بالسلبية ندمر كهرباء ومياه عدن

> أحمد ناصر حميدان:

>
أحمد حميدان
أحمد حميدان
الوطن والهم العام والمصالح العامة مسؤولية جماعية كلا يتحمل وزر نتائج التفريط بها، فالحمل ثقيل وعلى الجميع أن يساهم في رفع ذلك الحمل من على كاهلنا، وكذا السلطة والجهات المختصة التي لا نعفيها من مسؤوليتها.
لكن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا نحن من مساعدة أو حتى رقابة أو عدم السكوت عن الأخطاء الجسيمة لتصحيح المسار؟ فكل منا في هذه الحياة وجد ليكون له دور فاعل في رسم الصورة العامة للحياة لتكوين منظر رائع طاهر من شوائب القبح بكل أشكاله.. لا نطلب من الآخرين أن يكونوا صالحين ونحن نقف موقف المتفرج الذي ينتقد ويتفحص ويتمحص دون أن يقدم أي مساعده تذكر، وتلك هي السلبية واللامبالاة وهي من أخطر الأمراض الاجتماعية المدمرة للمجتمعات الإنسانية .
الكل يطلب الرفاهية والحياة السهلة وتوفير متطلباتها بمستويات مختلفة -لوأخذنا في مستواها الأدنى- وهي توفير متطلبات الحياة البسيطة، فعندما تنقطع الكهرباء يغضب المواطن وعدم توفير الماء يزيد من غضبه، هذا الغضب له ما يبرره لأن توفير الخدمات العامه حق من حقوق المواطنة وعلى الدولة أن توفرها، لكن ماذا عن الواجبات؟ أليس من حق الدولة أن تحاسبنا عنها لأن الحقوق تقابلها واجبات؟ علينا أن نكون خير من يؤدي واجباته ليحصل على حقوقه، ومن وجهة نظري من لا يؤدي الواجبات الملقاة عليه لا يحق له أن يطالب بالحقوق كمثال: الكهرباء والماء مؤسسات تشغيلية لها متطلبات والتزامات من حقوق عمال، واتفاقيات مع الغير، وكلفة تشغيلية.. كل هذا يعتمد على مصدر دخل هذه المؤسسات لتستمر في تقديم خدماتها، بل لتطويرها وتحسينها وعندما ينعدم هذا المصدر تكون النتيجة المنطقية هي توقف الإنتاج، بل تدهور المؤسسة وتوقفها عن العمل فهل نعي ذلك؟ وهل يحق لي كمواطن أن أطالب الدولة بتمويني بالكهرباء والماء وأنأ لا أسدد فواتير ما علي من التزامات لها؟
هنا تكمن السلبية القاتلة للحياة التي نحلم بها والطمع والجشع الذي ينتابنا في توفير المزيد دون أن نؤدي التزاماتنا وواجباتنا تجاه هذه الدولة التي نطالبها بالمزيد مع المساءلة حول السلبيات بوضوح، وهي ثقافة وسلوك عام حضاري يتعامل بها الفرد تجاه مجتمعه ووطنه عندما تنحط القيم وتسقط المبادئ نفتقد لهذه الثقافة وهذا السلوك فأدِ واجبك، ثم طالب بحقوقك وبعضنا للأسف تختلط لدية الأمور.
نحن في عدن يمر الزمن علينا ونفقد الكثير مما تبقى من مؤسسات تميزت عدن بها عن غيرها من المدن اليمنية، والتي تعتبر السباقة بتوفير الخدمات العامه للمواطن والتنمية كمدينة حضارية متميزة، واليوم المتابع لأحوال مؤسستي الكهرباء والمياه بعدن يرى أنها من سيئ إلى أسوأ، وجزء من هذا التدهور هو نحن الرافضون لتسديد فواتير هاتين المؤسستيين اللتين لديهما -دون شك- التزامات لعمالهما الذين هم من أبناء جلدتنا ومدينتنا ونتسبب نحن في القضاء على مصادر أرزاقهم، ونفقد هذه الخدمة الهامة والضرورية لعدن؛ لنضيف لأبناء عدن أعباء وجيل جديد من العمالة الفائضة فوق التراكم الذي سببته حرب 1994م الظالمة.
إلى كل من يرفض دفع فواتير الكهرباء والماء.. ما الفرق بينك وبين (كلفوت وشلفوت) ممن يدمرون أبراج الكهرباء، ويفجرون أنابيب النفط؟ جميعكم من فصيلة المخربين للمصالح العامة فيما عليك أن تساهم في بقائها وتطويرها واستمرارها من خلال تسديد الفواتير، وفي الوقت ذاته على الجهات الحكومية المختصة إعادة النظر في تعرفة الكهرباء والمياه المرتفعة؛ خاصة للمحافظات الجنوبية والشرقية ذات المناخ الحار مراعاة لظروف المواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى