فالقرية بحاجة إلى حزمة من الخدمات منها إيجاد مشروع مياه للقرية وتوصيل الطريق كبقية قرى المديرية التي وصل إليها مشروع الطريق والسفلتة.
وتجد أكثر الهموم المؤرقة التي تنتاب أهالي القرية هي انعدام المياه، حيث أن الآبار على وشك الجفاف والبعض الآخر منها جفت لارتفاع درجة الحرارة، ولا توجد هناك أي توجهات من قبل السلطات الرسمية في لحج أو بوادر ايجابية لحل أزمة المياه، وكثيراً ما تشاهد صوراً لأطفال ونساء يتكبدون مشقة العناء في جلب مياه الشرب من الآبار، بالعبوات التي يحملونها على رؤوسهم تحت أجواء شديدة السخونة.
** الصحة معدومة **
رغم تكبد الأهالي إشكالية انعدام المياه فإن غياب الخدمات الصحية تظل إشكالية أخرى يعانوها، حيث لا يوجد في القرية أي مرفق صحي خصوصا عيادة خاصة بالنساء الحوامل اللاتي يضطررن للذهاب إلى مستشفى المدينة والذي هو الآخر ينعدم فيه الأطباء المتخصصون ويعاني شحة الخدمات والترتيبات الاساسية، كما أن عامل المختبر لا يتواجد بشكل دائم في مكتبه ولم تطبق بحقه أيه اجراءات عقابية من قبل مدير عام الصحة بالمديرية، ما جعل الكثير من سكان القرية والقرى المجاورة يتوجهون إلى المدينة لمعالجة المرضى في العيادات الخاصة متحملين أتعابا باهظة ومشقة سفر طويل وصعب.
فسكان القرية أكثرهم من الشرائح الفقيرة ولا تتوفر لديهم القدرة على إسعاف أسرهم، بخلاف أصحاب الدخل المحدود، لذلك نجدهم يكررون مناشداتهم يومياً للجهات المعنية في المديرية والمحافظة لإعطاء كل التوجيهات إلى المختصين على أمل توفير وحدة صحية لهم وحفر آبار توفر كمية مياه كافية للأهالي.
وتبقى أكثر الأشياء التي تشد نظرك في مستشفى المدينة هو توافد (الحمير والكلاب) التي تدلف بوابته وتسرح في ساحته.
** تقاعس وإهمال **
عضو المجلس المنتمي لقرية (العفاج) وممثل كل القرى المجاورة من بينها قرية الجروبة (الجبة) والذي انتخبه الأهالي وأوصلوه إلى عضوية المجلس في المديرية،ترك الكل وباشر ممارسة أعمال أخرى، حيث لا يرى منه الكثير من أهالي القرى ومن انتخبه سوى الإهمال والتقاعس واختلاق الاعذار، فلم يقم بممارسة واجبه بنقل همومهم والتخفيف عن معاناتهم، إضافة إلى عدم اهتمام بقية أعضاء المجلس المحلي بالمشاريع المعتمدة للقرى وهو ما يعبر عن مدى اهمالهم وتقاعسهم.
** فقراء في أكواخ طينية **
يعيش سكان القرية حياة بلا تنفس،وحياة يأسف لها القلب، حيث يقطنون أكواخا مبنية من طين تفتقر لأبسط الشروط الضرورية للحياة، ناهيك عن الطرق الوعرة في قرية (الجبًة).
لكن تظل الحقيقة المرة والظروف القاسية تحت تلك الأكواخ الهشة التي بنيت من الطين والتي تكاد تسقط على رؤوس ساكنيها في أية لحظة، ومع هذا نجد المواطنين يحتسبون الصبر بنفوس عالية.
وبالنظر بتمعن حيال وضعية تلك الأكواخ التي تعد مأوى جميع الفقراء وبعض الميسورين تجد حياة العائلات والأطفال محفوفة بالخطر والقلق لاسيما مع موسم تساقط الأمطار التي تغمر بعض الأكواخ منذرة بسقوطها، والأمر لا يقف فقط عند تلك الأكواخ، ولكن تظل سفوح وقمم الجبال تشكل خطرا آخر بسبب تساقط بعض الاحجار وانحدارها إلى حيث بيوت المواطنين عند اشتداد هطول الأمطار، الأمر الذي ينذر بكوارث وخيمة لا قدر الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى